الرئيس الأمريكي (هرقل) ترامب" يريد من " صاحب القرار الاول " إيقاف البرنامج النووي و الذي تعتبره واشنطن تهديدا كبيرا و بالتحديد للكيان الإسرائيلي و لا يمكن السكوت عنه باي شكل من الاشكال
وفقا لوسائل الإعلام الإيرانية ، بدأ ممثلو ترامب في الاتصال بأعضاء الحكومة الإيرانية حتى قبل تنصيبه لتقديم حل سلمي للبرنامج النووي و على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في / دافوس / أعلن نائب الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف ، وزير الخارجية عباس عرقجي مع الرئيس "باسشكيان" استعداد طهران لإجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة مع العلم أن ترامب هو الذي ألغى من جانب واحد الاتفاقية في عام 2018م التي وقعت عام 2015 بين إيران , روسيا , الولايات المتحدة ، بريطانيا ، فرنسا ،الصين و ألمانيا. مع وثيقة رفع العقوبات عن إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة، تراجعت طهران أيضا عن التزاماتها و بدأ برنامجها النووي في التطور بسرعة و وفقا " تصريح "غروسي" "المدير العام (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)، فقدت خطة التعاون المشترك أهميتها لأن إيران تقوم بالفعل بتخصيب اليورانيوم إلى مستويات مرتفعة النسبة و في المستقبل القريب قد تصبح قوة نووية كاملة على عكس "باراك أوباما" و "جو بايدن" اللذين قبلا بفرض قيود محددة على نسبة تخصيب اليورانيوم و قبول المفتشين في المنشآت النووية ، بينما يصر ترامب على التفكيك الكامل للبرنامج النووي.
تجري مفاوضات سرية بين الولايات المتحدة و إيران و ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن "إيلون ماسك" التقى بممثل إيران لدى الأمم المتحدة ، "أمير سعيد إيرافاني" في أحد فنادق نيويورك. كما كانت هناك معلومات حول اتصالات تجري بين أعضاء فريق ترامب و ممثلي الحكومة الإيرانية في مسقط العمانية.
كما أثار اجتماع آية الله خامنئي مع قادة الجيش الإيراني في شباط مناقشات حية و تحدث الزعيم الإيراني الذي رفض في السابق رفضا قاطعاً أي مفاوضات مع الولايات المتحدة ، فجأة عن الحاجة إلى توخي الحذر في التعامل مع الأمريكيين خاصة في سياق صفقة محتملة مع لفتة رمزية او شكلية أخرى تمثلت باختفاء العلم الأمريكي من أرضية مدخل القصر الرئاسي في طهران كما نعلم لسنوات عديدة ينظر إلى هذا التغيير على أنه علامة على تخفيف محتمل لموقف طهران.
بالإضافة إلى ذلك تم إلغاء خطاب مقرر في الأمم المتحدة للممثل الأمريكي "براين هوك"، الذي كان سيقدم تقريرا عن حالة حقوق الإنسان في إيران كان "هوك" الذي شغل منصب الممثل الخاص مع إيران خلال فترة ولاية ترامب الأولى و يعتبر من أقسى منتقدي النظام الإيراني.
اما الصراع السياسي الداخلي في إيران حول المفاوضات وفقا لمعلومات صحفية إيرانية يعد مستشارو خامنئي لإجراء محادثات مباشرة محتملة مع ترامب تستخدم طهران اثنين من وسائل الضغط في هذه المعركة و هما.:
* برنامج نووي قريب من إمكانية صنع قنبلة ذرية.
* برنامج الطائرات بدون طيار و الصواريخ التي أثبتت فعاليتها خلال هجومين من قبل إيران على إسرائيل
و هذا أكده الخبير الأمني الإسرائيلي " سيرجي مجدال" في مقابلة ،إن واشنطن تتفاوض مع طهران بموافقة إسرائيل التي تدعم رغبة الولايات المتحدة في استخدام الوسائل الدبلوماسية لوقف تطوير البرنامج النووي الإيراني و ان هناك انقسام في النخبة السياسية الإيرانية نفسها إذ يسعى الرئيس "بازشكيان" و نائبه "جواد ظريف" إلى تطبيع العلاقات مع الغرب و رفع العقوبات و إعادة إيران إلى الاقتصاد العالمي و تحقيق الاستقرار في النظام المالي للبلاد و وقف التضخم و حل أزمة الطاقة "فبيزشكيان" و ظريف مع صفقة ترامب و بينما الحرس الثوري الإسلامي الذي لا يريد أن يفقد برنامجه النووي و نفوذه ، لذلك هو الذي يمارس أقصى قدر من الضغط على السيد 'خامنئي" كي يثنيه عن أي اتفاق مع الولايات المتحدة.
هي صفقة ستكون قاسية على طهران على عكس 'باراك أوباما و جو بايدن" اللذين تفاوضا على فرض قيود على تخصيب اليورانيوم و قبول المفتشين في المنشآت النووية اما "ترامب" يريد التفكيك الكامل للبرنامج النووي و تشمل خطته:
* التدمير الكامل للمحطات النووية بما في ذلك "فوردو" و "بارشين".
* تفكيك معدات تخصيب اليورانيوم.
* القضاء على جميع مخزونات اليورانيوم المخصب إلى 65 في المئة (ربما مع تعويض لإيران) بإمدادات محتملة من الوقود النووي المعتمد من روسيا.
بالإضافة إلى ذلك تطالب الولايات المتحدة إيران بوقف دعمها العسكري للجماعات الحليفة في الشرق الأوسط في المقابل تقوم واشنطن
* رفع جميع العقوبات الاقتصادية.
* إلغاء تجميد الأصول الإيرانية في البنوك الغربية.
* عودة إيران إلى النظام التجاري العالمي.
* و إمكانية تحديث أسطول الطيران و تحديث الاقتصاد.
و لكن من أجل إبرام هكذا صفقة يتوجب على فريق "بازشكيان" التغلب على مقاومة الحرس الثوري الإيراني وفقا /لميغدال/ فإن احتمال مثل هذه النتيجة لا يتجاوز نجاحها ال10 في المئة و" يؤكد إن واشنطن اتفقت مع إسرائيل في حال لم يتم هكذا اتفاق على سيناريو بديل يقوم على ضربة عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية و مازالت تؤكد "تل ابيب" مرات عديدة استعدادها لاستخدام القوة العسكرية لقصف تللك المراكز و من فترة وجيزة كان قد تلقى الجيش الإسرائيلي بالفعل من الولايات المتحدة مجموعة كبيرة من القنابل التي يبلغ وزن الواحدة 15 طنا مصممة لتدمير هكذا منشآت تحت الأرض بالنظر إلى أن مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي لن تكون قادرة على رفعها تقنياً فقد طور البنتاغون طريقة لإسقاط هذه "القنابل الفائقة الدقة" من طائرات النقل العسكرية 'سوبر هرقل" وفقا لمصادر استخباراتية إسرائيلية ، انه تم بالفعل تحديد أهداف رئيسية و التي ستجعل المنشآت النووية الإيرانية غير قادرة على الاستمرار في العمل ,هذه القنابل قادرة على اغلاق مداخل تلك المجمعات تحت الأرض بالإضافة عمليات تخريبية من قبل القوات الخاصة /كوموندس اسرائيلية ( كما في حالة تدمير مصنع تحت الأرض في مصياف/ سوريا).
هذه الضربة العسكرية تدخل الولايات المتحدة حتما في الصراع لذلك هددت إيران بالرد بضربات ضد القواعد الأمريكية و حلفاء واشنطن في المنطقة فإيران تواجه خيارا صعبا من ناحية إن قبول الشروط الأمريكية يعني التخلي عن البرنامج النووي و مراجعة المفهوم الكامل لمعاداة الغرب من ناحية أخرى فإن محاولة مواصلة مسار تطوير الأسلحة النووية تهدد إيران بعزلة كاملة و ضربة عسكرية في الوقت نفسه، لم تعد واشنطن تنوي تأجيل المفاوضات من أجل منح إيران الوقت لإكمال العمل على صنع قنبلة نووية كما تراقب وكالات الاستخبارات الأمريكية و الإسرائيلية الوضع عن كثب لمنع هذا السيناريو. و مع ذلك يعتقد الخبراء أن احتمال نجاح المفاوضات بين الولايات المتحدة و إيران لا يزال منخفضا للغاية ، لأن البرنامج النووي كان منذ فترة طويلة جزءا من أيديولوجيا النظام و الكرامة الوطنية و السياسية للجمهورية الإسلامية.