كتب جاسر خلف.. إلا الفدائيين يا زبانية أوسلو
مقالات
كتب جاسر خلف.. إلا الفدائيين يا زبانية أوسلو
جاسر خلف
29 تشرين الأول 2020 , 20:01 م
  بداية و توطئة و ربما ضرورة تقتضيها طبيعة المقال يوضح صاحب المقال أنه إبن "القطاع العسكري لتحرير فلسطين" بكل ما فيه جسداً و قلباً و روحاً و إنتماءاً بالهوية و الهوى ... و هنا لا يحتاج القارئ لمعر

 

بداية و توطئة و ربما ضرورة تقتضيها طبيعة المقال يوضح صاحب المقال أنه إبن "القطاع العسكري لتحرير فلسطين" بكل ما فيه جسداً و قلباً و روحاً و إنتماءاً بالهوية و الهوى ...
و هنا لا يحتاج القارئ لمعرفة تاريخه و التفاصيل بقدر معرفة معنى و مغزى المقال الخطاب الذي لا ينكر أنه إنذار و تحذير لطغمة رام الله-أوسلو لما يمكن أن تؤول إليه الأمور و أي منقلب -غالباً- سينقلبون !

في ظل وجود حالة ثورية فلسطينية شاملة و ذات عمق عربي شعبي و إمتداد أممي ضد عدو صهيوني إقتلاعي و وجودي كان من الطبيعي أن يكون للبندقية صوتاً عالياً جداً و للفدائي المقاوم الصوت الأعلى على الإطلاق !!
و لذلك أيضاً كان للفدائي ببندقيته مكانة في ضمير الشعب الفلسطيني و الأمة لا يضاهيه فيها سوى القديسين و الأنبياء لأنه الشهيد الحيّ المخلَّد المؤبد و الذي لايموت و إن مات جسداً فإنما و حتماً ليصنع فجراً و ميلاداً و أبطالاً.. و حبوب سنبلةٍ تجف ستملأ الوادي سنابل !
و لمّا كان هناك من يتربص بكرامة الأمة و شرفها و عنفوانها فإنه إستشف و عرف من أين تؤكل الكتف و ذلك بتبهيت و تمييع و نزع ثوب القداسة عن الفدائي الفلسطيني و تحويله إلى مسلَّح ثم بلطجي و أزعر ثم حارس شوارع و فارض إتاوات ثم مّتعيِّش في شركة عرفات كوربوريشن ثم مرتزق لدى شركاته و دكاكينه  السياسية العديدة وصولاً إلى تصديرهم إلى رام الله و تحويلهم إلى عناصر شرطة و أمن على و ضد شعبهم و أخيراً حرساً على قطعان الصهاينة الجنود كخط دفاع أول مع حماية المغتصبات !!
نجح عرفات الأول و طغمته و مساعديه من مختلف المشارب السياسية يميناً و يساراً و بالشحنة القوية المطلوبة من كاريزما جذوره "الإخونجية" بالمسّ بصورة الفدائي و تشويه مكانته العظيمة مما أدى و بالضرورة و حتماً إلى ضرب و زعزعة الروح الوطنية للشعب الفلسطيني خصوصاً و بعمقه العربي عموماً و أدى لجروح نفسية و معنوية واسعة و عميقة و بشكل متدرج و خلال خمسين عام متواصلة و عبر محطات عديدة و تحت يافطات متبدلة و لكنها تحمل نفس الهدف و الغاية.
بوجود و بعد موت عرفات يواصل أتباعه و من مختلف الدكاكين السياسية الفلسطينية إكمال مشروع تدمير وعي و كرامة الشعب سواء بوعي و معرفة و قصداً و عمداً أو بسذاجة أولئك الراغبين بالإصلاح و بصحة ضمير ميت لدى الخونة.
لكن و ثم لكن نقول بأنه توجد جمرات قوية جداً من تحت الرماد ستتحول إلى نار و بركان و جهنم و سيكون الخونة و العملاء وقودها لأن وعي الأمة و كرامتها أعمق و أمضى و أشدّ من ذلك بكثير و تكونت عبر آلاف السنين و التجارب و ما خمسون عام إلا لحظة مظلمة قصيرة و سينهض الفدائي الأول الأول و يدمر الهيكل !!

جاسر خلف

[email protected]

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري