كتب د. عصام شعيتو:
مقالات
كتب د. عصام شعيتو: "لبنانُ والعالم وأميريكا الكاذبة المُخادعة".
د. عصام شعيتو
11 آذار 2025 , 15:38 م

:
عندما يُمارسُ الدبلوماسيون الأمريكيون الصهاينة الكذبَ والتزويرَ، بِدبلوماسيتهم وسلوك سُبُلِ العدوان المباشر على هذا البلدِ،لبنان الذي كان آمِناً ويتعافى من آثار الِاعتِداءتِ الصهيونية الإسرائيليّةِ عليه، ويُحاولُون قَلْبَ الصّورةِ، بإشاعةِ أنّهُ بلدٌ مهزومٌ، وتوعِزُ إلى عُملائها أن يُسوّقوا لذلك ويمتثل عُملاؤها كُلُّهم  في داخل لبنانَ والمنطقة؛  فهم يعرفون يقيناً أنهم يُمارسون الكذب والنفاق والخداع،وهم يسمعون الصراخَ يعلو في داخل كيان الصهاينة الغاصِبين، وهو ليس خافياً عنهم، خصوصاً وأنّهُ طفا على وجه الأحداث في المنطقة والعالم، إذ بدأ يتسرّب منه اِعترافُ صهاينةِ إسرائيل، بمقتلِ أكثرِ ِمن ستّةِ آلافٍ عسكريّين إسرائيليّين، وجَرْحِ  وإعاقة عشرات الآلاف منهم، يُضاف إلى هذه الخسائر، ما تُعلِنهُ وسائلُ الإعلام الصهيوني وتوابعُهُ من الإعلام العربيّ، ويُعلنُهُ بًعضُ قادةِ الجيش الإسرائيلي، منْ تهرُّبِ جنودٍ وضُبّاطٍ في الجيش الإسرائيلي منَ الخدمةِ في هذا الجيش الصهيوني، كما يتحدّثونَ  عنِ حالاتِ الِانتحاروفقدان الأمنِ في كُلِّ الكيان الغاصب، والهجرةِ المعاكسة، وهذه وحدها هي الهزيمةُ المُدوِّيَةُ في مواجهةِ المقاومةِ المُظفّرةِ،في غزة وفي لبنان، وستسمعون هذا الصراخ بوضوحٍ أكثر، عندما تذهبون إلى إلى فلسطين المُحتلّة.
 فالمنتصرُ، أيُّها الكاذبون المُخادعون، لا تستقيل ولاتُقالُ فيه كلُّ قياداتِهِ: العسكرية والأمنية، كما حصل في الكيانِ  الإسرائيلي.
 ولُبنانُ الذي تُحاولون تصويرَهُ مَهزوماً، بتصريحاتِكمُ الكاذبةِ، ووسائلِ إعلامٍ تعتاشُ على الحِقدِ والتّكسُّبِ بدولاراتكم المنهوبة  من دوَلِ العالم، فقد واجهتُم فيه حزباً واحداً فقط، بجبهتكم العريضة: الغربية الأمريكية الأوروبية وعبدةِ أمريكا والغرب، في لبنان والمنطقة، وبجبروتكم، فلم تستطيعوا تحقيقَ أهدافكم فيه:لا المعلنةِ ولا غيرِ المعلنة، لا من خلال العدوان الجبان الغادر عليه، ولاباِستهدافكم بعضَ قادةِ المقاومة، وفيهمُ الأغلى، سماحةُ الأمينِ العامِ الشّهيد السيد حسن نصر الله الذي أرّق عيشكم، ونال منكم بالهزائم طوال (٤٠)أربعين عاماً،حتى نال ماتمناه،ورجا اللهَ أنْ يُحقّقَهُ لهُ: الشهادة والنصر. 
أما عن جبهة العدوان على جنوب لبنان، حيث تُحاولون إظهارَ أنّ حزب الله انكسر وانهزم فيها، فإنّ الحقيقةَ، كما عرفها النّاس، هي بخلاف ما تُشيعونه.فأنتم والكيانُ التابعُ لكم:دُمِّرَتْ دبّاباتُكم وقُتِلَ جنودُكم، على تخومِ القُرى الأماميةِ حيثُ مواقعُ المجاهدينَ الأبطالَ، في بلداتِ الخيامِ وعيترون، ويارونَ وعيتا الشّعب والبياضة وشمع، التي بقي فيها المجاهدون ولم يُغادروها، إلّابعدَ وقفِ إطلاق النار. 
وهؤلاء الأبطالُ تصدَّوْا لِعُدوَانِكُمُ الوحشيِّ، بصدورهم وأجسادهم قبل نيرانهم، وبِها منعوكم من الوصولِ إلى هذه المواقع الّتي كان الوصولُ إليها هو هدفَكم.
وأمّا عن لبنانُ الذي تتحكّمون  بِقراراته، لِاعتقادكم بأنّهُ لَكم فيه عشراتُ الآذانِ المُصغية،فاعلموا إنّما هي آذانٌ غَيْرُ واعِيَةٍ، لا تُقدِّمُ ولا تؤخِّرُ في حساباتِ مقاومتنا الدّقيقة،وهي،إذاجَدَّ الجِدُّ فُقاعاتٌ لايُمكنُ أن توصلكم إلى النّصر،لأنّها لاتمثل، ولن تُمَثِّلَ عناصر الكرامةِ والشهامةِ والشجاعةِ والقوةِ والبطولةِ المتمثلة بأبطالنا الذين يستطيعون الغوص في أعماق البحار،واختِراقَ الجبالِ والصعودَ إلى عنان السماء.
  لقد جرّبتُم لبنان مرّات: عندماأتيتم إليهِ قبلَ أربعينَ عاماً ونيِّفاً، وعُدْتُم منهُ تُهَرْوِلونَ وأنتم تَحملونَ مقبرةً خشبيّةً كاملة. 
هذا هو لبنانُ الحقيقيّ: عصيٌّ على الِاحتلال، قاتلٌ للمُتجاوزين على الكرامات، عَدُوٌّ للظالِمينَ أعداءِ اللهِ والإنسان، نصيرٌ للمظلومينَ المحرومينَ، أينما كانوا، وأيّاً كانوا، يتلقّى الجراحَ، لٰكِنّهُ بإذنِ اللهِ، سُرعانَ ما يتعافى منها مهما بلغت .  فهلّا عَقَلتُم واعتمدتُم غيرَ سِلاحِ الضُّعفاءِفي مخاطبةِ هذا العالم؟ هلّا توقفتم عن هذه الممارسات العدوانيةِ على الدول والشعوب، فاللُّبنانيونَ لا يَركنونَ للظالِمين،ولا يتساهلون معهم، ولو كانواأبناءهم وآباءهُ وإخوانَهُم.
إنّ ما يجبُ أن يسودَ هذا العالم هو منهجُ العلاقاتِ الطيِّبَةِ بين شعوب العالم، والتّعاونُ في ما بينها، دون تفريقٍ بينَ شعبٍ وآخر بسبب لونٍ أو جِنسٍ أو دين، حتى يسودَ السلامُ في العالم كُلّه، وتسودَ السعادةُ كُلَّ شعوبه.وهذاهو مطمحُ كلِّ الشعوب،ومنهاالشّعبُ  الأمريكيُّ الطّيِّبُ، بعيداً عن الممارساتِ العدوانية، التي كانت تُمارِسُها الإداراتُ الأميركيةُ المُتعاقبة، ولا تزال والتي، كما يظهر لكُلِّ عُقلاء العالم، أنّها تكادُ تقضي على هذالعالم، إن لم نُحكّم لُغةَ العقل و المنطق، و نتّبِعِ السُّننَ الدّينيةَوالتّعاليمَ الإلٰهيّةَالتي تتوخّى سعادة العالَمِ وتكامُلَهُ وكمالَه، كما أراد اللهُ الخالقُ الخبير بمخلوقاته، لا كما  يُريدُ مُتألّهو  عالمِنا  اليومَومجانينُهُ الّذينَ يُجرون على البشَرِ تجاربَ، لا يُقِرُّها عقلٌ، ولا يَنظِمُها إلّا قانونُ الأنانية.
اعقلوا هو خيرٌ لّكم-وهذا أقصى مايُمكِنُنا قولُه، ويتسنّى لنا فِعلُه- وإلّا فإنّكم ستندمون قريباً، على استسلامكم للأحلام الصّهيونية العالمية المُستحيلةِ التّحقُّق ،والسّلامُ على مَن اتّبعَ الهُدى.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري