السودان؛ تطورات متسارعة لا تخلو من مؤشرات مُؤسِسة
مقالات
السودان؛ تطورات متسارعة لا تخلو من مؤشرات مُؤسِسة
ميخائيل عوض
24 آذار 2025 , 13:19 م


٢٤/٣/٢٠٢٥

كتب الأستاذ ميخائيل عوض

١

له موقع ومكانه ودور وبيئة وبنية انثر وبيولوجية حيوية

خزان الثروات والمعادن الثمينة والنفط

حارس النيل والبحر الاحمر و الجزيرة العربية والقابض على حياة مصر وليبيا واثيوبيا وارتريا.

بوابة آسيا والجزيرة العربية وشرق افريقيا على القارة السمراء- القرن الافريقي

سلة غذاء العرب والعالم

حارس البحر الأحمر!

٢

شعبه طيب، إسلامه راق وإنساني وتنوعه مبدع

في تاريخه إضاءات وحضارات وفي زمنه مقاومات وهبَّات ضد المستعمرين وكفاح.

قدَّم نماذج نوعية في السياسة والنُّظم والإدارة وشهد ظاهرات مُؤسِسة كالتفاعل والتحالف ببن الشيوعين الجادين والإسلاميين على غير نماذج.

منفعل بما يجري في العرب والعالم الاسلامي.

٣

حياته السياسية بتجارب نوعية وحراك شارعه مميز.

شهد انقلابات وحياة ديمقراطية وقدَّم نموذجاً هاماً عندما سلَّم الجنرال’’ سوار الذهب’’ السلطة للسياسيين وأوفى بعهده على غير تجارب العسكر والإخوان المسلمين.

قمته بعد هزيمة الـ٦٧ رسمت الحد والخطوط الحمر ’’بلاءاتها الثلاث’’ ولو احُترِمَت لما وصل العرب إلى الدرك وضاعوا وضيعوا فرصهم وثرواتهم وبددوا فتوتهم.

٤

حركاته الإسلامية خلت من التكفير والذبح والسحل وأكل أكباد البشر الأحياء!

ووفرت بيئة حاضنه للقضية الفلسطينية ولمن يقاوم أمريكا ويناصر العروبة والإسلام الحق فشكلَّ معبراً حيوياً لإمداد غزة وتسليحها من سورية وإيران برغم اختلاف النظم والعقائد وتمكينها برغم الحصار القاسي ومحاولة التجويع.

لموقعه وثرواته ومكانته في المستقبل استُهدِف.

٥

اجتُزِأ جنوبه بدولة مسخ قاصرة!

طمعاً بالنفط وللتحكم بالنيل وحياة السودان ومصر فاستجاب للاستفتاء وأنجز طلاقاً حراً بلا دماء ومجازر

استهدفه لوبي العولمة بتحالفه مع حركة الإخوان المسلمين الفاعلان بما سمي’’ بالربيع العربي’’ وأطيح برئيسه بأقل الأكلاف والدماء

مجازر ’’الجنجويد’’ في دارفور هادفه ومنظمه.

٦

عصابات النهب والقتل وسرقة الذهب في دارفور ليست نتاجاً سودانياً بل أذرع للعولميين أطلقت يدها لإسقاط ليبيا والعبث بمصر ولتدمير السودان ونهب ثرواته والذهب.

تحالف الجيش " البرهان" والحسم السريع" دقلو" كان بأوامر المشغلين أنفسهم

بلا أسباب موجبه والفريقان من نفس الطينة والالتزامات وعند نفس السيد فجرا حرباً ضروس.

٧

لم نجد فوارق بينهما فكلاهما يطبع مع’’ إسرائيل’’ وأعلن وزير خارجيتها أنَّ’’ الموساد’’ يدير الحوار مع’’ دقلو’’والخارجية مع ’’البرهان’’ ولم يطرح أحدهما برنامجاً ورؤية وطنية سيادية، أو برنامجاً اجتماعياً اقتصادياً لإنقاذ السودان وتأمين حاجات أهله برغم وفرة الغذاء والماء والنفط والذهب والموقع الحاكم.

٨

في زمن التفاهة والعهر العربي صعد دور الأقزام والامبراطوريات الغازية والإعلامية الافتراضية، وصار للإمارات تدخليه في صياغة حال العرب والإقليم كأختها قطر وعصابات الإسلام ’’الأردوغاني’’ الإرهابية وشركات المرتزقة والأمن الخاص. ويتدخلون في اليمن والسودان والعراق وليبيا وسورية وعينهم على مصر والسعودية وأبعد.

فشركات المرتزقة كذراع للوبي العولمة و’’فاغنر’’ الروسية والإخوان المُعولَمين وفصائل الإرهاب الأسود وكل ما هبَّ ودب.

٩

استقرت على حرب مواقع وتدمير وتهجير واغتصاب ونهب الثروات والناس.

اللافت أنَّ إعلان نجاح ترمب في الانتخابات الأمريكية انعكس أو تصادف مع بدء استعادت الجيش لزمام المبادرة وشروعه في الهجوم وتصفية مواقع الدعم السريع وتحريرها ومازال مندفعاً ويحقق مكاسب.

لله رمياته وشأنه في خلقه!

هل من رابط سببي مباشر؟؟ أو مؤشرات تفاعل عما سيكون؟

١٠

من غير المؤكد أنَّ ترمب أسند الجيش أو حجب الدعم عن الدعم السريع

لكن المعطيات وآليات حراك تاريخ البشر وخاصةً الدول الطَّرفية ذات الأهمية الجيوبوليتكيه كالسودان وقريباً الصومال وإرتريا وأثيوبيا سريعة الاستجابة للجديد وتلبية حاجات الأزمنة وأحداثها تحمل مؤشرات ودلالات عما سيكون.

١١

كان السودان من أوائل الدول التي نفذ فيها مشروع العولميين بالتفاهم مع الإخوان والإرهاب

والسودان اليوم وأحداثه تؤشر وتفيد بأنَّ لوبي العولمة ومشروعه لتفكيك الدول وتدمير الجيوش ووأد القوميات والدولتيه ينحسر وستغرب شمسه فجاء الصدى من السودان.

وتنتهي حقبة الأقزام والامبراطوريات الافتراضية.

١٢

تراجع دور الإمارات وأشباهها و’’فاغنر’’ وأخواتها من شركات المرتزقة وانحسار الإخوان وفصائلهم الإرهابية وبداية عهد القوميات والدولة بحواملها الجيوش الوطنية تفسر لنا انقلاب المشهد السوداني وانتصارات الجيش.

هل ينقلب البرهان على التطبيع ويقطع العلاقة مع إسرائيل؟

هل يحقق حاجات السودان وشعبه ويستعيد دوره؟؟

لنا فيه كلام وقراءة!

 

عناوين للاطلاع والمراجعة:

1. لقاء تفاعلي مع الدكتور ميخائيل عوض على منصة (ميخائيل عوض youtube ) بعنوان (لبنان والسودان وتساؤلات خارج الصندوق) بتاريخ فبراير/2025

2. مقالة للدكتور ميخائيل عوض على موقع (رأي اليوم الالكتروني) بعنوان (حرب غزة تنهي عصر الهيمنة الغربية على البحار والممرات..) بتاريخ 5/ديسمبر/2023

3. مقال للدكتور ميخائيل عوض على موقع (أبين اليوم الالكتروني) بعنوان (هل ينجح ترامب في الصراع مع لوبي شركات العولمة..!) بتاريخ 15/نوفمبر 2024 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري