هل يتراجع ترامب عن تهديد ايران؟
السؤال ما الذي يمكن ان يجعل ترامب يتراجع؟
أميركا لن تتراجع إلا إذا شعرت بخطر امتلاك إيران سلاح دمار شامل رادع كما هو الوضع في كوريا الشمالية...
اذا ظن الايرانيون انهم يستطيعون انتظار الضربة الأميركية قبل المباشرة بانتاج القنبلة النووية، فعلى دنيا إيران السلام...
عندها، سوف تكون إيران في مأزق لأن الوقت لن يكون في صالحها...
زعزعة إيران سوف تأتي من كل الجهات...
"إذا أردت السلم، استعد للحرب"...
إذا اردت اتقاء شر أميركا، امتلك سلاح ردع نووي... هذه هي المعادلة الوحيدة لمنع ضرب إيران...
لقد دخل الشرق الأوسط أجواء التوتر العالي منذ أن تجرأ رجال شرفاء في غزة على تخريب الديكور في نظام الشرق الأوسط...
تخلخل ديكور العالم لأن الكيان الصهيوني بفضل المسيح الدجال القابع على رأس النظام العالمي كان قد جعل من نفسه محور هذا العالم...
إذا اهتز الكيان، يهتز العالم...
لقد حمل رجال غزة العظام شرف هذا العمل الجبار...
أخطأوا ربما في محدودية عملية طوفان الأقصى...
لكنهم افتتحوا طريق خلاص البشرية من شر الصهيونية وتبعهم حزب الله بخطوة إلى الأمام قبل أن يعود خطوتين إلى الوراء ويأكل الضربات المميتة نتيجة هاتين الخطوتين...
أليس هذا ما كان يطلبه الحق الإلهي من الفلسطينيين؟
ألم يقم الفلسطيني بما كان يجب أن يقوم به كل شريف من هذا العالم العربي المسخ؛ بل من هذا العالم الاسلامي الدجال؛ بل حتى من عالم الكرة الأرضية التي وصلت إلى حالة ثامود وعامورا...
هل كان على الفلسطيني أن يستمر بالمعاناة في طريق الجلجلة دون حتى أن يدافع عن نفسه؟
الشعوب العربية البلهاء التي ينتظرها مصير العبودية للنظام العالمي بأي شكل كان، وبأي شكل أتى، تريد الاستمرار في حياة النعامة التي تدفن رأسها في الرمل...
لا تريد هذه الشعوب رؤية حقيقة عبوديتها...
ألم يعبر الدكتور مناع الكويتي عن هذا الشعور شر تعبير حين نصح البخيتي وبقية القادة الحوثيين بالهرب قبل أن يلحقوا ب(السيد) حسن نصرالله و(الشهيد القائد العظيم) يحي السنوار...
العرب يرتجفون خوفا من البلاء الأميركي فيدفنون الرؤوس في الرمال علّهم ينسون مدى الذل الذي ارتضوا به بدل القتال بشرف والموت بعزة وكرامة كما يريد الله ل"خاصة أوليائه"...
نعم الضربة لإيران اقتربت جدا...
هي آتية حتما...
السؤال ليس متى، ولكن بأي شكل؟
فوجئ حزب الله بالحرب الكونية التي شُنت عليه...
في إشارة واضحة وضوح الشمس قارن الدكتور علي فضل الله بين إعلان إسرائيل بعد ٤٠٠ غارة على سوريا غداة سقوط الأسد من أن هذا أضخم هجوم جوي تقوم به إسرائيل منذ نشوء الكيان، وبين ١٢٠٠ غارة (والبعض يقول ١٦٠٠ غارة) على حزب الله في يوم واحد...
الا يعني هذا صدق ما كان توصل اليه، وصرح عنه الجنرال عمر معربوني من أن الهجوم على حزب الله كان بمشاركة مباشرة اميركية بريطانية أطلسية بما في ذلك وجود سرب من بلد عربي واحد على الأقل...
يقولون الحرب لم تنته...
هذا صحيح...
لم تكتمل فصول هزيمة محور المقاومة بعد...
بعد حرب ال٦٧ انتجت عبقرية المهزومين كلمة نكسة لتفادي كلمة الهزيمة...
بعد مأساة ١٧ و٢٧ سيبتمبر أيلول ٢٠٢٤ ورغم أن رجالا عظاما قاتلوا كما قاتل سبعين من أصحاب الحسين في كربلاء رضي البعض منا في ٢٧ نوفمبر باتفاق تلته هزيمة شنيعة يطلق عليها جهابذة لغة محور المقاومة كلمة انكسار...
من النكبة إلى النكسة إلى الانكسار...
متى نقوم...
اليمن قام...
العراق نائم كما كان مع الحسين...
العرب رؤوسهم في الرمال إلا أحفاد هند آكلة الأكباد، وأحفاد يهود خيبر ممن يطبل لهم بعض السفهاء منا...
هؤلاء كلامهم مع فلسطين وسيوفهم علينا وعلى فلسطين...
لبنان في حالة ترقب...
متى يقوم؟
إيران قد هربت من الشرف، لكن الشرف يلحق بها...
متى يكون النزال العظيم؟...
استشهد السيد حسن لأنه رفض كبس الزر لما في ذلك من ويلات على كل الهيكل على الكرة الأرضية...
بسبب وازع أخلاقي وديني في حياة الناس، لم يكبس السيد نصرالله الزر الذي كان يجب كبسه لتنطلق آلاف الصواريخ وتدمر إسرائيل...
دخلنا بسبب ذلك عهد الانكسار...
وصل الدور إلى إيران...
هل يكبس الخامنئي على الزر فيزول الكيان رغم الأثمان الكبيرة التي سوف ندفع...
أم يتلكأ فيبقى الكيان ونزول نحن بانتظار عصر عز قد لا يعود ابدا...
اتفق ترامب مع بوتين على وجوب عدم امتلاك إيران سلاحا يهدد أمن إسرائيل...
هكذا ورد في وسائل الإعلام...
لم يتحدثوا عن سلاح يهدد وجود إسرائيل؛ بل سلاح يهدد أمنها...
مشى الروس مع الأميركيين إلى مستوى أعلى بعد بيع سوريا مقابل أوكرانيا...
ارتفعت مباشرة مطالبات ترامب من اتفاق نووي جديد مع إيران إلى المطالبة بتفكيك كامل البرنامج النووي الإيراني...
بل ذهب ترامب اكثر برفض أي برنامج صاروخي يتجاوز مداه الحدود التي تهدد دولة الكيان...
كل الحديث عن دور روسي إلى جانب إيران أو إلى جانب قضايا الحق في فلسطين ليس سوى احلام يقظة عند صبية محور المقاومة...
حديث البعض عن عدم وجود يالطا جديدة لأن الحرب لم تنته وإن يالطا تكون اتفاق بين منتصرين بعد الحرب هو السراب بعينه...
حتى قبل نهاية الحرب العالمية الثانية، اجتمع جوزيف ستالين ووينستون تشرشل وفرانكلين روزفلت في طهران سنة ٤٣ وتم الإتفاق على تقاسم العالم بعد نهاية الحرب وهو ما حصل سنة ٤٥...
اتفاقية سايكس بيكو بين بريطانيا وفرنسا لاقتسام تركة السلطنة العثمانية لم ينتظر نهاية الحرب العالمية الأولى، ومعظم الاتفاق على عمليات تقاسم املاك رجل أوروبا المريض، أي السلطنة، سبقت حتى اندلاع هذه الحرب ...
اذا قرأنا آخر مقالات الأب الروحي لنظرية روسيا العظمى في أوراسيا ألكسندر دوغين، نجد أن شبه اتفاق قد تم فعلا بين بوتين وترامب على نظام عالمي جديد بثلاثة رؤوس: أميركا، الصين وروسيا بانتظار انضمام الهند في مرحلة لاحقة...
وافق بوتين على ضم كندا وغروينلاند إلى أميركا مقابل موافقة ترامب على ضم أوكرانيا وآعادة النفوذ الروسي على جمهوريات البلطيق...
هي ليست المرة الأولى التي تلعب فيها روسيا دورا أسودا في منطقة الشرق الأوسط...
كل الكلام الذي كان يدور عن الاتحاد السوفياتي صديق العرب يحتاج إلى الكثير جدا من التدقيق...
الجالية اليهودية في روسيا لم تكن كبيرة جدا قياسا إلى الكثير من دول أوروبا فحسب، بل كانت تسيطر على الكثير من مؤسسات الدولة السوفياتية مباشرة او عبر زيجات مع مسؤولين كبار في أجهزة السلطة السوفياتية...
زوجة العالم النووي السوفياتي المنشق اندريه زاخاروف كانت يهودية صهيونية كما معظم اليهود الذين شكلوا طبقة الانتيليجنسيا في الاتحاد السوفياتي...
في الوقت الذي كان اليهود السوفيات يهاجرون إلى فلسطين باهداف استعمارية كان الاتحاد السوفياتي يعرفها جيدا؛ قام الحزب الشيوعي الفلسطيني بإرسال متطوعين للقتال في الفيلق العالمي دفاعا عن الجمهورية في إسبانيا، طبعا، بأوامر من موسكو...
ليس المراد هنا لوم الروس او السوفيات او غيرهم...
اذا كانت الأنظمة العربية نفسها منحطة؛ واذا كانت حتى الشعوب العربية ذليلة؛ واذا كان تنظيم الإخوان المسلمين يتخلى عن الأرض العربية ويغطي ذلك بارتكاب المجازر بحق العلويين والشيعة والمسيحيين...
هل يحق لنا بعد كل هذا الانحطاط لوم الروس او غيرهم!!!
هددت أميركا العراق، فهرع عادل عبد المهدي يتمنى على أنصار الله إقفال مراكزهم في العراق في زيارة إلى صنعاء تحت غطاء وساطة...
لا يخجل العراقيون الطلب إلى أنصار اليه عقد تسوية مع الأميركيين تقوم على إيقاف قصف اليمن مقابل صمت اليمنيين وتبرأهم من غزة وفلسطين...
لم يرد الايرانيون الذهاب إلى الحرب الشاملة حين كانوا محاطين بالحلفاء الأقوياء؛ فها هي الحرب تقترب من حضنهم بعد خسارة حلفائهم بسبب غياب القرار...
غٌزي العرب في عقر الدار فذُلّوا...
انتظرت إيران إلى أن بقيت وحيدة...
إسرائيل التي ابرمت صفقة شراء روسيا وتركيا عبر مستشار نتنياهو دريمر، استطاعت حرم إيران من اي حلفاء...
الصين الموعودة بتايوان بعد حين لن تهب لنجدة إيران كما لم تهب لنجدة روسيا...
حرصت إسرائيل على تركيب خريطة جديدة للعالم عبر السيطرة على معظم مؤسسات الدول ذات التأثير العالمي...



