تطوير عضيات كبدية تحاكي وظائف الكبد
منوعات
تطوير عضيات كبدية تحاكي وظائف الكبد
18 نيسان 2025 , 15:53 م

تمكن فريق بحثي من جامعة كيو اليابانية من تطوير "عضيات كبدية" ثلاثية الأبعاد تحاكي تركيب ووظائف الكبد البشري، ما يفتح آفاقا واعدة لعلاج أمراض الكبد المزمنة، وتجديد الأنسجة المتضررة، واختبار الأدوية بشكل أكثر دقة وكفاءة.

- الكبد: العضو الحيوي المهدد بالأمراض العالمية

يُعتبر الكبد مركز العمليات الحيوية في الجسم، إذ يلعب دورا محوريا في تحويل المغذيات إلى طاقة، وتخزين الدهون، وإزالة السموم. ومع تفشي أمراض مثل الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (MASLD)، والتي تصيب أكثر من ثلث سكان العالم، تتزايد الحاجة إلى حلول مبتكرة لعلاج هذه الحالات بفعالية واستدامة.

- عضيات كبدية تنمو مليون مرة خلال أربعة أسابيع

نجح الفريق الياباني في إحداث تكاثر مذهل للعضيات الكبدية بمعدل مليون ضعف خلال أربعة أسابيع فقط، مع الحفاظ على الوظائف الحيوية للكبد، وهو إنجاز لم يتحقق من قبل. ووصفت الدراسة هذا التقدم بأنه الأقرب حتى الآن لتمثيل الكبد الحقيقي داخل المختبر.

- تقنية فريدة باستخدام خلايا مجمدة وبروتين مناعي محفز

اعتمد الباحثون بقيادة البروفيسور توشيرو ساتو على خلايا كبدية بشرية ناضجة ومجمدة مأخوذة من مرضى، ثم عالجوها ببروتين "أونكوستاتين إم" الذي تنتجه الخلايا المناعية. هذا البروتين لعب دوراً محورياً في تحفيز نمو الخلايا دون أن تفقد وظائفها الأصلية، ما أتاح إنتاج عضيات فعالة ونشطة.

- وظائف حيوية تحاكي الكبد الطبيعي بالكامل

بعد تحفيز الخلايا بهرمونات تنظم وظائف الكبد، بدأت العضيات بإنتاج مركبات رئيسية مثل الغلوكوز، اليوريا، أحماض الصفراء، الكوليسترول، والألبومين، وهو مؤشر رئيسي على كفاءة الكبد. كما طورت العضيات شبكات من القنوات الدقيقة لنقل أحماض الصفراء، في مؤشر على تطورها البنيوي الطبيعي.

- تجربة ناجحة على فئران تعاني من فشل كبدي

في تجربة سريرية رائدة، تم زرع هذه العضيات في فئران مصابة بفشل كبدي ونقص مناعي، وتمكنت العضيات من استبدال الخلايا التالفة واستعادة وظائف الكبد، مما يعزز من إمكانية استخدام هذه التقنية مستقبلاً في زراعة الكبد لدى البشر، خصوصاً في ظل نقص الأعضاء المتبرع بها.

- آفاق جديدة في اختبار الأدوية ودراسة الأمراض الوراثية

تتمتع العضيات الجديدة باستقرار ووظائف متفوقة مقارنة بالخلايا الكبدية التقليدية، ما يجعلها مثالية لاختبار الأدوية. كما تمكن الفريق من تعديل الجينات داخل العضيات لمحاكاة أمراض وراثية مثل نقص إنزيم "أورنيثين ترانسكارباميلاز"، ما يوفر منصة بحثية متقدمة لدراسة الاضطرابات الوراثية للكبد.

- تحديات المستقبل: نحو عضيات كبدية أكثر تطوراً

أكد البروفيسور ساتو أن التحدي القادم يكمن في توسيع القدرة الإنتاجية للعضيات لتصل إلى مليارات الخلايا، ودمج أنواع متعددة من الخلايا الكبدية ضمن العضية الواحدة، لتحقيق محاكاة أكثر واقعية للكبد البشري الكامل.

المصدر: ميديكال إكسبريس