يتناول ملايين الأشخاص حول العالم حبة الأسبرين الصغيرة بشكل يومي، ظناً منهم أنها وسيلة فعالة للوقاية من النوبات القلبية أو السكتات الدماغية. ولكن هل لا تزال هذه المعلومة صحيحة؟
تشير بيانات حديثة إلى أن 48% من البالغين ما زالوا يعتقدون خطأً أن فوائد تناول الأسبرين بجرعة منخفضة تفوق مخاطره، على الرغم من التغييرات الكبيرة في التوصيات الطبية خلال السنوات الخمس الماضية.
- التوصيات الطبية الجديدة: لا للأسبرين للجميع
في عام 2019، أطلق الكلية الأمريكية لأمراض القلب تحذيرات من مخاطر النزيف، خاصة في الجهاز الهضمي، نتيجة الاستخدام الوقائي للأسبرين، وفي عام 2022، انضمت فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية الأمريكية إلى هذه التوصيات.
بحسب الإرشادات الحالية:
لا يُنصح الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً فأكثر بتناول الأسبرين للوقاية من أمراض القلب.
يمكن لمن تتراوح أعمارهم بين 40 و59 عاماً التفكير في استخدامه فقط إذا كان خطر الإصابة بأمراض القلب أو الأوعية الدموية لديهم 10% أو أكثر خلال السنوات العشر المقبلة.
إحصائيات مقلقة: استخدام واسع رغم غياب الحاجة الطبية
كشفت دراسة أجراها مركز أننبرغ للسياسات العامة أن ما يقارب 18% من الأشخاص، أي ما يقارب واحداً من كل خمسة، يتناولون الأسبرين بجرعة منخفضة يومياً رغم عدم تعرضهم لنوبة قلبية أو سكتة دماغية من قبل، ودون وجود تاريخ عائلي مع هذه الأمراض.
من بينهم، أكثر من نصفهم يتناولونه بشكل يومي، والبقية يتناولونه عدة مرات أسبوعياً أو شهرياً.
- العادات القديمة والتوصيات الجديدة: الفجوة الخطيرة
يبدو أن الكثير من الناس يواصلون تناول الأسبرين لأنهم سمعوا عنه منذ سنوات، أو بناءً على توصية قديمة من الطبيب قبل صدور التوصيات الحديثة.
وتوضح كاثلين هول جيميسون، دكتوراه ومديرة المشروع البحثي، أن:
"من الصعب كسر العادات المدعومة بالحكمة التقليدية ونصائح الأطباء السابقة. ومع ذلك، فإن معرفة ما إذا كان تناول الأسبرين اليومي مناسباً لك أم لا، هو أمر بالغ الأهمية لصحتك."
متى قد يوصي الطبيب بالأسبرين؟
رغم التحذيرات العامة، قد يوصي الطبيب بتناول الأسبرين بجرعة منخفضة لأشخاص يعانون من عوامل خطر محددة، وخاصة أولئك الذين سبق أن أصيبوا بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، وليس لديهم خطر مرتفع للنزيف.
من المدهش أن الدراسات تشير إلى أن إدخال الاكتشافات العلمية الجديدة في الممارسة الطبية يستغرق متوسط 17 عاماً! وهذا ما يفسر سبب بطء انتشار التوصيات الحديثة بين العامة وحتى بين بعض الممارسين الصحيين.
- خطوة وقائية ذكية: تحدث مع طبيبك الآن
يمكنك التعاون مع مقدم الرعاية الصحية لتقييم مدى خطورة الإصابة بأمراض القلب ووضع خطة وقائية مناسبة لك.
كما تتوفر حاسبات مخاطر إلكترونية تساعدك على حساب المخاطر بناءً على العمر، ضغط الدم، الكوليسترول، وغيرها من المؤشرات الصحية.



