كتب الكاتب محمد محسن:
على ماذا يراهن الانفصاليون الأكراد في مواقفهم ، المعادية للوطن، والشعب الذي استضافهم وآواهم ؟
هل سرقة النفط ، والقمح ، وتجويع الشعب العربي السوري ، يعزز روح المواطنة أم ينسفها ؟
اليس من السذاجة أن يعتقدوا أن أمريكا ، ستبقى أبداً في الجزيرة السورية ، وأن تركيا ستساكنهم ؟
أربعة أسئلة نسألها بسذاجة العارف :
ـــ على ماذا تراهنون أيها الانفصاليون ؟ هل يخدم سلوككم العدواني مستقبلكم ؟؟
ــــ هل الاستقواء بعدو الوطن ، والاحتماء خلفه ، عمل يتلاقى مع المواطنة ؟؟
ـــ هل تدمير الرقة وغيرها ، وقطع الجسور ، وسرقة النفط ، واغلاق المدارس ، عمل تقره المواطنة ؟؟
ـــ هل المساهمة بالحصار ، وسرقة قوت الشعب ، وتجويعه ، يمهد لعلاقات طيبة مع باقي شرائح المجتمع ؟؟
وهناك سؤال خامس اضافي :
هل حسب الانفصاليون الأكراد حساباً ، لمستقبل علاقاتهم مع الدول الأربع ، المحيطة بهم والتي ناصبوها العداء ، بعد رحيل أمريكا المؤكد والحتمي من المنطقة ؟؟
مخطئٌ بل جاهلٌ من يعتقد أن الوضع في سورية سيبقى على حاله ، وان أمريكا مستقرة فيه أبداً ، وكذلك الأتراك وغيرهم من الغزاة ، فالقادم يبشر بغير هذا ، لأنه زمن المقاومة ، التي ستغير فيه وجه المنطقة ، كما غيرت أنماط المواجه في الميادين العسكري ، وحققت الانتصارات .
ومجنون من يعتقد أن العراق سيبقى في البرزخ ، وفي حالة استعصاء !! ، لا سيخرج منتصراً ، لذلك ننصح الانفصاليين الأكراد وغيرهم ، أن يفكروا قليلاً بالسرعة التي ولد فيها الحشد الشعبي ، وحركات المقاومة ؟ ، والتي حققت الانتصار التاريخي على وحوش داعش ، ومن ورائهم وبسرعة قياسية ، وكان أوباما ( العبقري ) قد حدد مدة تزيد على ( ثلاثين عاماً ) لتحرير العراق من الارهاب .
ونضيف مذكرين : بالسرعة القصوى التي أنجز فيها الحشد الشعبي ، تحرير كركوك وجوارها ، من داعش ، ومن القوات الانفصالية الكردية .
ونذكر بالخيبات ، والصفعات ، التي تلقاها البرزاني الانفصالي ، بعد اجرائه استفتاء الانفصال بعون اسرائيلي .
بعد هذه التساؤلات ، ومحاولتي التذكير ، ننبه عملاء أمريكا ـــ اسرائيل ، في العراق ، ومثلهم في سورية ، بأن ليس هناك من قوة في الأرض تستطيع ابقاء العراق تحت الوصاية الأمريكية ـــ الاسرائيلية ، وأن (دستور برمر) ، سيبقى هو الدليل والهادي .
فمن العراق سينبلج الصبح ، وسترحل أمريكا ، أو تُرحَّلُ بالقوة بعد انتهاء المهلة ، وسيكون بقاءها بعد ذلك في سورية ، ضربٌ من الجنون ، يبدأ الحساب ، فهل تتفكرون ؟؟؟
نحن ننبه ، وننذر ، العملاء ، الانتظاريين الحالمين ، الغافلين :
ونبشر المناضلين المقاومين في العراق ، وسورية ، واليمن ، وفلسطين ، أن حركة التاريخ التغييري سينطلق من العراق ، لأنه الأول من عانى من الحرب الموت ، والأول من مُزق ، والأول من جُوعَ .
وانتصار العراق ، لن يكون عبارة عن تحرر دولة من الاستعمار المتوحش ، بل سيكون انتصار ( العراق المقاوم ) ، والعراق المقاوم سيشكل الحبل السري لمحور المقاومة ، الممتد من طهران حتى فلسطين ، مروراً بسورية ولبنان .
وعلى كل الأعداء وعلى رأسهم الانفصاليين الأكراد ، وكل مخلفات وأدوات معسكر العدوان ، أن يتعاملوا مع واقعهم على ضوء ذلك ، وبأنهم سيواجهون محوراً مقاوماً بكامله ، يقع على عاتقه عبء التحرير .
الكل يتمنى أن يتم الخلاص بيوم وليلة ، وتنال سورية ، والعراق حريتهما ، ولكن علينا أن نعلم أن معسكر الأعداء ، قد نزل إلى الميدان بكل أسلحته ، وأنه يخوض حربه الأخيرة ، مما استدعاه للتسريع بالتطبيع ، على أمل تحقيق بعض الربح الجزئي ، ولكنه لم يعلم أن خسرانه في المنطقة مع كل استطالاته بات أمراً محسوماً ، من هنا ندرك مبررات اطالة أمد الحرب ، ومتاعبها ، وأهوالها .
بعد الخلاص المؤكد سيقف الجميع أمام الحساب ، وسيلعن الوطنيون الأكراد ( قسد ، ومسد ) ومعهم عرب الجزيرة السورية ،
كما سيوجهون سؤالاً أخيراً إلى قدري جميل ـــ الرأسمالي ـــ الشيوعي ـــ الكردي الانفصالي ، من أي موقع دستوري ، أو قانوني ( مَرَقْتَ ) لتبرم اتفاقاً مع ( قسد ) ، من خارج جميع الأطر الوطنية ؟؟