تحت ضغط متزايد لإزالة الألوان الصناعية من المنتجات الغذائية الأمريكية، بدأت ملامح التغيير في مختبر الباحثة "آبي تامبو"، حيث تعمل على استبدال اللون الأحمر الصناعي الشهير في صلصة توت العليق بمزيج طبيعي مستخرج من الجزر الأسود وبيتا-كاروتين المستخلص من الطحالب.
- شركات الأغذية تستعد للتغيير الجذري
تشهد شركات مثل Sensient Technologies Corp، وهي من أكبر منتجي الأصباغ عالمياً، اندفاعاً لمساعدة آلاف الشركات الأمريكية في التحول إلى الألوان الطبيعية، وقد صرّح مدير التقنية بالشركة، ديف جيبهارت، بأن معظم العملاء قرروا أن "الوقت قد حان" لإجراء هذا التحول.
- قرار حكومي حاسم: نهاية الألوان البترولية بحلول 2026
أعلنت السلطات الصحية في الولايات المتحدة نيتها إقناع الشركات بإزالة الأصباغ البترولية طوعاً قبل نهاية عام 2026. وقد وصف وزير الصحة، روبرت ف. كينيدي جونيور، هذه الألوان بأنها "مركبات سامة" تهدد صحة الأطفال ونموهم العقلي.
- صبغة الأحمر 3 تحت الحظر والعد التنازلي بدأ
جاء القرار الفيدرالي بعد سن عدة قوانين على مستوى الولايات، وقرار بحظر صبغة الأحمر 3 المستخدمة في الحلوى والكعك وبعض الأدوية، نظراً لعلاقتها بمخاطر الإصابة بالسرطان في تجارب حيوانية.
- الصعوبات التقنية والمالية: لا بديل جاهز بالكامل
أوضحت الخبيرة الغذائية مونيكا جوستي من جامعة ولاية أوهايو أن استبدال الألوان الصناعية بأخرى طبيعية عملية معقدة وطويلة، إذ يستغرق تغيير منتج واحد من ستة أشهر إلى سنة، بينما تحتاج السوق لعدة سنوات لتوفير الكميات المطلوبة من مصادر نباتية.
- من الجزر إلى الحشرات: مصادر غريبة لألوان جذابة
تتعاون شركة Sensient مع مزارعين حول العالم للحصول على المواد الخام اللازمة لإنتاج الألوان الطبيعية، مثل البنجر، والجزر الأسود، والتوت، وحتى حشرات "الكوكسينيل" التي تُنتج صبغة حمراء زاهية تعرف باسم حمض الكارمينيك.
- الألوان الطبيعية: أقل ثباتاً وأغلى تكلفة
يؤكد بول مانينغ، الرئيس التنفيذي لـ Sensient، أن الألوان الطبيعية تتطلب جهداً مضاعفاً في التصنيع، حيث إنها أقل استقراراً، وتتأثر بالحرارة والضوء والحموضة. كما أنها أغلى بعشرة أضعاف من نظيرتها الصناعية.
- مفارقة المستهلك: صحة أفضل ولكن طعم ولون مختلفان
سبق وأن حاولت شركة General Mills في عام 2016 إزالة الألوان الصناعية من حبوب الإفطار الشهيرة Trix، لكنها واجهت ردة فعل قوية من المستهلكين بسبب فقدان الألوان الزاهية والطعم المألوف، ما اضطرها للعودة إلى الأصباغ الصناعية في العام التالي.
- الشركات تتجاوب ... ولكن بحذر
أعلنت شركات كبرى مثل PepsiCo أنها تعمل على إزالة الألوان الصناعية من منتجاتها مثل Lays وTostitos بحلول نهاية هذا العام، بينما أكدت شركات أخرى مثل WK Kellogg وGeneral Mills التزامها بالحوار وإعادة صياغة منتجاتها لتتماشى مع التوجه الجديد.
- تحول تاريخي في الطريق: لكن التنفيذ هو التحدي
مع تحديد موعد نهائي رسمي، أصبحت الكرة الآن في ملعب الشركات لتسريع التحول. وبينما لا توجد اتفاقية رسمية، تشير المؤشرات إلى أننا على أعتاب عصر غذائي جديد، يعتمد على الطبيعة لا المختبر.

