تفشي صامت وخطر على الأجنة.. فيروس غامض يهدد العالم
منوعات
تفشي صامت وخطر على الأجنة.. فيروس غامض يهدد العالم
1 أيار 2025 , 14:05 م

فيما يشهد العالم ارتفاعا في درجات الحرارة وتغيرات مناخية متسارعة، كشفت دراسة علمية جديدة أن فيروس "أوروبوش" الغامض، الذي لطالما ظلّ غير مشخّص في أمريكا اللاتينية، يشكل تهديدًا صحيًا متناميًا قد يمسّ حتى الأجنة في أرحام أمهاتهم.
بحسب باحثين من مستشفى شاريتيه الجامعي في برلين، فإن هذا الفيروس يُعدّ أكثر شيوعًا وخطورة مما كان يُعتقد، خاصة في المناطق الدافئة المطيرة، حيث توصي التوصيات الطبية بضرورة الوقاية من لدغات الحشرات، وزيادة الأبحاث حول تأثير الفيروس على الحوامل.
- فيروس يشبه زيكا وحمى الضنك … لكنه أكثر غموضا وانتشارا
مثل فيروسي زيكا وحمى الضنك، يتسبب فيروس أوروبوش في مرض حموي حاد. وتشير الأدلة الجديدة إلى أن الإصابة خلال فترة الحمل قد تؤدي إلى ضرر لدى الأجنة. وفي دراسة حديثة نُشرت في مجلة The Lancet Infectious Diseases، أكد الباحثون أن الفيروس أكثر انتشارًا مما كان يُعتقد في السابق، وأن العوامل المناخية مثل ظاهرة "إل نينو" تسهم في تسريع انتشاره.
- نتائج ميدانية مفاجئة: نسبة الإصابة الحقيقية تفوق التقديرات
يقود البروفيسور يان فيليكس دريكسلر، رئيس مختبر أوبئة الفيروسات في معهد الفيروسات بمستشفى شاريتيه، دراسة كشفت أن الفيروس قد يكون قد أصاب شخصًا واحدا من كل عشرة في بعض مناطق أمريكا اللاتينية، دون أن يتم تشخيصه.
ويقول دريكسلر:
"تشير بياناتنا إلى أن فيروس أوروبوش لا يتم تشخيصه بالقدر الكافي في أمريكا اللاتينية. لقد وجدنا أجسامًا مضادة في نسب ملحوظة ضمن عينات دم من ست دول، مما يدل على انتشار واسع للفيروس."
- أعراض غير نوعية ومضاعفات خطيرة محتملة
تتراوح أعراض الإصابة من الحمى والقشعريرة والصداع إلى آلام الأطراف، والغثيان، والطفح الجلدي. وعلى الرغم من أن المرض كان يُعتبر خفيفًا في معظمه، فإن ارتفاع عدد الحالات منذ أواخر عام 2023 – والتي تجاوزت 20,000 إصابة – يثير القلق، خاصة بعد تسجيل حالتي وفاة بين شابتين، وعدة حالات من الإجهاض أو التشوهات الجنينية.
- مناطق الخطر: الأمازون في المقدمة وتفاوت حسب الارتفاعات
فحص الفريق أكثر من 9,400 عينة دم بين عامي 2001 و2022 في كل من بوليفيا، البرازيل، كولومبيا، كوستاريكا، الإكوادور، وبيرو. ووجدت الأجسام المضادة في حوالي 6% من العينات عموما، مع فروقات إقليمية واضحة. فقد بلغت النسبة أكثر من 10% في مناطق الأمازون، بينما كانت أقل في المناطق المرتفعة والباردة.
- الذكاء الاصطناعي يكشف الروابط البيئية للعدوى
باستخدام تقنيات تعلم الآلة، حلل الباحثون العوامل البيئية والديموغرافية المرتبطة بانتشار الفيروس، وتوصلوا إلى أن الأمطار ودرجات الحرارة الثابتة تلعب الدور الأكبر في تفشي العدوى.
ويضيف دريكسلر:
"نعتقد أن ظواهر مناخية مثل إل نينو هي السبب الرئيسي في موجة التفشي الحالية، وليس تغيرات في خصائص الفيروس نفسه."
- لا لقاح ولا علاج … والوقاية هي السلاح الوحيد
حتى اليوم، لا يوجد لقاح ضد فيروس أوروبوش، ولا علاج نوعي لحُمّاه. لذلك، يؤكد الباحثون أهمية الوقاية، خاصة عبر الحماية من لدغات الحشرات.
ويشدد دريكسلر على أهمية ارتداء الملابس الطويلة، واستخدام طاردات الحشرات مثل DEET أو إيكاريدين، إضافة إلى استخدام الناموسيات الدقيقة، لا سيما أن ناقلات الفيروس – وهي حشرات صغيرة جدًا تعرف بـ "لا تُرى" – قادرة على اختراق الشبكات التقليدية.
- توصية خاصة للحوامل
يُنصح النساء الحوامل، أو من يخططن للحمل، بتجنب السفر إلى المناطق الموبوءة حتى إشعار آخر، إلى حين التوصل لفهم أدق لتأثير الفيروس على الأجنة، خاصة مع القلق من احتمالية تكرار سيناريو فيروس زيكا في المستقبل.

المصدر: SciTechDaily.com