ذكاء اصطناعي يفضح سرا في لوحة رافائيل!
علوم و تكنولوجيا
ذكاء اصطناعي يفضح سرا في لوحة رافائيل!
5 أيار 2025 , 14:09 م

في إنجاز مذهل يجمع بين عبقرية التقنية وسحر الفن، تمكنت خوارزمية ذكاء اصطناعي حديثة من اكتشاف تفصيل غير متوقع في واحدة من أشهر لوحات الفنان الإيطالي رافائيل، لتُعيد إشعال جدل طال أمده بين مؤرخي الفن حول أصالة هذه اللوحة.
اللوحة المعنية هي عذراء الوردة أو (Madonna della Rosa)، المعروضة في متحف برادو الوطني في إسبانيا. ورغم جمالها الآسر، لطالما أثيرت الشكوك حول مدى مساهمة رافائيل الحقيقية في رسمها، وتحديدا وجه القديس يوسف الذي يظهر في الزاوية العلوية اليسرى من اللوحة.
- خوارزمية متطورة تفحص ضربات الفرشاة
اعتمد فريق من الباحثين من المملكة المتحدة والولايات المتحدة على خوارزمية ذكاء اصطناعي متقدمة، دُربت على تحليل الأعمال المؤكدة لرافائيل بدقة ميكروسكوبية، من خلال دراسة التفاصيل الدقيقة لضربات الفرشاة، وتدرجات الظلال، واختيارات الألوان، وأسلوب الرسم.
الخوارزمية استندت إلى بنية ResNet50 المطورة من قبل شركة مايكروسوفت، وتم دمجها مع تقنية تعليم آلي تقليدية تُعرف باسم "آلة المتجهات الداعمة" (Support Vector Machine)، مما مكنها من الوصول إلى دقة تحليل وصلت إلى 98٪ في تحديد ما إذا كانت اللوحة من عمل رافائيل أو لا.
وبدلا من تحليل اللوحة بأكملها كما هو معتاد، طلب الباحثون من الخوارزمية تحليل كل وجه داخل اللوحة بشكل منفصل.
- النتائج: وجه القديس يوسف ليس من توقيع رافائيل
عند تحليل اللوحة ككل، لم تكن النتائج حاسمة، إلا أن تحليل العناصر الفردية كشف نتيجة لافتة: بينما تم التعرف على وجه العذراء، والطفل، والقديس يوحنا على أنها من رسم رافائيل، أظهرت الخوارزمية أن وجه القديس يوسف على الأرجح ليس من تنفيذ الفنان نفسه.
وقد أشار الباحثون إلى أن هذا الجزء من اللوحة كان يُعتبر منذ القرن التاسع عشر أقل دقة من بقية الأجزاء، ما دعم الشكوك السابقة حول مشاركة فنان آخر.
- هل تلميذ رافائيل هو من رسم الوجه؟
يرجح البعض أن يكون جوليو رومانو، أحد تلامذة رافائيل المقرّبين، هو من رسم وجه القديس يوسف، إلا أنه لا يوجد دليل قاطع حتى الآن، مما يترك الباب مفتوحا لمزيد من التحليلات الفنية والتاريخية.
ويُعد هذا الاكتشاف مثالا جديدا على كيفية مساهمة التكنولوجيا الحديثة، وبالأخص الذكاء الاصطناعي، في كشف أسرار الفن الكلاسيكي، وتعزيز فهمنا لروائع عصر النهضة دون المساس بدور الخبراء البشر.
- الذكاء الاصطناعي: أداة مساعدة لا بديل عن الخبراء
حرص الفريق البحثي على التأكيد أن الذكاء الاصطناعي لا يُمثل تهديدًا لمكانة الخبراء في تحليل الأعمال الفنية، بل يُعد أداة دقيقة تدعمهم في الوصول إلى نتائج أكثر موضوعية.
وقال البروفيسور حسن أوغيل من جامعة برادفورد:
"عملية التحقق من أصالة العمل الفني تتطلب تحليلًا شاملاً يشمل تاريخ الملكية، وتحليل الأصباغ، وحالة العمل، والعديد من العوامل الأخرى ... والذكاء الاصطناعي ما هو إلا أداة إضافية تعزز هذه العملية ولا تستبدلها."


المصدر: sciencealert