تشهد الحساسية الموسمية تزايدا ملحوظا في الحدة والانتشار مع تغير المناخ وارتفاع معدلات التلوث، مما دفع العلماء إلى دراسة تأثيراتها المتعددة على الصحة العامة، في هذا السياق، يُثار تساؤل هام حول العلاقة بين الحساسية الموسمية والأداء الجنسي، حيث تشير العديد من الدراسات إلى وجود تأثيرات قد تكون غير واضحة لكنها مهمة جدا على هذا الصعيد.
- الحساسية الموسمية وارتفاع درجة الحرارة
مع ارتفاع درجات الحرارة في الآونة الأخيرة، أصبحت فترات إزهار النباتات أطول، مما يعني زيادة كميات حبوب اللقاح التي تنتشر في الهواء لفترات أطول، كما أن الزيادة في مستويات ثاني أكسيد الكربون تساعد النباتات على النمو بشكل أسرع، مما يؤدي إلى إفراز كميات أكبر من اللقاح، هذه التغيرات البيئية تؤثر بشكل غير مباشر على الأفراد الذين يعانون من الحساسية، مما يعزز من الأعراض المرتبطة بها.
- التأثيرات الصحية المرتبطة بالحساسية الموسمية
يقول الأطباء إن الأشخاص الذين يعانون من الحساسية يعانون من أعراض واضحة مثل احتقان الأنف، وحكة العينين، وتهيج الحلق، ولكن هناك آثار أخرى أقل وضوحًا لكنها مؤثرة، مثل ضعف الانتصاب لدى الرجال وانخفاض الرغبة الجنسية والرضا الجنسي لدى النساء. وفي هذا السياق، يوضح الدكتور أشوين شارما، من "إمبريال كوليدج لندن"، أن الخلايا المرتبطة بالحساسية قد تساهم في تصلب الشرايين، وهو أحد الأسباب المعروفة لضعف الانتصاب، هذا التصلب يقلل من تدفق الدم ويقلل من إنتاج أكسيد النيتريك، الذي يعد أساسيًا في عملية الانتصاب.
- دراسات علمية تكشف العلاقة بين الحساسية والأداء الجنسي
تشير الدراسات العلمية إلى أن تأثير الحساسية على الأداء الجنسي ليس بالأمر الجديد. دراسة واسعة أجريت في تايوان عام 2013 ونشرت في "المجلة الأوروبية للحساسية والمناعة السريرية" تابعت أكثر من 128 ألف رجل على مدار 8 سنوات، وأظهرت أن الأشخاص المصابين بالحساسية كانوا أكثر عرضة للإصابة بضعف الانتصاب بنسبة 37% مقارنة بغير المصابين.
- الحساسية الموسمية وأثرها على النساء
تأثير الحساسية الموسمية لا يقتصر على الرجال فقط، فقد كشفت دراسة حديثة في الصين نشرت في فبراير 2025 أن النساء المصابات بالتهاب الأنف التحسسي يعانين من تراجع كبير في وظائفهن الجنسية، خاصة فيما يتعلق بالرغبة والإثارة والنشوة والرضا، وفقا للدراسة فإن انسداد الأنف وضعف حاسة الشم يؤثران بشكل كبير على الرغبة الجنسية، حيث أظهرت النتائج أن حاسة الشم الضعيفة تؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية بنسبة 31%، والإثارة بنسبة 21%، والنشوة الجنسية بنسبة 61%، والرضا الجنسي بنسبة 34%.
- التأثيرات الهرمونية للحساسية الموسمية
تجدر الإشارة إلى أن ضعف حاسة الشم قد يؤدي إلى تأثيرات هرمونية سلبية تؤثر بدورها على الاستجابة الجنسية بشكل عام. حيث تساهم هذه التأثيرات في تقليل الاستجابة الحسية المرتبطة بالإثارة الجنسية، مما يجعل الحياة الجنسية أقل إشباعًا للعديد من الأشخاص المصابين بالحساسية الموسمية.

