كشفت أربعة أبحاث علمية حديثة عن وسائل جديدة يمكن أن تسهم في خفض خطر الإصابة بالخرف، خاصة مرض الزهايمر، عبر تحسين نمط الحياة اليومي والتركيز على صحة القلب والدماغ معا، وأكد الخبراء أن الخرف لم يعد مجرد مرحلة من مراحل الشيخوخة، بل أصبح يُنظر إليه على أنه حالة صحية تتأثر بعدة عوامل تتراكم عبر العقود.
قالت الدكتورة سيلكي بالاگاني، أخصائية الأمراض العصبية السلوكية في كلية طب وايل كورنيل في نيويورك: "الخرف لم يعد يُعتبر حتميًا مع التقدم في العمر، بل يمكن تقليل خطره عبر ممارسات مدروسة تبدأ في وقت مبكر من الحياة."
1. النوم العميق وجودته ... لا كميته
أثبتت الدراسات أن النوم العميق ونوم حركة العين السريعة (REM) لهما دور حاسم في إزالة السموم من الدماغ والحفاظ على الشبكات العصبية المسؤولة عن الذاكرة. ووجد الباحثون أن نقص النوم العميق وREM في منتصف العمر يرتبط بانكماش مناطق الدماغ الأكثر عرضة للإصابة بالزهايمر.
وقالت الدكتورة بالاگاني: "عدد ساعات النوم ليس كافيًا. الجودة هي الأهم. النوم العميق هو المؤشر الحقيقي لصحة الدماغ."
كيف تعرف جودة نومك؟
ابدأ بتسجيل يوميات نومك، وتتبع كيف تشعر عند الاستيقاظ، هل كان نومك مريحا؟ هل تشعر بالنعاس نهارًا؟ يمكن أيضًا الاستعانة بساعات ذكية أو أجهزة استشعار النوم لتتبع مراحل النوم المختلفة.
2. التمارين البسيطة فعالة أيضا.
ربما تفاجأ البعض بنتائج دراسة نشرتها مجلة Alzheimer’s & Dementia، حيث قارنت بين مجموعة قامت بتمارين متوسطة إلى عالية الشدة، وأخرى اكتفت بتمارين تمدد وتوازن منخفضة الشدة لعدة أشهر. وكانت النتيجة أن كلا المجموعتين لم تسجلا أي تراجع في الأداء العقلي، واستمرت الحالة المستقرة لمدة 18 شهرا.
قالت الباحثة لورا بيكر من جامعة ويك فوريست "هذه الدراسة هي الأكبر من نوعها، وتظهر أن حتى التمارين البسيطة قد توقف تدهور الذاكرة."
3. خفّض كوليسترول LDL لحماية دماغك
وجدت دراسة أن الأشخاص الذين حافظوا على مستويات منخفضة من الكوليسترول الضار (LDL) — تحت 70 ملغ/ديسيلتر — قلّت لديهم احتمالية الإصابة بالخرف بنسبة 26%، وبالزهايمر بنسبة 28%، مقارنة بمن كانت مستوياتهم فوق 130 ملغ/ديسيلتر.
وقال الدكتور مايكل دوبس، أستاذ علم الأعصاب في جامعة فلوريدا: "هذا التأثير يعادل أهم التعديلات الحياتية المعروفة للوقاية من الخرف."
وأشار إلى أن استخدام أدوية الستاتين المضادة للالتهاب قد يقلل من تراكم اللويحات البروتينية المرتبطة بالزهايمر، لكن ما زالت هناك حاجة لأبحاث إضافية.
4. أدوية السكري قد تحمي الدماغ
أظهرت دراسات جديدة أن استخدام بعض أدوية السكري مثل GLP-1 وSGLT2i يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالزهايمر بنسبة تتراوح بين 33% و43% لدى المصابين بالسكري من النوع الثاني ممن تجاوزوا سن الخمسين.
وحذرت الدكتورة ديانا ثيآرا من التهويل في نتائج هذه الأدوية، لكنها أكدت أن هناك تغييرات واعدة في الأفق بالنسبة لعلاج الزهايمر.
وقالت: "تحسين صحة القلب والتمثيل الغذائي يخفض أيضًا خطر الزهايمر. الاهتمام بالكوليسترول، النوم، والسكري له فوائد مزدوجة للقلب والدماغ."
تحسين نمط النوم، ممارسة تمارين بسيطة، الحفاظ على كوليسترول منخفض، واستخدام أدوية السكري المناسبة قد تكون مفاتيح جديدة في تقليل خطر الخرف والزهايمر. هذه النتائج تدعو إلى إعادة التفكير في الوقاية من الأمراض العصبية، والبدء بالوقاية في سن مبكرة قدر الإمكان.


