كتب الأستاذ حليم خاتون:
هذه الأيام... مجرد إدانة العدوان صار عملا بطوليا...
أكثر من ثلث الوطن العربي يؤيد العدوان على اليمن...
جزء من هذا الثلث مشارك ضمنا في هذا العدوان...
الإمارات تشارك فعلا في هذا العدوان بشكل غير مباشر عبر فرقة مرتزقة "العمالقة في جنوب اليمن أو مباشرة عبر المشاركة الحربية الفعلية...
الإمارات لا تخجل من هذا؛ هي تخاف من رد الفعل، لكنها لا تخجل...
الإمارات شاركت في الغارات التي سمحت بتدمير الجزء الأكبر من قوة حزب الله إلى جانب أميركا وبريطانيا من قواعد الناتو في قبرص واليونان، وربما تركيا حتى لو لم تصرح بذلك، ليس خجلا، بل خوفا من ردات الفعل أيضا...
وفق الصحافة الإسرائيلية، ثلاثون طائرة إسرائيلية اخترقت المجال الجوي لثلاث دول عربية للإغارة على اليمن ولم يتنطح أي إبن زانية في هذه الدول لأخذ نفس الموقف يوم هبت مصر والأردن والسعودية لإسقاط المسيرات والصواريخ الإيرانية المتوجهة الى فلسطين المحتلة باسم "السيادة!!"...
يشارك السعودية والإمارات والبحرين والمغرب في هذا الثلث مصر والأردن وكل جماعات التكفير المنتشرة في بلاد الشام والعراق وشبه الجزيرة العربية وبلدان شمال أفريقيا... وتركيا طبعا، التي قررت أن العرب لا يساوون شيئا غير خدمة حلم العثمانية الجديدة، ولو تحت المظلة الأميركية...
اكثر من الثلث الثاني من الوطن العربي لا يجرؤ حتى على إدانة هذا العدوان؛ عُمان، الكويت، تونس، موريتانيا، لبنان، سوريا...
إذا كان الثلث الأول جمهوريات وممالك موز، فإن الثلث الثاني يجلس على خوازيق أميركية تسبب الأوجاع عند مجرد الكلام...
أما الثلث الثالث فإن عبقريته تفتقت عن جرأة نادرة تقوم على استنكار وشجب وإدانة العدوان!!!...
الجزائر تتجرأ أحيانا...
لكن عينها على ما حدث أثناء العشرية السوداء يوم تم إفلات كل زبانية تكفير إبن تيمية للقضاء على هذه الدولة في ثمانينيات القرن الماضي...
يومها، لم يتم سبي نساء الشيعة والعلويين...
ليس هناك من علويين او شيعة في الجزائر...
قاموس إبن تيمية واسع جدا في مجالات التكفير والسبي وجهاد النكاح ونهب الممتلكات وهتك الأعراض وغير ذلك من افكار التوحش باسم الدين...
هناك من يحفظ هذا القاموس عن ظهر قلب في المخابرات المركزية الأميركية، وفي الجامعة الإسلامية التابعة للموساد في تل أبيب...
داخل هذا الثلث المُعاق تجلس كل التنظيمات والتجمعات التي تعتقد انها بفعل الإدانة، إنما هي تقوم بعمل بطولي جبار دون أن يستطيع المرء اكتشاف هذه البطولة التي لا يراها المرء حتى بالميكروسكوب...
محور ما يسمى المقاومة الذي امتلك كل أدوات التدمير الشاملة القائمة على هدم الهيكل فوق رؤوس النظام العالمي بإستثناء اليمن وغزة يدين بأشد العبارات العدوان على اليمن وغزة..
للمفارقة... هو يدين الاعتداء أيضا على اغبياء قطعان التكفير الجولاني في سوريا أيضا...
عبارات لا يمكن صرفها على أرض الواقع لأن المشروع الاستعماري في الشرق الأوسط القائم على التفتيت العرقي والطائفي والمناطقي يسير بسرعة قياسية بينما لا يزال الإيراني مشغولا بحياكة سجادته الشهيرة...
عقم الأمة العربية، وخيانة تركيا ليس مبررا لتخاذل إيران...
يوم كان هذا المحور يملك مفاتيح العالم، دخل بعضه الحرب باستحياء وفقا لتفاهمات بين أميركا وإيران تقوم على نفس الدجل الذي حصل في سوريا اول اندلاع الحرب الكونية على هذا البلد...
دجل يقوم على ما يشبه النأي بالنفس يومها تحت مسميات عدم توسيع الحرب...
بعد أن ضحكوا على مصر الناصرية، عاودوا الضحك على إيران الإسلامية...
لكن كما يقول المثل:
أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض...
هكذا، وبينما المحور نائم على وسادة التطمينات الأميركية بوجوب عدم توسيع الحرب، تم الفتك بغزة ثم لبنان ثم سوريا مع حرب شبه مباشرة أميركية بريطانية ألمانية فرنسية إيطالية مع مشاركة عربية لتدمير ما يمكن تدميره طالما المحور نائم نوم أهل الكهف...
لكن محور المقاومة لم يتوقف عن الإدانة يوما بالمجازر والإبادة إلى أن أكل حزب الله الضرب، وتسبب الروسي والتركي بإسقاط سوريا، وتم تحييد العراق ويجري اليوم الاستفراد باليمن وسط تأكيد إيران أن اليمن حر في القرارات وفي تلقي الضربات الأميركية البريطانية المباشرة.. تماما كما حصل مع حزب الله...
الحرب الكونية على اليمن جارية...
إبادة غزة جارية...
اجتياح سوريا جار...
الإغارات على لبنان يجري بقدم وساق...
لكن تذكروا دائما أن إيران أفضل من تركيا بألف مرة...
هذا صحيح...
إيران أفضل من كل النظام العربي والإسلامي القائم...
لكن ماذا يغير هذا الأمر في المعادلات الأميركية...
تركيا قد تدين عملا ما، لكنها تتقاسم سوريا مع إسرائيل في أذربيجان...
إيران اكيد أفضل...
حتى اليوم لم تدخل إيران في لعبة التقاسم العلني مع اسرائيل...
إيران تفاوض أميركا، وليس إسرائيل...
هي تتقاسم لبنان مع أميركا وليس مع اسرائيل...
تماما كما في العراق؛
هناك تقاسمت إيران العراق مع أميركا...
فقام العراق بتجويع سوريا بأوامر أميركية ممهورة بعجز إيراني...
لو يقول لنا جهابذة محور المقاومة ما هو الفرق بين المشروع الإسرائيلي والمشروع الأميركي؟
لو يقول لنا هؤلاء متى يجب أن نغضب.. إذا كان يُسمح لنا أن نغضب..
الثنائي خرج منتظرا في الانتخابات البلدية في جبل لبنان...
مبروك????
ليس لأنه الأفضل؛ بل لأن الساحة خالية من "مجانين المقاومة" الأكثر عقلانية في التاريخ في عصر السقوط التدريجي هذا...
عقلانية حزب الله كانت قاتلة بكل المقاييس...
اكيد كما أن لا مجال للمقارنة بين إيران الخائفة المتخاذلة وتركيا المشاركة في تقسيم سوريا والعالم الإسلامي لصالح المشروع الأميركي؛
كذلك لا مجال للمقارنة بين حزب الله من جهة، وكل الجبهة المقابلة من جهة أخرى...
نعم، هناك سلطات عميلة في لبنان على رأسها نواف سلام وجماعته...
نعم، هناك عملاء مباشرون او غير مباشرين من حزب القوات إلى الكتائب إلى طيف كبير من الأفراد المزروعين من يوسف الخوري إلى طوني بولس إلى مارك ضو إلى حفنة من بائعي الأوطان...
نعم هناك تكفيريون وإخوان مسلمون هم أسوأ ما يمكن أن يحصل في أمة تقاوم..
نعم، هناك نظام رسمي عربي جبان إلى حدود الخيانة...
نعم، هناك نظام عالمي يقوم على المصالح فتبيع روسيا سوريا لاميركا مقابل أوكرانيا..
.نعم هناك صين شوفينية هي فعلا الوحيدة التي تحيك السجاد على الطريقة الإيرانية وليس إيران...
هناك عالم مليء بالظلم والكلاب وظلم "ذوي القربى أشد مضاضة..."
لكن ما العمل؟
هل نضع ايدينا على خدودنا بانتظار يوم الذبح؟
إذا كان هذا الكوكب سوف يؤول إلى إسرائيل وأمريكا...
اللعنة على الجميع...
نموت؛ لكن نفجر هذا الكوكب على رؤوس الجميع...
الحياة وقفة عز...
نكون او لا نكون...


