المكسرات والبذور.. دراسة تنسف خرافة شهيرة عن التهاب الرتوج
دراسات و أبحاث
المكسرات والبذور.. دراسة تنسف خرافة شهيرة عن التهاب الرتوج
7 أيار 2025 , 12:35 م

لطالما سادت قناعة شائعة بين المرضى المصابين بالتهاب الرتوج بأن تناول المكسرات، البذور أو الفشار يمكن أن يفاقم الحالة أو يتسبب في نوبات الالتهاب، مما يدفع الكثيرين إلى حذف هذه الأطعمة من نظامهم الغذائي تماما، غير أن دراسة حديثة نشرت في مجلة حوليات الطب الباطني في 5 مايو 2025، قلبت هذه الفكرة رأسا على عقب.
فقد أثبتت الدراسة، بقيادة الدكتورة "آن بيري" أخصائية أمراض الجهاز الهضمي بجامعة كارولاينا الشمالية، أن تناول المكسرات أو البذور لا يزيد من خطر الإصابة بالتهاب الرتوج، بل لا توجد علاقة مثبتة بين هذه الأطعمة وظهور المرض أساسا.
- فهم أفضل لالتهاب الرتوج
مع التقدم في العمر، قد تتكون جيوب صغيرة تُعرف بالرتوج في جدار القولون نتيجة لضعف الطبقة العضلية، وعندما تلتهب أو تُصاب هذه الرتوج، تظهر أعراض مثل آلام البطن، الحمى، الغثيان، التقيؤ، التقلصات، الإمساك أو الإسهال، وهي ما يُعرف طبيا بالتهاب الرتوج.
ونظرًا للاعتقاد السائد بأن الأطعمة الحبيبية مثل المكسرات أو البذور قد تنحشر في هذه الجيوب وتسبب الالتهاب، عمد العديد من المرضى إلى تجنبها. لكن هذه الفرضية لم تجد لها دعما في نتائج البحث الجديد.
- تحليل ضخم على مدى 19 عاما
استند الباحثون إلى بيانات من مسح حكومي ضخم شمل ما يقارب 30,000 امرأة أمريكية تتراوح أعمارهن بين 35 و74 عامًا، جرى متابعتهن بين عامي 2003 و2022. حيث قدمت المشاركات معلومات عن نظامهن الغذائي وصحتهن العامة كل سنتين إلى ثلاث سنوات.
وأظهرت النتائج عدم وجود أي صلة بين تناول المكسرات أو البذور – بما في ذلك الفواكه الطازجة التي تحتوي على بذور – وزيادة خطر الإصابة بالتهاب الرتوج.
- الأنماط الغذائية الصحية تقلل الخطر
بدلاً من الامتناع عن أنواع معينة من الأطعمة، تشير الدراسة إلى أهمية تبني أنماط غذائية صحية عامة، فقد وجد الباحثون أن النساء اللاتي اتبعن أحد الأنظمة الغذائية التالية انخفض لديهن خطر الإصابة بالتهاب الرتوج:
نظام DASH الغذائي: خفض الخطر بنسبة 23%.
مؤشر التغذية الصحية (HEI): خفض الخطر بنسبة 22%.
المؤشر البديل للتغذية الصحية (AHEI): خفض الخطر بنسبة 19%.
- النظام المتوسطي البديل: خفض الخطر بنسبة 9%
وتُعزى هذه النتائج إلى تأثير النظام الغذائي الجيد في الحد من الالتهابات داخل الجسم، إضافةً إلى تقليل خطر الإصابة بأمراض مزمنة مرتبطة بالتهاب الرتوج مثل داء السكري من النوع الثاني.
- دور الميكروبيوم في الوقاية
أشارت الدراسة أيضًا إلى أدلة متزايدة على أن تركيبة الميكروبيوم المعوي – وهي البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء – والملف الأيضي المرتبط بها، قد يلعبان دورا وسيطًا بين النظام الغذائي وخطر الإصابة بالتهاب الرتوج.
- عوامل خطر إضافية
لاحظ الباحثون أن النساء المصابات بالتهاب الرتوج كنّ غالبا من المدخنات الحاليات أو السابقات، ويعانين من الوزن الزائد، ويستهلكن الكحول بكثرة، بالإضافة إلى كونهن أكبر سنا.
الرسالة الأبرز من هذه الدراسة هي أنه لا حاجة للقلق من تناول المكسرات أو البذور عند محاولة الوقاية من التهاب الرتوج. بل إن التركيز ينبغي أن ينصبّ على تبني نظام غذائي صحي ومتوازن، يدعم صحة القولون ويقلل من فرص الالتهاب على المدى الطويل.

المصدر: webmd