انفرط عقد ما يُسمى بـ"تحالف الازدهار"، الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة بمشاركة عشرات الدول الكبرى والصغرى، بهدف حماية ممر التجارة العالمي في البحر الأحمر، والتصدي لعمليات القوات المسلحة اليمنية التي استهدفت السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني. ورغم التبرير المعلن، فإن الهدف غير المعلن من هذا التحالف كان تخفيف الضغط عن إسرائيل وردع اليمن.
ومع تصاعد عمليات القوات المسلحة اليمنية، تقلّص التحالف تدريجيا حتى لم يتبقَ منه سوى الولايات المتحدة وبريطانيا، ثم انسحبت بريطانيا، وأعلنت الولايات المتحدة اليوم قرارها بإيقاف عملياتها العسكرية ضد اليمن، ما يعني فعليًا انتهاء العدوان وفشل المشروع العسكري الأميركي في المنطقة.
وتشير التقارير إلى أن ترامب لم يكن يتوقع حجم الخسائر الباهظة التي تكبّدتها بلاده نتيجة هذه العمليات، والتي تجاوزت المليار دولار، بالإضافة إلى فقدان طائرات مسيّرة متطورة وباهظة الثمن، وسقوط مقاتلة من طراز F-18، فضلًا عن التكاليف الضخمة للغارات الجوية. وقال ترامب:
"هذا رقم كبير، وليس بوسعنا الاستمرار بهذه الخسائر."
وأوضحت التقارير أن فريق ترامب يرى ضرورة تحويل الملف إلى الكونغرس لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان ينبغي إعلان الحرب على اليمن، إلا أن ترامب تراجع عن هذا التوجه، وأوضح:
"الوقت غير مناسب لذلك، لذا قررنا إيقاف العمليات وترك نتنياهو يواجه مصيره."
وخلال مؤتمر صحفي عُقد قبل قليل، سُئل ترامب عن التقارير التي تشير إلى أن اليمنيين لم يتراجعوا، بل يواصلون استهداف الكيان الصهيوني ويدعمون غزة، فأجاب:
“لا أعلم شيئًا عن ذلك، المهم أنهم لا يضربون مصالحنا.”
وعند سؤاله عمّا إذا استمر اليمن في قصف إسرائيل، رد باقتضاب:
“إن حدث ذلك، فسنناقش الأمر حينها.”
تصريحات ترامب تعكس تحوّلا واضحا في أولويات الولايات المتحدة في المنطقة، وتأكيدًا على فشل محاولات ردع اليمن، الذي أعلن تمسكه بمواصلة عملياته دعمًا لغزة، حتى وقف العدوان ورفع الحصار.



