لبنان على خط النار: حزب الله بين التصعيد والحسابات الإقليمية
مقالات
لبنان على خط النار: حزب الله بين التصعيد والحسابات الإقليمية
د. بدور الديلمي
8 أيار 2025 , 16:53 م


بقلم: د/بدور الديلمي اعلامية يمنية

بيروت -

منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر، دخلت الحدود اللبنانية-الفلسطينية مرحلة من التوتر غير المسبوق، حيث فتح حزب الله جبهة الجنوب اللبناني في إطار ما سماه "دعم المقاومة الفلسطينية"، ما حوّل الجنوب إلى مسرح اشتباكات شبه يومية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، ورفع منسوب القلق الإقليمي والدولي من احتمال توسع دائرة الحرب.

حزب الله وتكتيك الاستنزاف

نفذ حزب الله عشرات العمليات النوعية على الحدود مع فلسطين المحتلة، استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية، ودمر عددًا من آليات المراقبة والاستطلاع. ورغم الرد الإسرائيلي عبر القصف الجوي والمدفعي على قرى جنوب لبنان، حافظ الحزب على نمط عمليات مدروس يهدف إلى استنزاف العدو دون الانجرار إلى حرب شاملة.

القيادة السياسية في الحزب، وعلى رأسها السيد حسن نصر الله، أكدت أن المعركة في الجنوب هي جزء من معركة الأمة، وأن الجبهة مفتوحة ما دامت المجازر مستمرة في غزة، لكنها في الوقت نفسه أكدت أن "الحزب لا يبحث عن حرب مفتوحة، بل يسعى إلى ردع وردّ اعتبار".

الوضع الداخلي في لبنان: الهشاشة على وقع التصعيد

لبنان، الذي يعاني أصلًا من انهيار اقتصادي واجتماعي حاد منذ سنوات، يعيش اليوم على وقع التهديدات الإسرائيلية بقصف بيروت وعمق الجنوب. آلاف العائلات هجرت بلداتها الحدودية، فيما البنية التحتية في الجنوب تتعرض لأضرار متزايدة بفعل القصف المتكرر.

رغم ذلك، يُظهر الشارع اللبناني – خصوصًا في البيئة الجنوبية – تماسكًا لافتًا خلف خيار المقاومة، مدفوعًا بقناعة شعبية أن ما يحدث في فلسطين يتطلب موقفًا عربيًا يتجاوز الإدانة إلى الفعل.

إسرائيل بين التهديد والتنفيذ

القيادة الإسرائيلية لوّحت مرارًا بأن "ما يجري في الشمال لا يمكن السكوت عنه"، وتحدثت بعض التقارير عن خطط جاهزة لاجتياح بري محدود للجنوب اللبناني. ومع ذلك، يبدو أن تل أبيب تدرك جيدًا أن الدخول في حرب مباشرة مع حزب الله يعني فتح بوابات جهنم، كما وصفها بعض الجنرالات الإسرائيليين أنفسهم.

الدور الإقليمي والدولي: ضغوط لاحتواء المواجهة

مع تصاعد التوتر، كثفت واشنطن وباريس تحركاتهما في بيروت وتل أبيب، بهدف ضبط قواعد الاشتباك ومنع تحول المناوشات إلى مواجهة واسعة. لكن واقع الميدان لا يزال يحتكم إلى ميزان الردع المتبادل، بانتظار ما ستؤول إليه الحرب على غزة.

خاتمة: لبنان في قلب المعادلة الإقليمية

ما يجري اليوم جنوب لبنان ليس حدثًا منفصلًا، بل جزء من مشهد إقليمي أوسع، تتحرك فيه قوى المقاومة كجبهة واحدة. حزب الله، بموقعه الجغرافي والديني والسياسي، بات رقماً لا يمكن تجاوزه في معادلة الصراع العربي-الإسرائيلي. وبين خيار الردع وخطر الانفجار، يقف لبنان اليوم عند مفترق حساس، حيث يتقاطع القرار الوطني مع الحسابات الدولية، ويبقى السؤال: إلى أين يتجه التصعيد... وما هو الثمن؟

للاعلامية اليمنية د/بدور الديلمي

المصدر: موقع إضاءات الإخباري