تل المخروط الغامض.. الهرم الذي حير علماء الأمازون
منوعات
تل المخروط الغامض.. الهرم الذي حير علماء الأمازون
9 أيار 2025 , 14:41 م

في أعماق الغابات المطيرة الكثيفة على الحدود بين بيرو والبرازيل، يقف "سيرو إل كونو" شامخا بارتفاع يبلغ نحو 400 متر، كأحد أكثر التكوينات الطبيعية إثارة للدهشة والغموض، يطلق عليه السكان المحليون اسم "تل المخروط"، ويتميّز بشكله الهرمي المثالي الذي يمكن رؤيته من مسافة تصل إلى 400 كيلومتر في الأيام الصافية، حتى من مرتفعات جبال الأنديز الغربية.
- تكوين فريد وسط الطبيعة البِكر
يُعد "تل المخروط" تكوينا جيولوجيا استثنائيا، ليس فقط بسبب ارتفاعه اللافت، بل لموقعه النائي في قلب السهول المنبسطة للأمازون، حيث يظهر فجأة كصرحٍ عملاق تحيط به الغابات الكثيفة من كل جانب، ما يمنحه طابعا سرياليا يختلف كليا عن طبيعة التضاريس المحيطة.
- نظريات متضاربة وأصل مجهول
رغم مرور الزمن، لا يزال أصل هذا الجبل الغريب موضع جدل. يعتقد بعض الجيولوجيين أنه بركان خامد تشكل قبل آلاف السنين، بينما يرى آخرون أنه مجرد تكوين صخري نادر ناتج عن التعرية الطبيعية، أما السكان الأصليون، فلهم رواية مختلفة؛ إذ يعتبرون الجبل كيانا روحانيا مقدسا يُطلقون عليه اسم "أبو الأنديز"، ويؤمنون بأنه يحميهم ويرعاهم.
وتشير بعض الروايات غير المؤكدة إلى أن "سيرو إل كونو" قد يكون مبنيا فوق أنقاض هرم قديم بناه السكان الأصليون، بحسب صحيفة "لا ريبوبليكا".
- غنى بيئي استثنائي في محيط الجبل
المنطقة المحيطة بـ"تل المخروط" تزخر بتنوع بيولوجي مذهل، وتقع بالقرب من نهر أوكايالي، أحد أهم روافد نهر الأمازون، وتضم هذه المنطقة أنواعا نادرة من الحيوانات مثل النمور الأميركية (Panthera onca)، والمدرعات العملاقة (Priodontes maximus)، وعدد كبير من أنواع القرود، مما يعزز من أهميتها البيئية.
وقد أدركت الحكومة البيروفية هذه القيمة الفريدة، فأعلنت المنطقة محمية طبيعية عام 2015 تحت اسم "منتزه سييرا ديل ديفيسور الوطني"، ومع ذلك لا تزال المنطقة مهددة بعمليات إزالة الغابات غير القانونية والصيد الجائر.
- مخروط بركاني أم سدادة نارية؟
يرجّح العلماء أن الشكل الهرمي الدقيق للجبل هو نتيجة نشاط بركاني قديم، وقد يكون "سيرو إل كونو" في الأصل مخروطا بركانيا، أو سدادة بركانية، أو تداخلا ناريا.
المخروط البركاني: يتكوّن من تراكم الحمم والرماد البركاني، وينتج عن ثورات بركانية سابقة.
السدادة البركانية: وهي كتلة صلبة من الصهارة المتصلبة داخل فوهة البركان، تبقى بارزة بعد تآكل المواد المحيطة.
التداخل الناري: هو صهارة تجمدت بين طبقات الصخور تحت الأرض ولم تصل إلى السطح، لكنها تظهر لاحقا بفعل التعرية.
كل من هذه التفسيرات يفسر الشكل الهندسي الغريب للجبل، لكن لا دليل قاطع حتى الآن حول ماهيته الدقيقة.
- جبل سيظل لغزا حيا
سواء كان "سيرو إل كونو" ناتجًا عن انفجار بركاني قديم، أو معجزة من معجزات التكوينات الجيولوجية، أو حتى أثراً من حضارة غابرة، فإنه يظل لغزا جغرافيا وروحيا فريدا في قلب الأمازون، ومهما اختلفت التفسيرات، يبقى هذا الجبل شاهدا حيا على عظمة الطبيعة وقوة غموضها وسحرها اللامحدود.


المصدر: ديل ميل