تأثير استخدام زر الغفوة في المنبه على جودة النوم والصحة الذهنية
منوعات
تأثير استخدام زر الغفوة في المنبه على جودة النوم والصحة الذهنية
22 أيار 2025 , 11:46 ص

يُعتبر زر "الغفوة" الموجود في معظم المنبهات الصباحية من أكثر الميزات استخداما في العالم، حيث يعتمد عليه ملايين الأشخاص يوميًا طمعًا في دقائق إضافية من الراحة قبل بداية يومهم، لكن دراسة علمية جديدة حسمت الجدل حول هذه العادة، مؤكدةً مخاطرها المحتملة على جودة النوم وصحة الدماغ.
- دراسة شاملة تكشف أرقاما مقلقة
أجرى باحثون من مستشفى بريغهام والنساء في ماساتشوستس دراسة معمقة حول تأثير استخدام زر الغفوة على النوم، حيث قاموا بتحليل بيانات أكثر من 21 ألف شخص باستخدام تطبيق Sleep Cycle المخصص لتتبع أنماط النوم.
وأظهرت النتائج أن أكثر من نصف المستخدمين يضغطون زر الغفوة يوميًا، ليحصلوا على متوسط قدره 11 دقيقة إضافية من النوم المجزأ كل صباح، وُصِف حوالي 45% منهم بأنهم "مستخدمون كثيفون"، أي يعتمدون على الغفوة في أكثر من 80% من أيام الأسبوع، ما يمنحهم قرابة 20 دقيقة من النوم غير المنتظم.
- النوم المجزأ يضر بدماغك
الدكتورة ريبيكا روبنز، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أوضحت أن الساعات الأخيرة من النوم تُعد حاسمة في استعادة النشاط الذهني والبدني، إذ يدخل الجسم خلالها مرحلة "نوم حركة العين السريعة" (REM) التي تُعد ضرورية لوظائف الدماغ.
وأضافت روبنز: "تكرار الغفوة يُبقي الجسم في حالة من النوم الخفيف، ويمنعه من الوصول إلى مراحل النوم العميقة التي يحتاجها للترميم العقلي والبدني. لذلك، من الأفضل ضبط المنبه على وقت الاستيقاظ الفعلي بدلاً من الاعتماد على سلسلة غفوات متقطعة تضر أكثر مما تنفع."
- من يستخدم الغفوة أكثر؟ النساء والأمريكيون في الصدارة
اعتمدت الدراسة على أكثر من 3 ملايين جلسة نوم تم جمعها على مدى 6 أشهر من مستخدمين في أربع قارات، وكشفت أن سكان الولايات المتحدة والسويد وألمانيا هم الأكثر استخدامًا لزر الغفوة، بينما كان اليابانيون والأستراليون الأقل اعتمادا عليه.
كما تبين أن النساء يستخدمن الغفوة أكثر من الرجال، وهو ما فسّره الباحثون بارتفاع معدلات الأرق لديهن، بالإضافة إلى الضغوط العائلية والمهنية.
- عوامل مؤثرة: توقيت النوم والعمل والفصول
لاحظ الباحثون أن استخدام الغفوة يزداد أيام العمل، وينخفض خلال عطلات نهاية الأسبوع. كما أن الأشخاص الذين ينامون في وقت متأخر يميلون أكثر إلى استخدام الغفوة، في حين أن فترات النوم الأطول عموما تزيد من احتمالية الاعتماد عليها.
ومن اللافت أن هناك تباينا موسميا في استخدام الغفوة؛ ففي نصف الكرة الشمالي، ازداد الاستخدام في ديسمبر وانخفض في سبتمبر، والعكس في نصف الكرة الجنوبي، وهو ما يُرجع إلى تغيّر ساعات الإضاءة والطقس وتأثيرها على دورة النوم.
- هل الغفوة تؤثر على الأداء اليومي؟
رغم أن الدراسة سلطت الضوء على بعض الأنماط السلوكية المرتبطة بالغفوة، إلا أن الباحثين أكدوا وجود حاجة ملحة لمزيد من البحث لفهم التأثير الكامل لاستخدام الغفوة على:
الأداء الذهني خلال النهار
القدرة على التركيز والانتباه
جودة النوم على المدى الطويل
الصحة النفسية والعاطفية.
- نصيحة الخبراء: بدّل العادة ولا تؤجل الاستيقاظ
ينصح الباحثون بضرورة تعديل سلوكيات الاستيقاظ، من خلال ضبط المنبه على الوقت الحقيقي الذي يجب فيه النهوض، وعدم العودة للنوم عبر "الغفوة"، لأن هذه العادة قد تزيد الشعور بالكسل وتقلل الإنتاجية بدلا من تعزيز النشاط.
زر الغفوة، وإن بدا وسيلة بريئة لسرقة دقائق من الراحة، إلا أن العلم أثبت أنه يسرق منّا جودة النوم وصحة الدماغ. الاستيقاظ الفوري عند رنين المنبه هو أفضل ما يمكنك فعله لبدء يومك بنشاط وصفاء ذهني.

المصدر: ديلي ميل