كتب حليم خاتون: يهودية ساندرز، وصهيونية أبناء سلمان وزايد...
أخبار وتقارير
كتب حليم خاتون: يهودية ساندرز، وصهيونية أبناء سلمان وزايد...
حليم خاتون
4 تشرين الثاني 2020 , 17:53 م
كتب حليم خاتون:    كلما زادت الأزمة الاقتصادية، تتجه الطبقات الوسطى أكثر فأكثر نحو الفاشية والنازية... خاصة مع غياب البديل الثوري.   هذا القانون غير المكتوب في الاقتصاد السياسي، يجد


كتب حليم خاتون: 

 

كلما زادت الأزمة الاقتصادية، تتجه الطبقات الوسطى أكثر فأكثر نحو الفاشية والنازية... خاصة مع غياب البديل الثوري.

 

هذا القانون غير المكتوب في الاقتصاد السياسي، يجد الكثير من الصدق والبراهين اليوم في أميركا.

حتى إذا عدنا إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية، سوف نجد أنفسنا أمام هذا القانون نفسه.
يومها، أطاحت الأزمة المالية العالمية والانهيار الكبير للأسواق  المالية، إلى انهيارٍ أصاب، بشكل أساسي، الطبقات الوسطى: مطاعم، مقاهٍ، دكاكين، محلات فرديةأوعائلية،شركات وفابريكات صغيرة  ...الخ
فجأة، وجدت كل هذه المؤسسات نفسها تتجه صوب الإفلاس، وتنضم رغما عنها،إلى جيوش العاطلين عن العمل من العمال والأُجراء.
في العادة، تشكل الطبقات الوسطى في المجتمعات الصحية، أكثر من نصف المجتمع، ما يعني أن انهيارها، يؤدي حكما إلى انهيار أكثر من نصف المجتمع، ما يؤدي بدوره، إلى جرّ بقية المجتمع الى هذا الانهيار.

ما حدث، بُعَيد الحرب العالمية الأولى، أدّى بشكل من الأشكال، إلى ظهور النازية في المانيا، والفاشية في إيطاليا وإسبانيا، حيث وصلت هذه الحركات إلى السلطة.

ولمن يدرس تلك الحقبة، يجد أن أحزاباً وحركاتٍ مشابهةً ظهرت أيضاً في بريطانيا وفرنسا وغيرهما، وإن عدم تمكن هؤلاء من الوصول إلى السلطة أيضاً، كان سببه بشكل أساسي، ظروف قومية حَتّمَت على هذين البلدين التصدي لألمانيا من موقع التناقض المصلحي القومي.

لقد كان للأزمة المالية العالمية، سنتي ٢٠٠٨ و٢٠٠٩، كبير الأثر على الاقتصاد الأميركي, ورغم تدخل الحكومة الفيدرالية التي ضخّت آلاف المليارات لإنقاذ القطاع المصرفي والصناعات الكبرى، إلّا أنّ هذا التدخل لم يساعد كثيراً الطبقات الوسطى والصغرى التي حاولت التمرد على هذه الإجراءات، عبر ثوراتِ ما سُميَ يومها بانتفاضات وول ستريت.

قامت الحكومة بقمع حركات وول ستريت بشدّة، آملةً بوصول فتات ما قدمته إلى الطبقات الوسطى لاحقاً, وكانت نتيجة تأخر هذا الدعم، سقوط الديموقراطيين وانتقال السلطة الى ممثل النازية في أميريكا، دونالد ترامب.

عادة، وفي أوقات الأزمات، وفي أوقات الشدّة، وبسبب غياب البديل الثوري اليساري، تلجأ الطبقات الوسطى إلى الفاشية.

في أميركا، توافرالبديل اليساري، بالمرشح بيرني ساندرز، الذي ربما يكون لعب انتماؤه إلى الديانة اليهودية دوراً سلبياً، حيث أن الرئيس يجب أن يكون دوما من الديانة المسيحية البروتيستانتية.

إن هذا شبهُ عُرفٍ في أميركا، والرئيس الوحيد الذي جاء من خارج هذا النادي، كان الكاثوليكي جون. ف. كينيدي، الذي اغتيل قبل إكمال ولايته الأولى...ثم  إنّ العنصرية البيضاء لعبت الدور المكمل، لرفض أي فكرٍ يساري.

فالبيض في أميركا يشكلون حوالي ال٦٣٪ من السكان، وبسبب تدفق المهاجرين، تتناقص هذه النسبة باستمرار,  هم يعتبرون أنفسهم المؤسس الأول لهذا البلد، ولا يريدون فقدان السلطة للأقليات الأخرى، سواء اللاتينية أو الأسيوية أو السود.

وبما أن اليسار يتميز بالنظرة المتساوية لكل الأعراق والأديان، رفضت الطبقة الوسطى البيضاء هذا اليسار، ما دفع بيرني ساندرز إلى الانسحاب لصالح المرشح الأقل فاشية، جو بايدن وهذا ما زاد في شدِّ العصب حول ترامب.

الغريب في الأمر أن اليهودي ساندرز، هو المرشح الوحيد الذي، طيلة عقود، لم يتزلف للُّوبي الصهيوني، ولم يذهب قط إلى مؤتمرات الأيباك.
ونظرته إلى حل القضية الفلسطينية أكثر تقدمية ليس عن بقية الاميركيين، ومنهم ترامب، بل يتجاوز في تقدميته حتى الكثير من العرب، وبالتأكيد لم يكن لينظر إلى أبناء سلمان، وأبناء زايد، باكثر من نظرة احتقار إلى "سلاطين" يتحكمون بشعوب داخل أسوار القرون الوسطى، حتى ولو سكنوا في أبراج عالية.

من سوف يأتي الى البيت الأبيض؟


هناك الكثيرون الذين يودّون رؤية ترامب يرحل، خاصة في محور المقاومة.

الذي يعود إلى تاريخ احتلال العراق، وفترة ما قبل الانسحاب، يستطيع رؤية العقل الشيطاني لجو بايدن، الذي كان أكثر من ساند تقسيم العراق إلى ثلاث دول: شيعية، سنية، وكردية.

الديموقراطيون، هم في الحقيقة أكثر سوءاً من الجمهوريين، لأنهم يُغلِّفون
خططهم الشيطانية لمنطقتنا ويُخفونها خلف ابتسامات قاتلة، في حين يجاهرترامب، بكل حماقة، بمخططاته، ويُعري عبيده من العربان من أي ورقة توت قد تُغطي عوراتهم.


حتى سُنّة محور المقاومة، لم يستطيعوا فعل ربع ما فعله ترامب، حين دقّ إسفينا بين سلاطين التبعية والتطبيع، وبين السُنّة الملتزمين بفلسطين.

كل يوم، ومع كل تصريح، يفضح ترامب عرب الذل، حتى ضاقت المسافة بين المناضلين، سنّة كانوا أم شيعة.


إنّ نجاح ترامب، هو ألف مرة أفضل من نجاح بايدن, إن ترامب أكثر من خلق لأميركا الأعداء.


حتى روسيا والصين، شاركتا  في فرض العقوبات الأممية على إيران، مراعاة لأمريكا, كل ما تشدّد ترامب في التعامل مع  هاتين الدولتين، كلما دفعهما دفعاً، لإيجاد حلفاء جديرين كإيران وكوبا وفنزويلا.


حتى أوروبا، كلما زاد الضغط عليها، سوف يستعجل التمرد.
تمردٌ بانت ملامحه في أواخر أيام ترامب تجاه إيران.

إذا كان عدوك أحمق، فلا تكن غبياً، وتتمنى عودة العقل إليه.

قد يبدو هذا غير طبيعي!
الفرق شاسع بين أمنية الأحرار الذين يودون محاربة الوحش.....وبين العبيد الذين يلحسون قفا هذا الوحش، مداعبة، كي لا يغضب.

المصدر: موقع اضاءات الاخباري