كشفت دراسة دولية كبرى، بقيادة باحثين من جامعة فرجينيا كومنولث وجامعة كينغز كوليدج في لندن، أن مادة سيماجلوتايد -المكون النشط في عقاري أوزمبيك وويغوفي- يمكن أن توقف، بل وتُعكس أحياناً، تطور مرض الكبد الدهني الالتهابي المرتبط بخلل التمثيل الغذائي والمعروف اختصارًا بـ MASH.
وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة New England Journal of Medicine، وأشرف عليها كلٌّ من البروفيسور أرون سانيال، مدير معهد "سترافيتز-سانيال لأمراض الكبد والصحة الأيضية" في جامعة فرجينيا، والبروفيسور فيليب نيوسوم من كينغز كوليدج لندن.
- نتائج واعدة على المستوى العالمي
تُعد الدراسة من التجارب السريرية في المرحلة الثالثة، وشملت مشاركين من 37 دولة، حيث أظهرت النتائج أن سيماجلوتايد لا يحسن فقط صحة الكبد، بل يستهدف أيضا الجذور الأيضية التي تؤدي إلى ظهور المرض.
وأوضح سانيال: "تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن سيماجلوتايد يمكن أن يمثل خيارا علاجيا فعّالا لمرضى MASH، من خلال تحسين حالة الكبد والتصدي للأسباب الأيضية للمرض، والتي ترتبط أيضًا بأمراض القلب والسكري والكلى."
- مرض MASH: تهديد صامت للكبد
يُقدّر أن نحو 15 مليون أمريكي يعانون من MASH، وهو اضطراب يحدث عند تراكم الدهون في الكبد، ما يؤدي إلى التهابات وتليّف، وقد يتطور لاحقًا إلى تليف كبدي حاد أو فشل كبدي يتطلب زراعة الكبد.
ويُعد هذا المرض مرتبطا بشكل وثيق بالسمنة، والسكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، ما يجعله تحديا صحيا عاما.
- نتائج الدراسة السريرية ESSENCE
في دراسة "ESSENCE"، تم تقسيم 800 مشارك إلى مجموعتين:
534 شخصا تناولوا سيماجلوتايد
266 شخصا تلقوا علاجا وهميا (بلاسيبو)
النتائج كانت لافتة:
63% ممن استخدموا سيماجلوتايد أظهروا تحسنا في التهابات الكبد دون تفاقم التليف، مقارنة بـ 34% من مجموعة العلاج الوهمي.
37% منهم شهدوا انخفاضًا في التليف الكبدي، مقابل 23% في المجموعة الأخرى.
ما يقارب ثلث المرضى الذين تلقوا سيماجلوتايد حققوا تحسنا مزدوجا (التهاب وتليف)، وهو ضعف ما تحقق لدى من لم يتلقوا الدواء.
كما لوحظت فوائد إضافية شملت فقدان الوزن، وتحسّن مؤشرات الكبد، وتعزيز صحة القلب.
- نحو عكس تلف الكبد
الهدف الأساسي من تجربة ESSENCE هو إيجاد التوازن الأمثل من سيماجلوتايد لعلاج التهابات الكبد وتحسين التليف في آنٍ معًا. ويؤكد الباحثون أن معالجة هذين العاملين معا هو مفتاح تحسين حالة المرضى.
وتنتمي مادة سيماجلوتايد إلى فئة أدوية ناهضات مستقبل GLP-1، وهي أدوية معروفة بفعاليتها في خفض الوزن، وتنظيم سكر الدم، وتحسين الصحة الأيضية.
- خطوات قادمة: متابعة طويلة الأمد وموافقة الجهات التنظيمية
استمرت الدراسة السريرية لمدة 72 أسبوعا، باستخدام جرعة أسبوعية تبلغ 2.4 ملغ من سيماجلوتايد. وقد تحمّل معظم المشاركين الدواء بشكل جيد، واستمر ما يقارب 90% منهم عليه حتى نهاية الدراسة، وكانت الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا هي اضطرابات خفيفة في الجهاز الهضمي مثل الغثيان.
في المرحلة الثانية من الدراسة، سيتابع الباحثون ما يقارب 1200 مريض من 37 دولة لمدة تصل إلى 5 سنوات، بهدف تقييم الآثار الطويلة الأمد للدواء على صحة الكبد.
- هل يحصل سيماجلوتايد على الموافقة لعلاج MASH؟
رغم أن سيماجلوتايد حاليا غير معتمد لعلاج MASH، إلا أن الشركة المصنعة نوفو نورديسك صرّحت بأنها تسعى للحصول على الموافقة التنظيمية لاستخدامه لهذا الغرض خلال هذا العام.
وقال سانيال: "تشير بيانات ESSENCE إلى أن علاج MASH قد يشهد تحولا كبيرا، حيث يُحتمل أن يغيّر سيماجلوتايد حياة ملايين المرضى حول العالم، من خلال معالجة كل من المرض ومسبباته."

