كتب الأستاذ حليم خاتون:
"ما ترون؛ لا ما تسمعون"...
"سوف تؤخذ القرارات في أضيق الحلقات"...
هذا ما ردده السيد الشهيد حسن نصرالله في كلمتين متتاليتين توجه بهما إلى جمهور المقاومة قبيل اغتياله في أقل من شهر واحد...
حقيقة ما جرى خلال حرب السابع من أكتوبر سوف تظل مدار جدل وبحث إلى أن يستطيع حزب الله يوما سرد ما جرى بشكل موضوعي دون الخوف من استفادة الأعداء الخارجيين والداخليين من هذا الذي جرى...
من المؤكد أن حزب الله يُجري عملية تحليل واستكشاف في أعمق أعماق ما حصل منذ ما قبل السابع من اكتوبر في طريقه إلى إعادة بناء قدراته التي لا غنى عنها إذا أُريد لهذا الوطن الصغير لبنان أن يبقى على الخارطة وسط مخاوف لا تُعد ولا تُحصى؛ ظاهر هذه المخاوف دولة الكيان الصهيوني، لكن أبعادها قد تصل إلى إلى كل القوى الإقليمية والدولية التي تعمل للحفاظ على مصالحها حتى لو أدى ذلك إلى تغيير خرائط وزوال كيانات...
باختصار وجود لبنان صار على المحك بسبب الوضع السائد اليوم في البلد حيث لا يوجد سلطة رسمية قادرة على الدفاع عن لبنان؛ والقوة الوحيدة القادرة على ذلك أي المقاومة ممنوعة من هذا الفعل بتواطئ دولي إقليمي محلي...
وفق برامج قناة الميادين في سرد كيفية اغتيال قادة المقاومة من جهة، ووفق مقابلة جرت مع الإعلامي حسن الدر حول الحرب جرى الطلب اليه إلغاء او على الأقل تأجيل بثها من جهة أخرى، يبدو أن المرء لن ينتظر كثيرا لمعرفة الذي جرى والتدقيق في التحليلات التي ظهرت او تسربت في الآونة الأخيرة...
هناك بعض الكلام الذي صدر عن إعلاميين أمثال الأستاذ فيصل عبد الساتر أو رفيق نصرالله أو عبدالله قمح وغيرهم...
بناء على ما يقوله كل من يدلو بدلوه في هذه المسألة ممكن الوصول إلى بعض ما يدور من تفاصيل داخل الحزب:
المُطمئن منها مثل ما ورد على لسان الأستاذ رفيق نصرالله حول تكوّن قيادة جديدة قادرة سوف تدهش العالم من جديد...
وغير المُطمئن مثل بعض ما ورد على لسان الأستاذ عبدالله قمح الذي لا يؤمن على ما يبدو أن الحزب لو قاتل فعلا قتال كربلائيا كما تقول أدبياته لكنا رغم الكثير من الخسائر والجراح؛ كنا بالتأكيد سوف نُري حلف الناتو نجوم الظهر والدليل صمود وقتال أهل غزة حتى اليوم رغم كل شيء مما لا يمكن تصديقه...
الأستاذ عبدالله لا يريد الاعتراف بأننا تأخرنا في اتخاذ قرار الدخول في الحرب الشاملة، وأننا ندفع اليوم اثمانا مضاعفة عما كنا سوف ندفعه لو اننا ذهبنا الى هذه الحرب...
يبدو أن الأستاذ عبدالله لا يؤمن بأننا لسنا أقل من فيتنام؛ كما لا يؤمن أن ثمن عدم القتال يكون دائما أعلى بكثير من ثمن القتال...
ماذا تقول آخر المستجدات في البحث حول ما جرى...
يعتقد البعض إن السيد ربما تأخر في اتخاذ القرار بالحرب الشاملة...
يعتقد البعض إن إيران لم تَرِد لهذه الحرب أن تبدأ بانتظار نضوج أوضاع دولية أكثر ملائمة لها ولمحور المقاومة رغم معرفتها أن القضية الفلسطينية كانت قد وُضعت على مشرحة التطبيع وإن السعودية كانت على وشك الدخول في المرحلة النهائية لدفن فلسطين وأهل فلسطين...
لكن في النهاية، ورغم كل المآسي، يستطيع الشهداء القادة في غزة، وتحديدا الإخوة يحي السنوار ومحمد الضيف ومروان عيسى القول بأن هذه الحرب على كل علاتها والمصائب التي نتجت عنها، إلا أن فلسطين خرجت منها وسوف تبقى حية يصعب دفنها؛ لا بل هي انتقلت الى مرحلة أعلى حيث أجبر أطفال ونساء ورجال غزة العالم كله على الاعتراف ولو بجزء ضئيل جدا من حقوق الشعب الفلسطيني، وهذا ما شكل انتصارا في المرحلة الاولى من عملية تثبيت الوجود الفلسطيني بانتظار المراحل اللاحقة التي سوف تؤدي إلى إعادة كل الحقوق عبر إنهاء الاستعمار والاستيطان والوصول الى سلطة أهل الارض انفسهم في وطنهم التاريخي...
هكذا انتصر الدم على السيف في غزة...
نعود الى حزب الله وكيف تعامل مع هذه الحرب منذ السابع من اكتوبر حين أبلغ الشهيد الشيخ صالح العاروري الشهيد السيد حسن نصرالله ببدء اقتحام اسوار غلاف غزة بعد منتصف الليل بقليل...
ظهر فيديو كليب يُظهر السيد نصراللة يكبس زرا ما...
نعود إلى هذا لاحقا بعد أن ننطلق من بدء الحرب الفعلية على لبنان مع اغتيال القائد فؤاد شُكُر...
يعتقد البعض إن السيد أيقن إنه خُدع من قبل الحكومة اللبنانية التي خُدعت هي بدورها من قبل الأميركيين والإسرائيليين بعد اغتيال الشهيد شُكُر...
يعتقد هذا البعض إنه بعد الpagers واغتيال قادة الرضوان أيقن السيد أن ما يجري هو حرب شاملة دخل فيها الأطلسي بشكل مباشر من القواعد في جزيرة قبرص وعلى الأقل قواعد الأميركيين في تركيا والأردن وبالطبع حاملة الطائرات والأسطول الأميركي، وإنه قريبا قد تدخل دول عربية في المخطط وفق آخر المناورات التي كانت جرت أكثر من مرة قبل السابع من أكتوبر بين هذه الدول العربية والعدو الصهيوني...
في الحقيقة، لم يتأخر السيد نصرالله لا في فهم الخديعة ولا في التعامل معها...
حين أطلق السيد نصرالله جملته الشهيرة، "ما ترون، لا ما تسمعون"؛ كان السيد قد اتخذ القرار بالرد الصاعق على الاغتيالات وإعادة التوازن الى الردع الاستراتيجي الذي كان حزب الله استطاع تأمينه لسنين طويلة عبر بناء محور مقاومة يمتد من اليمن الى فلسطين مرورا بإيران والعراق وسوريا ولبنان...
الصدمة الأولى جاءت من بشار الأسد...
تفاجأ السيد بقرار على أعلى المستويات في سوريا بمنع المقاومة من إطلاق صواريخ دقيقة ذات قدرة تدميرية هائلة كانت مخزنة داخل الأراضي السورية...
وحين حاول مراجعة الرئيس الأسد آنذاك، فهم أن الرفض ليس فقط في إطلاق هذه الصورايخ، بل حتى في نقلها إلى لبنان...
هل كان هذا القرار إماراتيا/ سعوديا مع وعود أغدِقت على بشار الأسد بإنهاء الحرب الكونية على نظامه وإعادته الى "الحضن العربي" المُشبّع بالحليب الاميركي/ الإسرائيلي؟
كل شيء معقول...
فقد كان بشار الأسد قد بدأ بالتضييق على المقاومة، وقامت القوات التابعة للفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد حتى باحتجاز بعض العتاد الاستراتيجي الذي كان في طريقه إلى لبنان ووضع العقبات في هذا المجال...
المفاجأة الثانية جاءت من العراق حيث تبين مدى قوة النفوذ الأميركي هناك الذي لا يهدد بتقسيم العراق فحسب عبر فصل المناطق الكردية في الشمال، ولا يهدد بالتركي الذي يريد السيطرة على منطقة الموصل والعمل على ضمها إلى تركيا بعد انتهاء مفاعيل معاهدة لوزان لما بعد الحرب العالمية الأولى والتي تدّعي تركيا انها حرمتها من الموصل في العراق ومن حلب في سوريا؛ بل وصلت قوة السطوة الأميركية إلى داخل الحكومة العراقية التي تلقت تهديدات واضحة بوجوب لجم الحشد الشعبي عن المشاركة في إسناد غزة ولبنان وإلا فإن الاميركيين سوف يقومون بتوجيه ضربات إلى الحشد والى الجيش العراقي نفسه حتى لو أدى ذلك إلى انبعاث داعش وتفتيت العراق ( المعروف حسب كلام دونالد ترامب وهيلاري كلينتون إن معظم الجماعات التكفيرية هي صناعة اميركية بإدارة سعودية بدأت مع بندر بن سلطان وساهمت في إسقاط الاتحاد السوفياتي وتهديد الانظمة التي لا يرضى عنها الغرب؛ تماما كما حصل مع الحزائر في العشرية السوداء في الثمانينيات من القرن الماضي)...
طبعا خضع العراق وأعاد لعب نفس الدور الذي لعبه مع مسلم بن عقيل والإمام الحسين...
كل الفرق كان أن بايدن وترامب لعبا دور الحجاج بن يوسف وزياد إبن أبيه...
وجد السيد حسن نفسه وحيدا مع اليمن في محور المقاومة خاصة بعد تيقنه من أن الإيرانيين غير مستعدين لدخول حرب شاملة ضد قوتين نوويتين لم تعمل طهران طيلة عشر سنين على لجمهما عبر تخطي العتبة النووية وإجراء ولو تجربة واحدة تضع العالم كله أمام أمر واقع، وحقيقة واحدة:
إما شرق أوسط بكامله خال من السلاح النووي بما في ذلك الكيان الصهيوني، وإما ترك الأمور تسير على غاربها حتى لو أدى ذلك إلى حرب عالمية ثالثة...
لذلك حين عُرض على السيد نصراللة هدنة سوف يليها هدنة على جبهة غزة بعد أسبوعين، وافق فورا على أمل التوصل إلى حل الإشكالية التي شكلها انقلاب بشار الأسد وغيره على مبدأ وحدة ساحات محور المقاومة في أكثر اللحظات الحرجة من حرب الإسناد...
زد على ذلك ما وصل إلى السيد حسن عن طريق الإيرانيين من أن الأتراك يحشدون جماعات التكفير مما سوف يهدد خطوط الإمداد بشكل أكثر صرامة...
الذي يتابع الأحداث منذ السابع من أكتوبر حين خرج "فيديو كليب" السيد وهو يكبس زرا ما، يعرف أن حزب الله كان فعلا في صدد الدخول الكامل إلى حرب القضاء على إسرائيل او على الأقل توجيه صربة قاصمة لها تعيدها الى حجم ما قبل التنمر المدعوم أميركيا وغربيا...
بالفعل اجتمعت قيادة الحزب الجهادية لبحث الامور منذ اليوم الأول للحرب وتبين وجود اتجاهين داخل المجلس الجهادي:
فريق ينتمي إلى السلطة الإيرانية بغض النظر عمن يكون في السلطة، إصلاحيا كان أم ثوريا، وهو الفريق الذي عمل من داخل النظام اللبناني، وكان سببا مباشرا في الكثير من السقطات التي وقع فيها حزب الله فيما يخص الوضع الداخلي في لبنان وتفشي الفساد...
وفريق آخر، من الرعيل العسكري الأول، خاصة من رفاق عماد مغنية؛ فريق كان يرى أن الحرب الشاملة الطويلة شر لا بد منه...
اختلف الطرفان، فإذا بالسيد نصرالله يقرر الجمع بين الموقفين بالدخول في حرب جزئية في المرحلة الأولى تمثلت في حرب الإسناد، والنظر كيف سوف تجري الأمور لاحقا...
لذلك بدأ حزب الله بحرب الإسناد عبر قصف المواقع الصهيونية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ثم بدأ بتصعيد الموقف في كل مرة يرى أن العدو يُصعّد...
لكن اكثر ما كان يُقلق السيد نصرالله، لم يكن لا الكيان ولا وقوف الغرب معه؛ فقد كان السيد يعلم أن الحرب الشعبية طويلة الأمد كفيلة بإركاع أميركا والناتو والتسبب حتى بسقوط النظام الرسمي العربي كنتيجة حتمية لتطور الصراع...
ما كان يقلق السيد نصرالله وقيادة أركان المقاومة في لبنان، كانت الأخبار الآتية من سوريا، ومن إدلب تحديدا...
جبهة النصرة التي عالج العدو الصهيوني جرحاها من جهة، ومجموعة كبيرة من المعارضة السورية من أمثال زمرة كمال اللبواني التي أبدت استعدادها للتحالف مع إسرائيل تحت غطاء الاتفاق الإبراهيمي؛ كل هؤلاء يمكن أن يخترقوا الجبهة الداخلية في لبنان عبر الوجود السلفي في مناطق شمال لبنان وفي مخيمات اللجوء الفلسطيني، وعبر خروقات كبيرة داخل مجتمعات النزوح السوري التي كان يصلها السلاح من تركيا وعبر مرفأ طرابلس الذي كانت ولا تزال تشرف على كل ما يدخل اليه قوات اليونيفيل البحرية التابعة فعليا للقيادة الألمانية الأكثر تماهيا مع إسرائيل في المنظومة الغربية...
رغم كل المحاذير كان السيد يخطط لحرب شاملة في حال فشل الهدنة المقترحة...
لكن قادة الصهيونية العالمية ليسوا بالغباء الذي يتحكم بمعظم القادة العرب، بما في ذلك جزءا مهما من قادة محور المقاومة ( يقول عميل الغرب إيلي خوري إن إسرائيل مجرمة، لكن قادة المحور مجموعة حمير...
في هذا بعض القول الحق الذي يُراد به باطلا...
هناك شيء من الغباء عند بعض قادة محور المقاومة، والدليل عدم الثقة بالنفس، والإيمان باننا مهما حصل نحن منتصرون وفقا لمقولة السيد نصرالله الشهيرة حين قال:
نحن قوم لا نُهزم،
نحن ننتصر حين ننتصر،
وننتصر حين نُستشهد)...
هذا ما عبر عنه نتنياهو نفسه حين قال إنه اكتشف ان المحور هو السيد حسن نصرالله، وإن السيد حسن هو المحور...
قادة سوريا والعراق أبعد ما يكون عن روحية المقاومة... هم مجرد حفنة من الانتهازيين الطامعين البقاء في السلطة والعيش على امتيازاتها...
حركات المقاومة الفلسطينية لا تسمح قدراتها الدخول في معارك استراتيجية...
إيران أساسا غير متحمسة للدخول في اي حرب حتى لو كانت محدودة...
هذا ما تبين في رد فعلها على اغتيال الشهيد قاسم سليماني قبل الحرب، واغتيال الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي نفسه؛ ناهيك عن اغتيال الشهيد اسماعيل هنية داخل طهران والذي ظل دون رد إلى ما بعد اغتيال السيد نصرالله نفسه...
لقد قامت إسرائيل بأكثر من استهداف لإيران بما في ذلك استهداف القنصلية في دمشق، وهذا ما كان يمكن أن يعطي مبررا وجيها لقيام إيران بقصف شامل بآلاف الصواريخ بشكل يجبر الأميركيين إما على دخول الحرب، أو القيام بردع إسرائيل وإجبارها على وقف الحرب في غزة...
لكن نظام طهران لم يرد الذهاب إلى تلك المغامرة وفضّل خسارة مجمل الأوراق لتي كان يملك والذهاب ضعيفا إلى مفاوضات مع الأميركيين لن تنتهي الى خير كما يظهر حتى الآن...
لقد رأى قادة محور الناتو وإسرائيل كل هذه الأمور بوضوح شديد، لذلك قرروا انهم إذا توصلوا إلى اغتيال السيد نصرالله سوف ينهار المحور...
تم تركيز معظم الأقمار الصناعية العسكرية التابعة لحلف الناتو على الجغرافيا الللبنانية حتى نجحوا في تحديد موقع السيد نصرالله وتم تنسيق خطة كاملة بين أميركا وبريطانيا واسرائيل لاغتيال السيد...
لكن يبرز سؤال مهم جدا لماذا يخاف حزب الله العودة إلى القتال طالما إنه استعاد عافيته؟
بصراحة لأن الخيانة الضاربة في كل الأمة من المحيط إلى الخليج لا تدعو إلى الأمان...
حزب الله قادر بكل تأكيد على مواجهة إسرائيل وحلف الناتو لو لزم الأمر...
لكن ماذا عن كلاب إسرائيل من حزب القوات اللبنانية إلى حكومة نواف سلام إلى الجمعيات التابعة للمخابرات الأميركية أمثال حركة كلنا إرادة وعملاء التغيير من أمثال مارك ضو او وضاح الصادق...
ماذا عن جماعات داعش والنصرة وجماعات السلفية والإخوان ممن لايرى في إسرائيل عدوا بل "أهل كتاب" شيطاني مثل ما تحمل رؤوسهم من افكار شيطانية...
حزب الله يحاول حماية الجنوب وأهل الجنوب وعينه على الشرق والشمال حيث كلاب التكفير الذين تركوا إسرائيل تستبيح سوريا علنا ومباشرة وبلا اي ورقة توت، بعدما كان بشار الأسد يحافظ على الأقل على ورقة التوت هذه...
إلى أين نحن ذاهبون؟
لعل ابسط إجابة على هذا هو أن الكلاب أولاد الكلاب من كل جماعات التكفير في سوريا والكلاب أولاد الكلاب من كل أهل النظام العربي وشعوبه الميتة؛ كل هؤلاء حيرونا في الزاوية حتى بتنا نرى فيهم وحشا لا يقل خسة وحقارة عن الصهاينة في فلسطين...
الصهاينة يقتلون ويفتكون بنا...
بينما يبيع جماعة الجولاني السبايا في القرن الواحد والعشرين وسط تصفيق ليس فقط محمد بن سلمان واردوغان وملوك وامىاء العهر العربي والإسلامي؛ بل حتى وسط تصفيق الغرب الذي يقول لنا:
إما هؤلاء، وإما التطبيع والسلام مع إسرائيل...
الذي يمنع الحرب عن إسرائيل...
الذي يمنع تحرير فلسطين هم كل أولاد الكلب المذكورين أعلاه الذين لا يتركون يوما يمر دون أن يقتحموا حدود لبنان من سوريا ليمارسوا العهر الذي لا يجرؤون على ممارسته حيث يتجول الاسرائيلي كما يشاء في طول سوريا وعرضها...
مبروك الثورة...
قتل ما متت، بس ما شفت اللي مات!



