أظهرت نتائج واعدة لدواء فموي منخفض التكلفة يُستخدم لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، حيث قد يُصبح بديلا مريحا وآمنا عن الحقن المتكررة لعلاج أحد أبرز مضاعفات مرض السكري على العين، وهي الوذمة البقعية السكرية (DME).
- تصريح قائد الدراسة: نقلة نوعية في علاج العيون السكري
قال الدكتور جاياكريشنا أمباتي، الباحث الرئيسي من جامعة فرجينيا، في بيان رسمي: "إنّ دواءً فمويا يُحسن الرؤية لدى مرضى الوذمة البقعية السكرية سيكون بمنزلة تغيير جذري، لأنه يُوفر خيارًا أكثر راحة للمرضى من الحقن المتكررة، والتي تُعطى غالبا شهريا داخل العين".
- تفاصيل الدراسة السريرية في البرازيل
أُجريت الدراسة على 24 مريضا برازيليا يعانون من DME، وقد تم توزيعهم عشوائيا لتلقي إما دواء إيبيفير Epivir (الاسم العلمي: لاميفودين) الذي تنتجه شركة Viiv Healthcare، أو علاج وهمي (دواء بلاسيبو) لمدة أربعة أسابيع.
بعد هذه الفترة، خضع جميع المشاركين لحقن تقليدية من دواء أفاستين Avastin (الاسم العلمي: بيفاسيزوماب) الذي يُحقن داخل الجسم الزجاجي للعين – وهو المادة الهلامية بين العدسة والشبكية.
- تحسن ملحوظ في القدرة البصرية
بعد الأسابيع الأربعة الأولى، أظهرت مجموعة اللاميفودين تحسنا في القدرة على قراءة مخطط فحص العين بمعدل 9.8 حرفا (أي ما يعادل سطرين تقريبا)، مقارنة بانخفاض قدره 1.8 حرفا في مجموعة الدواء الوهمي.
بعد تلقي حقن أفاستين، استمرت المجموعة التي تلقت لاميفودين في التحسن لتصل إلى 16.9 حرفا (أكثر من ثلاثة أسطر)، في حين تحسنت المجموعة التي تلقت أفاستين فقط بمعدل 5.3 حرفا.
- آلية عمل مختلفة وواعدة
يعمل دواء لاميفودين عن طريق تثبيط مرحلة مبكرة من العملية الالتهابية التي تؤدي إلى تطور DME، كما أوضح الباحثون في تقريرهم المنشور حديثا في مجلة Med التابعة لـ Cell Press.
أضاف الدكتور أمباتي أن هذه الآلية تختلف عن علاجات DME التقليدية، مما يُفتح الباب أمام تطوير علاجات مركبة مستقبلية.
إمكانية الوصول والتكلفة: عامل حاسم
أشار الباحثون إلى أن دواء لاميفودين قد يُحدث فرقا كبيرا خاصةً في المناطق التي تفتقر إلى أطباء العيون المتخصصين، أو التي يصعب فيها على المرضى تحمل تكاليف أو مشقة السفر للعلاج المنتظم بالحقن.
قال الدكتور أمباتي: "إنّ حبّة دواء تُؤخذ عن طريق الفم بتكلفة لا تتجاوز 20 دولارا شهريا – أو حتى أقل – وتُعطي نفس النتائج أو أفضل من الحقن داخل العين التي قد تصل كلفتها إلى 2000 دولار شهريا، ستكون تحولا كبيرا للمرضى ولأنظمة الرعاية الصحية على حد سواء".



