حاسوب فائق جديد في الولايات المتحدة يمزج بين الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي
علوم و تكنولوجيا
حاسوب فائق جديد في الولايات المتحدة يمزج بين الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي
1 حزيران 2025 , 12:01 م

في خطوة تاريخية تعكس تحوّلا جذريا في علاقة المؤسسات البحثية الحكومية مع تقنيات الذكاء الاصطناعي التجارية، أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية عن مشروع جديد لبناء حاسوب فائق السرعة (سوبركمبيوتر) يحمل اسم "دودنا"، تكريمًا للعالمة جينيفر دودنا، المشاركة في ابتكار تقنية التعديل الجيني CRISPR والحائزة على جائزة نوبل.
- دمج الذكاء الاصطناعي بالبحث العلمي المتقدم
سيتمركز حاسوب "دودنا" في مختبر لورانس بيركلي الوطني بولاية كاليفورنيا، وسيشكل نقطة تحول في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتسريع وتيرة الاكتشافات العلمية، من المتوقع أن يقدم هذا النظام أداءً يفوق بعشر مرات أسرع حاسوب حالي في المختبر، مما يجعله أحد الأصول الاستراتيجية لوزارة الطاقة الأمريكية في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة وتنفيذ أبحاث علمية من الجيل الجديد.
- مواصفات تقنية متقدمة بقيادة Dell وNvidia
قامت وزارة الطاقة باختيار شركة Dell Technologies لتنفيذ المشروع، في خطوة مفاجئة استبعدت فيها الشريك التقليدي Hewlett-Packard Enterprise. هذا القرار يعكس رغبة الحكومة في الاستفادة من خبرات Dell المتنامية في بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي التجارية على نطاق واسع.
سيعتمد الحاسوب الجديد على شرائح "روبن" (Rubin) من Nvidia المصممة خصيصًا لمعالجة مهام الذكاء الاصطناعي والمحاكاة العلمية معًا، بالإضافة إلى معالجات عامة مبنية على بنية Arm، مما يُعد خروجا عن الاعتماد التقليدي على معالجات Intel وAMD.
- دعم للابتكار في الحوسبة الكمية والطاقة المتجددة
وفقا لوزير الطاقة الأمريكي كريس رايت، فإن نظام "دودنا" يمثل التزام الوزارة بتعزيز الريادة الأمريكية في مجالات العلم، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة عالية الأداء، وأشار إلى أن هذا المشروع سيكون أداة قوية للابتكار السريع في مجالات مثل تطوير مصادر طاقة وفيرة ومنخفضة التكلفة، ودعم الأبحاث في الحوسبة الكمية.
وأضاف: "الذكاء الاصطناعي هو مشروع مانهاتن لعصرنا، و"دودنا" سيوفر للعلماء الأمريكيين الأدوات اللازمة للفوز في السباق العالمي نحو الهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي."
- تقنيات هجينة تجمع بين الدقة والسرعة
يُعد "دودنا" نموذجا لتطور الحواسيب الفائقة من مجرد أدوات لمحاكاة دقيقة (كما في النمذجة النووية أو المناخية) إلى منصات قادرة على تنفيذ مهام الذكاء الاصطناعي التي تتطلب سرعات عالية أكثر من الدقة المطلقة.
ومن خلال دعم تعليمات حوسبة مزدوجة الدقة 64-بت إلى جانب تعليمات AI منخفضة الدقة (8-بت و16-بت)، سيتمكن "دودنا" من تنفيذ نماذج متقدمة تشمل الحوسبة الكمية، تحليل الحقول الجيوحرارية، ومحاكاة المفاعلات الاندماجية.
- بنية قابلة للتوسّع ومستقبل قابل للتكرار
قال بول بيريز، نائب الرئيس الأول في Dell، إن تصميم "دودنا" يبتعد عن النظم المصممة خصيصًا، ويوفر هيكلًا معياريًا قابلاً للتوسعة يمكن تكراره في مختبرات أبحاث وشركات أخرى مستقبلاً.
وأضاف بيريز: "هذا السوق كان يسير على وضع القيادة الآلية. ما فعلناه هو تعطيل هذا النمط وتصميم نظام يراعي التوسع والمرونة، وهو ما قد يشكل نقطة تحوّل في كيفية بناء الحواسيب الفائقة."
- حوسبة فائقة لعصر الذكاء الاصطناعي
يعكس مشروع "دودنا" رغبة قوية من المختبرات الحكومية في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التجارية، وتطويعها لخدمة الأبحاث العلمية المتقدمة. ومع دخول هذا الحاسوب حيّز التشغيل في عام 2026، سيكون بمثابة منصة انطلاق جديدة نحو إنجازات علمية وتقنية قد تعيد تشكيل المستقبل.

المصدر: interestingengineering