كتب الأستاذ حليم خاتون:
لا يختلف عاقلان على امتداد العالمين العربي والإسلامي، وحتى في كامل بلاد العالم الثالث، عن الإقرار بأنه، أياً يكن الرابض في البيت الأبيض، سوف تحلّ المصائب دوما على رؤوس الشعب الفلسطيني.
هذا لا يعني، معاذ الله، أن السعودية والإمارات وبلد الكوكايين كولومبيا وجزر الفيدجي أو ما يماثلها، قد تطورت وصارت من دول العالم الأول أو الثاني, هذه البلاد لا يمون حكّامها على صوص في حاكورة فيها، أو على حردون يتفوق عليهم ذكاءً.
هؤلاء لا يدخلون في العدّ، حين يجري الحديث عن أبناء أدم، والعياذ بالله.
يُصرّ بعض العرب، وبالأخص بعض الفلسطينيين أو أنصار محور ""الممانعة""، أن مجيء بايدن اخفّ وطأة من رجل الكاوبوي ترامب.
على ماذا يستند هؤلاء، ربّك أعلم؟
حاولت جاهداً إعادة قراءة تاريخ هذا المومياء ونائبته النائبة؛ فلم أستطع إيجاد ما يمكن أن يبشًر بالخير، أللّٰهم، إلا مزيداً من المصائب تحل على العرب، وعلى أحرار هذا العالم.
بايدن، لا يمكن أن يغضب من إسرائيل، وكذلك هاريس., كلاهما يتنافسان على خطب ودّ، أسياد هذا الكيان الذين يسودون على مجلسي الشيوخ والنواب.
في النهاية، قد يتغير الكون، ولكن الشيء الثابت الوحيد في منطقة الشرق الأوسط، أن هذا الكيان سوف يظل دوما خط الحرب الأول ضد مصالح الأمة العربية.
حتى لو أفل نجم أميركا، سوف يقوم خليفتها، باحتضان دولة الكيان، ويحرص على تفوقها في كل المجالات، على كل بلاد العرب والفرس والترك مجتمعة.
فهذا الكيان، هو الوحيد القادر على منع وسط العالم هذا، ومنبت الحضارات القديمة من إمكانية العودة إلى التاريخ, لذلك، كفى أحلام يقظة.
من هو دونالد ترامب؟
لو سألت أياً كان، وفي أي مكان في هذا العالم، لأتاك الجواب فورا:
إنه رمز الشر والعنجهية والاستفزاز والكره .... لكن، أهم شيء، أنه رمز الغباء الأكثر سطوعا.
هذا الرجل، استطاع في أقل من أربع سنوات أن يضاعف أعداء أميركا أضعافاً مضاعفة، وكل عدو لعدوك، هو مشروع صداقة وتعاون لك إن كنت "قدّ الحمل".
هذا الرجل حوّل أوروبا إلى ممسحة، ووضع إسفينا في جسد الحلف الأطلسي الذي زعزع مصر ودمّر العراق وسوريا واليمن والصومال، وفتح مستودعاته للكيان سنة ٧٣، وأرسل طياريه وطائراته لاستيعاب الهجوم المصري السوري، وقلب الأوضاع على الجبهتين رأسا على عقب.
دونالد ترامب هذا، هو من خاطب سلمان، وحطّ من قدره وقدر ولي عهده،
وأرغمهما على الزحف على البطن لكي يلعقوا حذاء نتنياهو، فاكتشف بعض أهل السنّة والجماعة ممن كان الله قد أعمى قلوبهم، أن ""خدّام الحرمين الشريفين""، هم ليسوا أكثر من خدّام للبيت الأبيض، و١٠ داونينغ ستريت، ومبنى الكابينيت في فلسطين المحتلة.
ترامب هذا، هو الذي استفزّ إيران ومحور المقاومة وحشرهم في الزاوية، فلم يجدوا من بدٍّ، على الرّد في عين الأسد وبعض مناطق العراق، وهذا ما ساهم في زيادة ثقة هذا المحور بنفسه وبإمكاناته.
ترامب هو من رفس القانون الدولي برجله وأعطى مرتفعات الجولان إلى الكيان، وأعطى القدس بأقصاها وكنائسها إلى أرذل أهل الأرض، وبصمت مطبق عن الفعل، لأن زمن الجعجعة الكلامية لا يهم أحدا.
سكت العالم، وسكت المسلمون، وسكت العرب، فاستحقوا كل المهانة التي ركبتهم منذ ذلك اليوم.
عندما سأل أحد المناضلين الدكتور جورج حبش، عن مدى بُعد زمن النصر.
أجاب "حكيم الجبهة الشعبية، وحكيم العرب"، كل اعتمادنا، هو على وطنية الصهاينة.
العرب سوف يمشون من تنازل إلى تنازل حتى اللانهاية، والصهاينة سوف لن يتنازلوا قيد أنملة عن حكم هؤلاء العربان، بالصرماية، وأخذ كل ما لديهم....
يوماً ما، وبعد أن يُحشروا في زاوية الذل والعار،سوف ينتفض بعض العرب، فتكون نهاية الكيان بانتصار عظيم.
ها هو ترامب، يُذّل العرب، كلّ العرب.
هاهو ترامب، يُذّل المسلمين، كلّ المسلمين.
ها هو ترامب يمسح بأحساد العرب والمسلمين الأرض، كلّ يوم، وكلّ ساعة...
لذا لا حاجة لنا، إلى مخبول بائس، بالكاد يمشي دون أن يقع، لكي يعيد قراءة كذبات أوباما وزعماء الدول الكبرى الآخرين الذين اغتصبوا عقولنا بالكلمات، قبل أن يستكملوا ذلك، باغتصاب الأرض والعرض.
فليأتِ الكاوبوي ترامب، ليقول لنا بالفم الملآن:
انتم، وأزواجكم وزوجاتكم وأبناؤكم وبناتكم وكل ما عندكم ولكم.... كل هذا ملك ٌلنا, كل هذا ملكٌ لي.
والذي يفتح فمه، سوف أضع جزمتي فيه.
عندها، إما أن يغضب الأحرار، وإلّا "ستين عمرها أن تكون هناك حياة"،فليخرج كل حرّ ولو بسكين،"ويا روح، ما بعدك روح".