هل يمكن للذكاء الاصطناعي تفسير نتائج التحاليل الطبية بدقة؟
علوم و تكنولوجيا
هل يمكن للذكاء الاصطناعي تفسير نتائج التحاليل الطبية بدقة؟
8 حزيران 2025 , 13:21 م

في عصر الطب الرقمي، بات من الشائع أن تصل نتائج الفحوصات الطبية مباشرة إلى المريض عبر البوابة الإلكترونية، أحيانا حتى قبل أن يراها الطبيب، وبينما ينتظر المريض بشغف معرفة تفاصيل حالته، يجد نفسه أمام مصطلحات طبية معقدة ومخيفة مثل "قولون متعرج" أو "عقدة بطول سنتيمتر في الغدة الدرقية"، وهنا يظهر الذكاء الاصطناعي كأداة تفسيرية قد تبدو مثالية... ولكن، هل هو كذلك حقا؟
- فوائد الذكاء الاصطناعي في تفسير نتائج التحاليل
1. تبسيط المصطلحات الطبية المعقدة
الذكاء الاصطناعي بارع في تحويل لغة الطب إلى مصطلحات مفهومة للمريض، على سبيل المثال، إذا أظهر تقرير الأشعة عبارة "قولون متعرج"، فقد يبدو ذلك مقلقا، لكنه في الواقع يشير إلى التواءات في القولون تعيق الرؤية، وهو أمر شائع وليس بالضرورة خطيرا.
2. تحسين فهم المرضى لتقاريرهم
أظهرت دراسات أن المرضى الذين استلموا تقارير مبسطة بواسطة الذكاء الاصطناعي وراجعها أطباء، فهموا حالاتهم بشكل أفضل مقارنة بمن قرأوا التقرير الطبي الأصلي فقط.
3. تقليل القلق والذعر
بما أن النتائج تصل للمرضى قبل الأطباء، فإن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تهدئة مخاوفهم عبر شرح النتائج العادية أو منخفضة الخطورة بلغة واضحة. هذا يقلل من الاتصالات المذعورة ويعزز الصبر حتى يشرح الطبيب التفاصيل.
- عيوب ومخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي لتفسير النتائج الطبية
1. احتمال الخطأ أو التضليل
رغم دقة أدوات مثل ChatGPT (بنسبة تصل إلى 94% في تقارير الأشعة)، إلا أنها ليست معصومة من الخطأ. قد تقدم معلومات غير دقيقة أو "هلوسات" على أنها حقائق، ما يسبب ارتباكا أو ذعرا غير مبرر.
2. غياب السياق الطبي الشخصي
الذكاء الاصطناعي لا يعرف تاريخ المريض الطبي، فقد يُفسر انخفاضا طفيفا في الهيموغلوبين مثلا كمؤشر خطر، بينما يكون هذا المستوى طبيعيا للمريض منذ سنوات.
3. افتقار التوصيات للدقة الفردية
توصيات الذكاء الاصطناعي غالبا ما تكون عامة. الطبيب هو الوحيد القادر على تقييم ما إذا كانت النتائج تستدعي تدخلا بناءً على حالتك الخاصة.
- كيف تستخدم الذكاء الاصطناعي بأمان لتفسير نتائجك؟
نصيحة الأطباء: استخدم قاعدة C.A.R.E.
وفقا للدكتور كريم حنا، لتحقيق أفضل نتائج عند استخدام الذكاء الاصطناعي، ينبغي تزويده بـ:
Context (السياق): معلوماتك الصحية الأساسية مثل العمر والحالة المزمنة.
Action (الطلب): تحديد ما تريده بدقة، مثل "فسّر النتائج" أو "اقترح خطوات لاحقة".
Role (الدور): اجعل الأداة تتقمص دور طبيب أشعة أو باثولوجي مثلا.
Expectation (التوقعات): حدد مستوى اللغة المطلوبة (ابتدائي، متوسط، أكاديمي).
مثال تطبيقي:
"أنا امرأة تبلغ من العمر 42 عاما، افترض أنك طبيب أشعة. فسّر لي نتائج التصوير هذه بلغة بسيطة تناسب الصف الرابع الدراسي."
جرّب أكثر من صيغة:
لا تكتفِ بتفسير واحد، قارن تفسيرات متعددة لتتحقق من الاتساق والدقة.
اختر أدوات معتمدة طبيا:
استخدم منصات مدربة على الأدلة العلمية مثل Open Evidence، والتي تعتمد على دراسات محكمة، وليس فقط على محتوى الإنترنت.
- ماذا تخبر طبيبك إذا استخدمت ChatGPT؟
لا تشعر بالذنب! الجميع يستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي اليوم، ما عليك سوى إبلاغ طبيبك بالمصدر الذي استعنت به، واطلب توضيحا، في حال وجود أمر خطير فعلاً، تأكد أن الطبيب أو المختص سيبادر بالتواصل فورا.
- ماذا عن التحاليل ذات الخطورة العالية؟
في حال خضوعك لتحليل حاسم مثل تشخيص سرطان، ينصح الأطباء بالاتفاق مسبقا مع الطبيب على كيفية التعامل مع النتائج فور صدورها، بحيث يتم تقليل فترة الترقب والقلق.
- هل تستحق أدوات الذكاء الاصطناعي ثقتك؟
الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة رائعة لفهم نتائجك، إذا استخدمته بحذر ووعي، فهو ليس بديلاً عن الطبيب، بل مكمل يُسهم في تقليل القلق وتوضيح المفاهيم، شريطة التحقق من المصادر وعدم اتخاذ قرارات صحية بناءً عليه دون استشارة طبيبك.


المصدر: webteb