صخرة الجمجمة على المريخ تربك العلماء.. اكتشاف غامض من مسبار ناسا
علوم و تكنولوجيا
صخرة الجمجمة على المريخ تربك العلماء.. اكتشاف غامض من مسبار ناسا
10 حزيران 2025 , 15:22 م

اكتشف مسبار بيرسيفيرانس التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" صخورا غريبة لا تبدو في أماكنها الأصلية على سطح المريخ، وتحديدا على حافة فوهة "جيزيرو" شمال خط استواء الكوكب الأحمر، وهي منطقة يُعتقد أنها كانت تحتوي على بحيرة ضخمة قبل مليارات السنين.
منذ ديسمبر 2024، يتنقل بيرسيفيرانس نزولا من منحدر مرتفع يُعرف باسم "تل بندق الساحرة" (Witch Hazel Hill)، بهدف استكشاف أدلة عن الحياة الميكروبية القديمة والمناخ الماضي للمريخ.
وفي 11 أبريل 2025، توقف المسبار عند نقطة جيولوجية مميزة تلتقي فيها الصخور الفاتحة والداكنة. هناك، لفتت صخرة واحدة الأنظار بلونها الغامق وشكلها الزاوي وملمسها المثقوب، ما دفع العلماء إلى تسميتها بـ"تل الجمجمة".
- تل الجمجمة: بين التعرية والرياح
وفقا لمدونة ناسا الرسمية، قد تكون الثقوب في سطح الصخرة ناجمة عن تآكل مواد داخلية ضعيفة أزيلت مع الزمن، أو نتيجة لتأثير الرياح المريخية المحملة بجزيئات دقيقة من الغبار والصخور، التي عملت كورق صنفرة طبيعي نحت سطح الصخرة تدريجيًا.
- الصخور الطافية: لغز جيولوجي من الماضي.
تشير التحليلات إلى أن منطقة "بورت أنسون" التي تقع فيها صخرة "تل الجمجمة" تحتوي على عدة صخور طافية، أي صخور جرفتها المياه أو عوامل طبيعية أخرى من أماكن بعيدة واستقرت في موقعها الحالي قبل مليارات السنين، حين كان المريخ أكثر رطوبة ودفئا، ويحتوي على أنهار وبحيرات وربما محيطات. ومع انحسار المياه وتآكل التربة المحيطة، بقيت هذه الصخور الأكثر صلابة في مكانها.
- هل هي نيزك أم صخور بركانية؟
رغم أن اللون الداكن للصخرة قد يوحي بأنها نيزك، فإن التحليلات الكيميائية التي أجراها جهاز SuperCam المثبت على المسبار لم تُظهر تطابقا مع تركيب النيازك المعروفة.
وبدلاً من ذلك، يرى العلماء احتمالا كبيرا أن تكون هذه الصخور ذات أصل بركاني، إذ تحتوي الصخور النارية على معادن مثل الأوليفين والبيروكسين والبيوتيت، التي تعطيها هذا اللون الداكن. ويُرجح أنها إما نُقلت من تشكيلات بركانية مجاورة اندثرت بفعل التآكل، أو أنها طُردت من باطن الأرض بفعل انفجارات ناتجة عن اصطدام نيزكي.
- تقدم علمي سريع ومثير
منذ بداية العام، جمع بيرسيفيرانس عينات من خمس صخور، ودرس سبعا أخرى بشكل دقيق، وأطلق الليزر على 83 صخرة لدراستها عن بُعد، وهو معدل غير مسبوق في جمع البيانات منذ هبوطه على المريخ قبل أربع سنوات.
وأكد العلماء من مختبر الدفع النفاث التابع لناسا (JPL) أن الوصول إلى صخور ذات قيمة علمية كبيرة عادة ما يتطلب شهورا من البحث، لكن على حافة الفوهة، يجد المسبار اكتشافات جديدة ومثيرة في كل محطة. 
يأمل العلماء في أن تُعيد مهمة "استرجاع عينات المريخ" هذه العينات إلى الأرض لتحديد ما إذا كانت هناك حياة على سطح المريخ في الماضي، إلا أن هذه المهمة تواجه تحديات كبيرة من حيث التمويل والجدول الزمني والتعقيدات التقنية، مما يجعل مستقبلها غير مؤكد.
"نحب حواف الفوهات" تقول العالمة كايتي مورغان، المسؤولة عن مشروع بيرسيفيرانس في JPL، مضيفةً: "الأشهر الأربعة الماضية كانت مليئة بالاكتشافات، وما زلنا نعتقد أن تل بندق الساحرة يخفي المزيد من الأسرار".

المصدر: مجلة Live Science