أكد شون دافي، القائم بأعمال مدير وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، أن الولايات المتحدة تمضي قدماً في خطتها لنقل مفاعل نووي إلى القمر، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تأمين الطاقة اللازمة لإنشاء قاعدة بشرية على سطحه، والمنافسة مع الصين في السباق الفضائي.
- الطاقة النووية: خيار استراتيجي لتأمين الحياة خارج الأرض
في مؤتمر صحفي عُقد يوم الثلاثاء، قال دافي: "نحن بحاجة إلى الطاقة لنمتلك قاعدة على القمر، وهناك منطقة معينة فيه، معروفة بوجود الجليد وضوء الشمس، نسعى للوصول إليها أولاً واحتلالها لصالح الولايات المتحدة".
وأشار إلى أن هذا المشروع ليس جديداً، وقد طُرح خلال ولايتي دونالد ترامب وجو بايدن، مؤكدًا أن الخطوة أصبحت ضرورية في ظل التنافس المتسارع مع الصين وروسيا.
- لماذا الطاقة النووية وليست الشمسية؟
أوضح دافي أن الطاقة الشمسية غير كافية لدعم الحياة البشرية بشكل مستدام في بيئة القمر القاسية، مما يجعل تكنولوجيا الانشطار النووي الخيار الأفضل. وأضاف: "نحتاج فقط إلى نحو 100 كيلوواط من الطاقة، وهي كمية تعادل ما يستهلكه منزل متوسط بمساحة 186 مترا مربعا خلال 3.5 أيام، لذلك لا نتحدث عن تكنولوجيا ضخمة، بل فعالة ومُركزة".
- من التخطيط إلى التنفيذ: التمويل والانطلاق
أكد دافي أن وكالة "ناسا" قد أنفقت مئات الملايين من الدولارات لدراسة تطبيق هذه التكنولوجيا على سطح القمر، والآن تبدأ مرحلة الانتقال من الدراسات إلى التنفيذ العملي.
كما أشار إلى أن "ناسا" ستبدأ قريبا بالبحث عن مقاول لتصميم وبناء المفاعل النووي بطاقة 100 كيلوواط، على أن يتم إطلاقه إلى القمر بحلول عام 2030.
- المنافسة الدولية: من يصل أولا يضع الحدود
بحسب ما ذكرته صحيفة "بوليتيكو"، فإن تسريع هذا البرنامج يأتي في سياق الرد الأمريكي على الخطط الروسية والصينية لبناء محطات طاقة ذرية على سطح القمر. ويُرجّح أن أول دولة تنجح في ذلك ستفرض منطقة محظورة خاصة بها، مما قد يقلّص من فرص الدول الأخرى في السيطرة على مناطق حيوية هناك.
- نحو المريخ: القمر بوابة الاستيطان الكوكبي
أوضح دافي أن الطاقة النووية ليست فقط لدعم الحياة على القمر، بل ستشكل القاعدة الأساسية للانطلاق إلى المريخ وغيره من الكواكب في المستقبل وقال: "إذا كنا نريد دعم الحياة القمرية ثم الذهاب إلى المريخ، فإن هذه التكنولوجيا تُعد حاسمة في هذه الرؤية".