إعداد: بدور الديلمي – تحقيق خاص
مقدمة: ما قبل العاصفة
في ساعات الصباح الأولى، أفاق الإيرانيون على وقع صدمة الغارات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت عسكرية ونووية في طهران ونطنز، وأودت بحياة 78 شخصًا وأصابت أكثر من 300 آخرين، بينهم مسؤولون في الحرس الثوري.
وبعد ساعات من الترقب، جاء الرد الإيراني. لم يكن مفاجئًا، بل كان مدروسًا، موسعًا، وشبه شامل، في ما قد يُعد أوسع ضربة مباشرة بين الدولتين منذ تأسيس الكيان الإسرائيلي.
---
تفاصيل التحقيق
? 1. العملية: الرد بالصواريخ والمسيّرات في توقيت واحد
في تمام الساعة 10:45 مساءً بتوقيت طهران، أطلقت إيران أكثر من 150 صاروخًا باليستيًا وطائرة مسيّرة هجومية باتجاه أهداف عسكرية إسرائيلية، خاصة في:
تل أبيب: استهداف مبنى قيادة للجيش.
رامات جان: ضرب منشأة استخباراتية.
مطار نيفاتيم: محاولة فاشلة لتعطيله.
الجليل الأعلى: قواعد استخبارية مشتركة إسرائيلية-أمريكية.
? 2. دقة الاستهداف: ضربات نوعية وليست عشوائية
بحسب مصادر في الحرس الثوري الإيراني، فإن العملية التي أُطلق عليها اسم "وعد الصادق – المرحلة الثالثة" استُخدمت فيها خرائط استخبارية عالية الدقة، حصلت عليها طهران عبر شبكة واسعة من الحلفاء في المنطقة، أبرزهم:
استخبارات حزب الله.
وحدات الاستطلاع في سوريا.
تعاون استخباراتي محدود مع أطراف داخل الضفة.
? 3. فشل جزئي للدفاع الجوي الإسرائيلي
رغم المساعدة الأمريكية المباشرة في تشغيل أنظمة "القبة الحديدية" و"آرو 3"، إلا أن:
نسبة الاعتراض لم تتجاوز 80% وفق مصدر عسكري في واشنطن.
23 صاروخًا ومسيّرة وصلت إلى أهدافها، مما أدى إلى وقوع إصابات مباشرة.
? تقرير القناة 12 العبرية تحدث عن انهيار جزئي لمبنى في تل أبيب نتيجة ضربة صاروخية لم يتم اعتراضها.
---
? ردود الفعل الدولية: صدمة دون إدانة
الولايات المتحدة: دعت إلى "ضبط النفس" لكنها لم تُدن الرد الإيراني بشكل مباشر.
روسيا والصين: دعمتا حق إيران في الدفاع عن سيادتها، مع دعوة فورية لوقف التصعيد.
الاتحاد الأوروبي: أعرب عن "قلقه البالغ"، لكنه حمّل الطرفين مسؤولية التصعيد.
أمين عام الأمم المتحدة: أعلن عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن بعد فشل الوساطة خلال اليومين الماضيين.
---
? المشهد من الداخل الإيراني: وحدة وطنية نادرة
الإعلام الرسمي الإيراني اعتبر الرد "تاريخيًا"، فيما تداول المواطنون مقاطع مصورة تُظهر لحظة إطلاق الصواريخ.
خرجت مظاهرات تأييد شعبية في مدن مثل مشهد، أصفهان، وقم، رافعة شعارات:
> "من طهران إلى فلسطين... الرد واحد".
---
? دلالات عسكرية وسياسية أعمق
1. إيران كسرت قاعدة الرد الصامت
للمرة الأولى، تُعلن طهران تنفيذ ضربة بهذا الحجم والوضوح، بما يعني:
نهاية لمرحلة الضربات عبر وكلاء.
فرض معادلة ردع مباشرة على إسرائيل.
2. إسرائيل: ارتباك استراتيجي داخلي
تم تفعيل الطوارئ القصوى.
تم إخلاء عدة مستوطنات في الشمال.
الحكومة الإسرائيلية دخلت في جلسة مغلقة طارئة.
3. محور المقاومة موحّد
صدرت بيانات تأييد فورية من: حزب الله، حماس، الجهاد الإسلامي، القوات المسلحة اليمنية (أنصار الله)، والحشد الشعبي في العراق.
---
? الخاتمة: هل نحن أمام مرحلة جديدة؟
الرد الإيراني اليوم ليس مجرد رد فعل على قصف، بل هو إعلان دخول إيران رسميًا في المواجهة المفتوحة مع إسرائيل.
وإذا كانت حرب غزة قد فجّرت الغضب، فإن ضربة طهران فجّرت ما تبقى من "قواعد الاشتباك التقليدية".
هل سترد إسرائيل؟
هل ستتورط واشنطن؟
وهل نحن على مشارف حرب إقليمية واسعة؟
الأسئلة مفتوحة... والإجابات رهن الساعات القادمة.
---
بقلم / بدور الديلمي -اليمن
الصورة تظهر بعض آثار الدمار في تل ابيب



