كتب حسن علي طه السيرتفيكا التي بنت دولة والدكتوراه التي هدمتها
مقالات
كتب حسن علي طه السيرتفيكا التي بنت دولة والدكتوراه التي هدمتها
حسن علي طه
27 حزيران 2025 , 18:36 م


السيرتفيكا كلمة لطالما دغدغت واطربت مسامع طفولتنا .

في ضيعتي كانت النسوة يحسدن من كان ابنها يحمل السيرتفيكا فهو قارئ مكاتيب المغتربين وكاتبها .

يعييرن به الكسلا من اولادهم شوف فلان اخد السيرتفيكا انت شو طالع منك ، حتى اصبحت

حلمنا ...

وفي طريق العمر عرفنا مؤسسات القطاع العام التي بنيت بحاملي السيرتفيكا واستمرت طيلة فترات الحرب التي هجرت وقتلت فارهقت هذا القطاع .

وحين وضعت الحرب اوزارها خلعت الميليشيات بوطاتها العسكرية وارتدت عوضا عنها ربطات عنق "كرافات" وبدأت مسيرة انحلال الدولة.

تحاصص ارباب الطوائف كل شي من حصصهم في النفايات الى الجامعات التي ما عدت لتميز بينهم .

فقدت القيم وحلت محلها المظاهر وحكم الخواء .

اذ يكفي ان تطلب من عميد الدكتوراه كشفا بحملة الماجستير والدكتوراه في عهد عمدته لتجد 90 % هم من مسؤولي تنظيمه العجزة

"الختايرة" واولادهم والحاشية.

فشهادة الدكتوراه لم تعد مرتبة علمية لأصحاب العقول النيرة بل اضحت لزوم البرستيج يكتمل مع اقتناء خادمة وسيارة فارهة ذات نمر مميزة وزجاج داكن وماركة احذية Adidas.

وانتشر دكاترة الكيلو في كل مفاصل البلد .

وصح تسمية العميد عميد الاميين .

في لبنان هناك مصطلحات تستخدم للتدليل على عكس معناها كمن يقول لأحدهم يا ذكي في معرض وصف الغبي او مهضوم للزنخ

أضيف لهذه المصطلحات مصطلح دكتور للتدليل على امية المخاطب.

لعل اصدق وصف لحال دكاترة البرستيج ما قدمه المبدع ياسر العظمى في "مرايا" حلقة بعنوان دكاترة للكاتب القدير د. ممدوح حمادة.

لا بل اكثر ونتيجة لتميز لبنان في صناعة الدكاترة اصبح مصدرا للخارج الاف حملة الشهادات ومن منا ينسى فضيحة الشهادات المزورة ماجستير والدكتوراه التي ضج بها لبنان .

والمفارقة ان القضاء تحرك لمقاضاة من سرب النسخ المزورة

ختاما لكل من ينادوه دكتور وعند قراءة هذه السطور في حال شعرت بالقهر وتغيير في المزاج فاعلم انك امي برتبة دكتور .

ام في حال تبسمت فهذا يعني أنك من القلة التي حملت شهادة دكتوراه وهي تحمل امال وآلام مجتمع يطمح للتحرر من امة الاميين.

والسلام على من اتبع الهدى فاهتدى

المصدر: موقع إضاءات الإخباري