كتب الأستاذ حليم خاتون:
لا يستطيع أي كان نفي خطورة ما يحدث في لبنان هذه الأيام...
الإنذار الأميركي/ الإسرائيلي الذي سلمه توم بارّاك إلى مرؤوسيه في سلطة المندوب السامي الأميركي التي تحكم لبنان اليوم كان واضحا جدا:
سلموا السلاح وإلا...
نفس اللهجة التي أُستعمِلَت ضد اليمن، ثم ضد إيران...
فشلوا في اليمن، كما فشلوا في إيران، فوجهوا أنظارهم إلى لبنان...
يتحدث البعض عن سياسة العصا والجزرة...
لكن هذا البعض لم يقرأ التاريخ...
لذلك،
يعتقد هذا البعض إن هناك جزرة للأكل...
هذا البعض لا يعرف أن من يختار الجزرة، سوف يتلقى العصا حتما مباشرة بعدها؛ ربما حتى قبل الانتهاء من أكل الجزرة...
في أحسن الأحوال، تكون هذه الجزرة خازوق صغير قبل العصا يتسلى بها كلاب الجولاني أو ربما بعض الداخل اللبناني من أمثال بن غفير وسموتريتش في دولة الإستيطان الصهيوني؛ لكن مسيحيا او سُنّيا او حتى درزيا...
مَن لا يصدق، ما عليه إلا تذكر سحنات إبراهيم صقر، أو خالد الضاهر، أو فراس حمدان أو مارك ضو...
المضحك المبكي أن بيانات صدرت عن بعض الأغبياء المحسوبين على المقاومة تطلب ضمانات أميركية بأن مخططات أميركا وإسرائيل الأكيدة... لن تنفذ!!...
لمن لا ذاكرة عنده، نحن على بعد بضعة أشهر من ضمانات أميركية فرنسية أممية سماها البعض وقف لإطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي خلال ستين يوما والتطبيق العملي للقرار ١٧٠١...
بكل الغباء الموصوف على الكرة الأرضية، انسحب حزب الله من جنوب الليطاني، وسلم أكثر من ألفي صاروخ كورنيت وعشرات الراجمات كان باستطاعتها لو كانت في أيدي مقاومة غزة تدمير كامل الجيش الإسرائيلي أضعافا مضاعفة عما فعلت حتى اليوم...
ماذا كانت النتيجة...
الدمار الذي كان لا يزيد على ثلاثين في المئة حد أقصى في قرى الحافة مع فلسطين المحتلة، يقترب من الوصول إلى مئة في المئة...
استهداف الضاحية والبقاع يجري على المزاج الإسرائيلي...
الجيش اللبناني تحول إلى فرقة كشاف لتبيان معالم المواقع التي يريد الإسرائيلي أو الأميركي قصفها...
الطيران الإسرائيلي والمسيرات لا تترك يوما يمر دون قتل احد ما...
هذا في الوقت الذي تقول فيه المقاومة انها لا تزال تحتفظ بالسلاح شمال الليطاني...
ما بالكم؛ ماذا ممكن أن يحصل لو كنا عزّلا تماما كما كان الفلسطينيون سنة ٤٨...
سنة ٨٢ ضرب فيليب حبيب على صدره حين طالب ياسر عرفات بضمانات اميركية لحياة المدنيين في المخيمات الفلسطينية...
بعد أيام لا تتعدى الأشهر، حاصر الجيش الإسرائيلي بأوامر مباشرة من أربيل شارون مخيمي صبرا وشاتيلا وفتح ممرا دخلت منه ميليشيا الكتائب والاحرار وحراس الأرز وجيش لحد وارتكبت خلال ٤٨ ساعة مجزرة راح ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني ولبناني يعيشون في الفقر المدقع داخل وعلى أطراف هذين المخيمين...
(أي بمعدل أكثر من مئة شهيد في الساعة؛ حوالي شهيدين كل دقيقة قام وحوش الفاشية المسيحية اللبنانية المتحالفة مع إسرائيل بقتلهم بكل انواع السلاح بما في ذلك الخناجر...)
هل هذه هي الضمانات التي سوف يقدمها توم بارّاك، وجاء يزيد بن فرحان ينضم ويؤكد عليها؟...
ضمانات على حياة القطيع من الذئب!!!
ام هي الضمانات التي أعطاها الأميركيون والأتراك، وشاركهم الروس للإيرانيين بأن خروج بشار الأسد، وتسليم السلاح كفيل بإقامة دولة قانون وعدالة تحترم كل المواطنين السوريين على حد سواء...
خرج بشار الأسد، وأفلتت أميركا وبريطانيا وتركيا كلابها...
كلٌ ضد الفئة التي لا تعجبه من الشعب السوري...
ولكي تكون هناك مساواة كاملة في التعتير، تكفلت إسرائيل بالسُنّة...
الضابط الوحيد الذي قاتل ضد موتوسيكلات إردوغان في جبل زين العابدين قامت القوات الروسية باعتقاله وتسليمه إلى سلطة جبهة النصرة، وحتى اليوم لا نعرف عنه شيئا...
طوني ابو نجم يعتبر موقف شيعة لبنان شبه الرافض لورقة توم برّاك انتحارا...
طوني ابو نجم يمثل ذلك الفريق من اللبنانيين الذي يتمنى محو المقاومة وبيئة المقاومة من جذورها في لبنان والمنطقة...
لكن هذا الفريق بات يعرف متأخرا أن هزيمة حزب الله في الحرب القادمة حتما سوف يسجل نهاية لبنان الكبير...
هذا الفريق يعرف جيدا اليوم أن سلاح المقاومة هو ما منع إسرائيل من استهداف البنى التحتية التي يتنعم لها كل اللبنانيين خلال ستمائة يوم من القتال...
الضحايا التالية بعد الشيعة سوف يكونون كما في سوريا، العلويون والمسيحيون على اختلاف مذاهبهم ومن يكون إنسانا من السٌنّة...
التهديد الأميركي كان واضحا جدا...
إما تسليم السلاح أو مواجهة الوحشية الصهيونية التي نراها في غزة كل يوم على كل بيت شيعي في لبنان...
توم برّاك يعرف جيدا ما يعرفه كل العالم:
ما يجري في غزة هو مذبحة بكل ما في الكلمة من معنى...
فقط أعمى البصر والبصيرة هو من لا يرى الهولوكست الجاري على بعد أقل من مئة كلم من الليطاني...
لا يختلف توم برّاك عن فيليب حبيب سنة ٨٢...
الإثنان من أصول لبنانية...
لكن الإثنان باعا نفسيهما للشيطان...
حتى الشيطان نفسه لم يعد يستطيع النظر الى ما يجري في غزة من عمليات ذبح ممنهج يقوم بها وحوش الصهيونية من يهود ودروز ومسلمين؛ (يقاتل قسم كبير من البدو السُنّة في الجيش الإسرائيلي، وهم بنفس وحشية الصهاينة اليهود)...
توم برّاك يهدد شيعة لبنان ليس فقط بالوحش الإسرائيلي...
لدى توم برّاك وحوش كثيرة أفلتتها الإمبريالية الأميركية من أعماق النفس البشرية الأمّارة بالسوء؛ وحوش عبد الوهاب وإبن تيمية...
هذه الكلاب التي قام بندر بن سلطان بتأسيسها خدمة للإمبريالية الأميركية يستعملونها حيث تقتضي مصلحة أميركا والغرب...
مسكين إبن لادن...
ظن نفسه أكثر ذكاء من أميركا والصهاينة وبندر...
منذ سقطت الدولة السورية في ايدي كلاب بندر بن سلطان، وهؤلاء يجمعون الصفوف على حدود لبنان الشرقية...
أبو محمد الجولاني الذي باع الشمال السوري لتركيا، كما باع الجنوب السوري لإسرائيل؛ يطالب باستعادة شمال البقاع ومحافظة شمال لبنان بما في ذلك مدينة طرابلس إلى سوريا الجديدة؛ على الأقل، ما يمكن أن تسمح به إسرائيل لكلاب تركيا من الإيغور والأوزبيك والشيشان والتاجيك وغيرهم...
تكاد بيئة المقاومة تنفجر غضبا في كل مرة يخرج مسؤول من حزب الله يحاجج الأميركيين بالمنطق وكأن كل هم الأميركيين يمكن أن ينحصر بالمنطق...
تكادالبيئة لا تفهم إذا ما كان حزب الله نفسه مقتنع بما يقول حين يحاول إمساك العصا من المنتصف...
إذا سأل المرء طفلا في هذه البيئة عن الأميركيين لقال فيهم ما لم يقله زيد في الخمرة...
بالله عليكم متى تستفيقون؟
هل سوف تخرجون غدا تتحدثون عن خدعة جديدة تعرضتم لها؟
الحمدلله ان الأميركي لم يعد حتى بحاجة لخداعكم!
هو يقول لكم علنا:
سلموا السلاح حتى نسلخ جلدكم بعد ذلك مباشرة!!...
لا تلوموا غير أنفسكم على هذا الوضع الذي وصلتم انتم، واوصلتمونا نحن إليه...
كم علا صوت الناس ترجوكم أن تدخلوا الحرب بكل قوتكم...
وأنتم خطوة إلى الأمام، وخطوات إلى الوراء...
حتى وصلنا اليوم وظهرنا بات إلى الحائط...
اليوم تخرجون لتخبرونا عما كان بشار الأسد وأخوه ماهر يفعلان ضد المقاومة في سوريا!...
بقيتم أكثر من عشر سنوات في سوريا تدافعون عن نظام اقنعتم أنفسكم، واقنعتمونا إنه وطني لنفاجأ بهذا الكلب الجربان يهرب وأخوه بعد أن عاثوا في سوريا فسادا حتى وقعت في أيدي شيخ من شيوخ الجامعة الإسلامية في تل أبيب...
يا أخي، هذه المرة استمعوا إلى الناس...
هذه المرة امشوا انتم خلف الناس لانه تبين أن الناس أمامكم على الطريق الحسيني الصحيح بأشواط...
"الحرب جاية جاية"...
أقل ما يجب فعله هو أن نقاتل فعلا قتال الكربلائيين الحسينيين...
لقد أظهر المقاتلون خلال واحد وستين يوما ما معنى أن نكون حسينيين...
لقد سلمتم بكل غباء جنوب الليطاني إلى حكومة الاحتلال الأميركي الذي لا يخفي ابدا تحالفه العضوي مع عدو لبنان الوجودي، إسرائيل...
الآن تخرج بعض الأبواق التي دافعت عن قرارتكم حينذاك تعترف إنه ما كان يجب وقف إطلاق النار!
بعدشو؟
بعد خراب البصرة...
بعد أن جعلتم كلاب الداخل، كل كلاب الداخل تنهش من لحمنا منذ نوفمبر ٢٠٢٤، ولا يزالون...
ما علينا،
ما مضى قد مضى...
لأميركا وإسرائيل والسعودية وغيرها من كلاب العرب...
كلاب الجولاني هم كلاب الكلاب...
لن نسلم قطعة واحدة من السلاح!
سوف نقطع اي يد تمتد على هذا السلاح؛ حتى لو جاء من صفوف المقاومة نفسها...
نقول لكل أولاد الزانية من واشنطن إلى تل أبيب إلى الرياض الى دمشقية:
أبالموت تهددنا يا ابن الدعية؟
القتل لنا عادة،
وكرامتنا من الله الشهادة...
نحن قوم لا نُهزم،
نحن ننتصر حين ننتصر،
وننتصر حين نُستشهد...
ما هم أن نموت في،
دوي صرخات الحرب،
من يحمل السلاح،
يواصل الكفاح...
ويقود الثورة للنصر...



