كتب الدًكتور عصام شعيتو:
مقالات
كتب الدًكتور عصام شعيتو: "هكذا نحمي لُبنانَ، وطنَ الإنسان، ليبقى وطناً نهائياً لجميعِ أبنائه؟ً"
د. عصام شعيتو
22 تموز 2025 , 19:48 م


أيّها الأخوةُ اللبنانيون، إنَّ إسرائيل كما ترونَ كُلَّ يومٍ، ومُنذُ إنشائها في العام1948،تعتدي على وطننا النِّهائي المشتركِ لجميعِ أبنائه، فهي تقتلُ أبناءَنا اللبنانيين، وتدمِّرُ بيوتنا ومُنشآتِنا، التي يقضي أحدُنا عُمُرَه يعملُ ويجتهد، في لبنانَ وفي المهاجرِ، ليبنيَها، وتُخرِّبُ أرزاقَنا التي نَرْويها بِعَرَقِ جِباهِنا، وبِدِمائنا، وبلا مُبرِّرٍ معقولٍ تخْتَلِقُه، فيما نحنُ اللبنانيين، كُلِّ اللبنانيين، مُسالمون لم يعتدوا يوماً على أحد.

فهلّا سألَ كُلُّ واحدٍ مِنّا نفسَه:

لماذا تفعلُ إسرائيلُ ذلك، وهي التي أُنشِئت على أرضِ الشّعبِ الفلسطيني، وفي بيوتِ أبنائه رغماً عنهُم، وهم لم يقبَلوا بإنشائها، و لا ينفكُّونَ يُطالِبُون بأرضِهم وبيوتِهم..فيشُنُّ الجيشُ الإسرائيليُّ الحروبَ عليهم، لإبادتهم والِاستمرارِ باحتلالِ أرضِهم وبيوتِهم، والعالَمُ "لا يهُشُّ ولا ينش"؟!!

أنا والله سألتُ نفسي، وسألتُ بعضَ الإخوان، فوجدتُ أنَّ السببَ فيما فعلَتهُ إسرائيلُ، في فلسطين، وتفعلُهُ اليومَ في لُبنانَ، وفي سوريّةَ، وفي بلادِنا العربية كُلِّها، السببُ هو الطّمعُ اليهوديّ بالطّبع، بثرواتِ لبنانَ وباقي بُلدانِ المنطقة، والضّعفُ اللبنانيُّ والعربيّ.

لو كان اللبنانيونَ أقوياءَ، قادرينَ على مُواجهة الطّامعين، لما تجرّأ اليهوديُّ الجبانُ بطبعِه، على النّظرِ إلى وطننا لبنان، ولو دعمهُ العالمُ كلُّهُ بالباطل.

لقد باتت لديَّ قناعةٌ راسخة، أنّّنا في عالَمٍ لا يحكمُهُ العدلُ، أو قُوَّةُالحق، وإنّما يَحكُمهُ حقُّ القُوّة.

أيُّها الأخوةُ اللبنانيون، ألا ترون أنّ هذا العالَمَ الّذي نحنُ فيه، لا يُقيمُ وزناً للإنسانِ وقِيَمِهِ الإنسانيةِ العظيمةِ التى فطَرَنا اللهُ عليها، كبشر، ولا يُقيمُ وزنا ً للأديانِ السماويّةِ، وقِيَمِها الهادية سواءَ السبيل ، في هذه الدُّنيا، ولا لخالقِ هذا الكون العظيم، وإنّما هو يُؤَلِّهُ الهوى والقُوّة ؟!

ومَن يعِش في مِثلِ هذا العالَم، إن كانَ يؤمنُ باللهِ وبِالأديانِ والقيَمِ السماويّة، وبِالإنسانِ وقِيَمِهِ الإنسانية، وكانَ ذا عقلٍ رشيد، لا يُسمَحُ لهُ بالعيشِ فيه، ما لم يكنْ قوِيّاً، كما نسمعُ ونرى، نحنُ وأنتُم، في كُلِّ يوم.

فما بالُ البعض يُريدُ أن يتجرّد من عناصرِ القُوّةِ بين يديه، والتي لن يستطيعَ العيشَ، في وطنِهِ سالِماً، بِدونِها؟!!

نحنُ، واللهِ، نتوقُ للعيشِ في عالمٍ خالٍ من السِّلاحِ والمُسلّحين، وقد قَرِفْنا الحياةَ في غابةِ العالم، ولكن، كيفَ نأمَنُ الوحوشَ المُفترسةَ، ونحنُ نعيشُ في وسطِها؟

هل لكم أن تُقنِعوا هذه الوحوشَ البشريّةَ، بإلقاءِ أسلحتِهم الفتّاكةِ التي يقتلونَ بها إخوانَهُم من البشر، طمعاً بثروةٍ، وطاعةً لِنزوة، فَنَكونَ أوَّلَ المُلْقين؟

أيُّها الأخوةُ اللبنانيون، ليس لنا من حامٍ، في هذه الغابةِ، إلّا اللهَ وأنْفُسَنا القوِيّة، لنعيشَ في لبنانَ بلدِ الإنسان. فلنأخذْ جميعُنا بأسبابِ القُوّة، حتّى نتمكّنَ من كَفِّ أذى الطّامِعين الذينَ تُسَوِّلُ لهم أنفسُهمُ الِاعتِداءَ علينا وعلى بَلَدِنا.

لِنَكُنِ الأقوياءَ بوحدتِنا، بجيشِنا، وشعبِنا ومُقاومتِنا، وبرُؤسائنا و نوّابِنا وحكومتنا، فلا مكانَ للأوادم الضُّعفاءِ، في هذا العالم الّذي تحكمُهُ القُوَّة، ولا حظَّ فيه.

{رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَ هَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً}.

والسّلامُ على مَنِ اتّبَع الهُدى.

الحدث_ لبنان، في22/7/2025.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري