علماء الآثار يحسمون الجدل.. أحجار ستونهنج لم تأت عبر الأنهار الجليدية
دراسات و أبحاث
علماء الآثار يحسمون الجدل.. أحجار ستونهنج لم تأت عبر الأنهار الجليدية
28 تموز 2025 , 12:44 م

أثبتت دراسة علمية جديدة أن الأحجار الزرقاء في نصب "ستونهنج" الشهير لم تأتِ بفعل حركة الأنهار الجليدية كما افترضت بعض النظريات السابقة، بل تم نقلها يدويا من منطقة تبعد أكثر من 200 كيلومتر عن الموقع، ما يعزز الفرضية القائلة بقدرة الإنسان القديم على تنفيذ مشاريع هندسية معقدة في عصور ما قبل التاريخ.
- قطعة صخرية بحجم بطيخة تثير تساؤلات علمية
تركّزت الدراسة التي نُشرت في مجلة Journal of Archaeological Science: Reports حول قطعة صخرية صغيرة الحجم عُثر عليها عام 1924 خلال أعمال تنقيب أثرية في منطقة ستونهنج، وقد جذبت هذه القطعة الانتباه بسبب شكلها وتركيبها المعدني الفريد، مما دفع العلماء إلى اعتبارها مفتاحًا لفهم مصدر الأحجار الزرقاء المستخدمة في النصب.
- تحليل جيولوجي متقدم يكشف الأصل الحقيقي
قام فريق من الباحثين بقيادة الدكتور ريتشارد بيفينز من جامعة أبيريستويث البريطانية، بإجراء تحليل دقيق للتركيبة الجيوكيميائية والمعدنية للصخرة، وقد تبين أن مكوناتها تتطابق تمامًا مع صخر الريوليت من المجموعة "ج"، المستخرج من منطقة جبلية في ويلز تبعد نحو 225 كيلومترا عن ستونهنج.
كما أظهرت الدراسة أن هذه القطعة تتطابق شكلاً وبنية مع الجزء المعروف باسم المونوليث 32d في الموقع، دون أن تحتوي على أي علامات صقل ناتجة عن الحركة الجليدية، وهو ما يدحض تمامًا فرضية الأصل الجليدي.
- الأدلة الجغرافية تنسف نظرية الجليد
لم يعثر الباحثون في محيط يبلغ قطره 4 كيلومترات حول ستونهنج على أي أدلة لوجود صخور جليدية أو علامات تشير إلى تدفق الأنهار الجليدية، وبدلا من ذلك أظهرت دراسة حواف الصخرة أنها خضعت لمعالجة يدوية واضحة، وهو ما يشير إلى أن نقل هذه الأحجار تم بواسطة الإنسان، وليس عبر الكتل الجليدية المتحركة.
- ستونهنج: شاهد خالد على عبقرية الإنسان القديم
تؤكد هذه النتائج أن بناء ستونهنج اعتمد على جهود بشرية منظمة لنقل الأحجار الثقيلة من مسافات بعيدة، مما يعكس مستوى متقدمًا من التخطيط الهندسي والتنسيق الجماعي في عصور ما قبل التاريخ.
ويستمر هذا النصب التذكاري الغامض في إبهار العلماء والزوار على حد سواء، ليس فقط بسبب تصميمه الفريد، بل بفضل أسراره التي ما زال بعضها يُكشف حتى اليوم.

المصدر: موقع science.mail.ru