السلام عليكم، اليوم حسّيت واجب عليّي إحكي عن شاب بطل… طاهر… ملاك ماشي عالأرض،
ثقافة
السلام عليكم، اليوم حسّيت واجب عليّي إحكي عن شاب بطل… طاهر… ملاك ماشي عالأرض،
1 آب 2025 , 20:33 م


شاب خلاني آمن بعد أكتر إنو بعد في ناس فيها خير… وبعد في شباب بتشرّف.

أنا ممرضة، وبشتغل بمستشفى الرسول الأعظم بالعيادات الخارجية?

كنت عالدوام، وفجأة بيجي حاج كبير بالعمر، ومعه شاب.

من أول ما شفتو حسّيت في شي مختلف… هالوجه ما بتقدر تطلع فيه من كتر النور، باين عليه الإيمان… باين عليه وجه شهيد.

إجاني الشب وقاللي: “أنا مع الحاج، وبدي دخّلو لعند دكتور أنف وأذن وحنجرة”،

قلتلّو: “تفضل”، وفكّرت إنو الحاج بيّو.

رفيقتي قالتلو: “بدنا منك مليونين”، عطاها المبلغ فوراً وقالّا: “نازل شوي وبرجع”.

أنا كنت واقفة عالكونتوار، بيعيّطلي الحاج، وبيقلي: “تعي يا بنتي”،

قلتلّو: “تفضل يا حاج، شو فيني ساعدك؟”

قاللي: “هالشاب شافني بالشارع، ما بعرفو، أخدني بسيارتو وجابني عالمستشفى ودفعلي المعاينة…

ولادي تاركيني، وهو ما تركني”.

بهاللحظة قلبي تقطّع…

وعرفت إنو هالشاب بيشتغل عنا بالحرس…

ومتل ما بتعرفوا، الحرس معاشن عالقدّ، بس كرامتن وإنسانيتن بالدني كلها.

رجع الشب فات مع الحاج لعند الدكتور،

ولما طلع، قلتلو: “فيك تنطرني شوي؟ بدي عذّبك”،

قللي: “أكيد”.

فاتت أنا لعند الدكتور، وخبرتو القصة،

قللي الدكتور: “أنا ما بدي شي، رجّعي المصاري للشب”.

رجعت لعندو وقلتلو: “تفضل، هول المصاري، الدكتور ما قبل ياخد شي”،

ردّ عليي وقاللي: “ليش هيك عملتي؟ أنا بدي أكسب أجر بالحاج”،

قلتلّو: “الأجر أكيد إلك”،

دمعت عيونو، وقاللي: “الله يكثر من أمثالك”،

قلتلّو: “وإنت كمان”.

فلّ الشب مع الحاج…

بس بعد شوي، أنا نزلت أجيب غرض من الطابق الأول،

وفجأة بلاقيهن قاعدين بعدن…

قلت: “معقول جايب الحاج عند دكتور تاني؟”

سألت رفيقتي: “شو اسم الحاج؟”،

قالتلي: “إيه، سجل عند دكتور عضم كمان”.

فتت عند الدكتور، وقلتلو القصة،

ردّ وقال: “ما بدي شي، رجّعوا المصاري للشب”.

رجعت المصاري…

قاللي: “عنجد، الله يخليكي، والله يدعيلك بالخير”،

قلتلّو: “أنا وياك كسبنا الأجر، بس إنت الك الأجر الأكبر”.

اليوم… عرفت إنو هيدا الشب استُشهد.

الشهيد السعيد حسن غملوش.

وما استغربت أبدًا، لأن يلي متلو ما بيموت موتة عادية…

هنيئًا إلك الشهادة يا حسن،

هنيئًا إلك رضا ربك،

وهنيئًا إلنا إنك من شبابنا.

*?️ الشهيد الطاهر حسن غملوش…*

المصدر: موقع إضاءات الإخباري