دور غبار الصحراء في تكوين السحب وتأثيره على المناخ العالمي
منوعات
دور غبار الصحراء في تكوين السحب وتأثيره على المناخ العالمي
3 آب 2025 , 12:02 م

كشف فريق دولي من الباحثين في المعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ (ETH Zurich) من خلال دراسة منشورة في مجلة Nature Geoscience عن دور غير متوقع لغبار الصحراء في تكوين السحب الجليدية، لأول مرة تم إثبات أن جزيئات دقيقة يحملها الرياح عبر آلاف الكيلومترات قادرة على التحكم في تجمد السحب، وبالتالي التأثير بشكل مباشر على مناخ الأرض .

تحليل بيانات الأقمار الصناعية يكشف العلاقة بين الغبار وتجمّد السحب

بالاعتماد على 35 عاما من بيانات الأقمار الصناعية، وجد العلماء نمطا متسقا: كلما زاد الغبار في الجو، ازدادت نسبة تجمد السحب، يبرز هذا التأثير بشكل خاص في المناطق الشمالية مثل سيبيريا وكندا وشمال المحيط الأطلسي، حيث تتكون السحب غالبا من مياه فائقة التبريد تبدأ في التبلور بمجرد ملامسة جزيئات الغبار.

غبار الصحراء الكبرى وتأثيره على المناخ

تُحمل جزيئات الغبار من صحراء ال Sahara لمسافات طويلة عبر الرياح، مما يساهم في تكوين السحب الجليدية التي تؤثر على مناخ هذه المناطق، يشرح دييغو فيلانويفا، المؤلف الرئيسي للدراسة وعالم الفيزياء الجوية في ETH Zurich:

"حيثما يوجد المزيد من الغبار، تتجمد السحب حرفيا."

ويضيف أن هذه العملية تغير من قدرة السحب على عكس ضوء الشمس وتحديد كمية الهطول المطري.

أهمية الاكتشاف في تحسين نماذج المناخ

حتى الآن، كان فهمنا لكيفية تجمد السحب في الطبيعة محدودا، أظهرت التجارب المختبرية أن الغبار المعدني يعمل كبذرة لتكوين الجليد، وقد أكدت المراقبات الفضائية الآن أن هذه الظاهرة تحدث على نطاق كوكبي.

يمثل هذا الاكتشاف خطوة مهمة لتطوير نماذج المناخ، إذ تؤثر السحب على امتصاص أشعة الشمس وتوزيع الرطوبة، مما يؤثر بشكل مباشر على تقديرات الاحتباس الحراري. وأصبحت لدى العلماء الآن بيانات كمية تمكنهم من إدراج تأثير الغبار في تكوين السحب الجليدية داخل هذه النماذج.

عوامل تؤثر في تجمد السحب في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية

يلاحظ العلماء أن تأثير الغبار لا يكون موحدا حول العالم. ففي النصف الجنوبي، حيث تقل تدفقات الغبار، تلعب الهباءات البحرية دورا رئيسيا في تشكيل السحب، كما تؤثر الرياح المحلية ومستويات الرطوبة على عملية تجمد السحب، مما يزيد من تعقيد هذه الظاهرة المناخية.

المصدر: مجلة Nature Geoscience العلمية