أزمة الجوع في مناطق الصراع.. خطر يهدد الحياة
منوعات
أزمة الجوع في مناطق الصراع.. خطر يهدد الحياة
10 آب 2025 , 13:48 م

يعيش آلاف الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات، خصوصا في مناطق النزاع مثل غزة والسودان، تحت وطأة أزمة غذائية حادة تضعهم أمام خطر سوء تغذية قاتل، ندرة الغذاء تدفع الجسم إلى استنزاف مخزونه تدريجيا، وصولا إلى فشل الأعضاء الحيوية والموت إذا استمر الحرمان لفترات طويلة.
- كيف يتعامل الجسم مع الجوع؟
مع بداية الجوع، تنخفض مستويات الطاقة في الجسم، فيلجأ أولا إلى استهلاك الدهون المخزنة، ثم يبدأ بتفكيك العضلات لتوفير الطاقة، وفي المراحل المتقدمة، يُكسّر الجسم البروتينات الموجودة في العضلات، ما يؤدي إلى إضعاف الجهاز المناعي وزيادة القابلية للإصابة بالأمراض، وأبرزها الالتهاب الرئوي الذي يعد سببا شائعا للوفاة في حالات الجوع المزمن.
- الاحتياجات الغذائية الأساسية في حالات الطوارئ
توضح خبيرة التغذية علا عنبتاوي وزميلتها بيرتا فالنتي أنّ الحد الأدنى من الطاقة الضرورية للحفاظ على الصحة في الطوارئ هو 2100 سعرة حرارية يوميًا. ويجب أن تتوزع هذه الطاقة بين:
الكربوهيدرات: 50-60%
البروتينات: 10-35%
الدهون: 20-35%
كما يحتاج الجسم إلى فيتامينات ومعادن أساسية مثل الحديد، فيتامين A، اليود، والزنك لدعم المناعة والنمو العقلي والجسدي.
- المراحل الفسيولوجية للجوع
يمر الجسم بثلاث مراحل أساسية عند الحرمان من الغذاء:
1. المرحلة الأولى (حتى 48 ساعة): استهلاك الجليكوجين المخزن في الكبد للحفاظ على مستوى السكر في الدم.
2. المرحلة الثانية: إنتاج الغلوكوز من الأحماض الأمينية في العضلات والغلسرين من الدهون، ما يسبب فقدان الكتلة العضلية.
3. المرحلة الثالثة (بعد عدة أيام): الاعتماد على الأجسام الكيتونية الناتجة من الأحماض الدهنية كمصدر للطاقة، وهي علامة على أزمة أيضية خطيرة.
- التأثيرات النفسية والمضاعفات
الجوع لا يؤثر على الجسد فقط، بل يسبب أعراضا نفسية حادة تشمل القلق، التهيج، الاكتئاب، والانشغال المستمر بالطعام. أما عند الأطفال، فإن سوء التغذية المزمن يؤدي إلى تأخر النمو وتلف دائم في الدماغ.
- خطر متلازمة إعادة التغذية
بعد فترات طويلة من الجوع، يجب إعادة إدخال الطعام بحذر لتجنب متلازمة إعادة التغذية، التي قد تسبب تغيرات خطيرة في الأنسولين والمعادن، ما قد يؤدي إلى قصور القلب أو ضيق التنفس، ولتفادي هذه المضاعفات، يستخدم الأطباء بروتوكولات علاجية خاصة مثل الحليب العلاجي F-75، والطعام العلاجي الجاهز، وأملاح الإماهة، والمكملات الدقيقة لاستعادة الصحة تدريجيا وبأمان.


المصدر: ميديكال إكسبريس