استراتيجية بيولوجية مذهلة للحفاظ على البويضات البشرية صالحة لعقود
دراسات و أبحاث
استراتيجية بيولوجية مذهلة للحفاظ على البويضات البشرية صالحة لعقود
11 آب 2025 , 12:59 م

كشفت دراسة علمية حديثة، نُشرت في مجلة The EMBO Journal، عن الآلية المدهشة التي تمكن البويضات البشرية من البقاء صالحة للحياة لعقود، حيث تقوم هذه الخلايا بتقليل نشاط أنظمة التخلص من النفايات داخلها، ما يساهم في خفض إنتاج الجزيئات الضارة وحماية الحمض النووي على المدى الطويل.
- استراتيجية بقاء فريدة
البويضات البشرية من أكثر الخلايا ثباتا في جسم الإنسان، إذ يمكنها البقاء في حالة سكون لعقود حتى يحين وقت استخدامها. ويقول الدكتور إيلفان بوكي، الباحث الرئيسي في مركز تنظيم الجينوم (CRG) في برشلونة: "من خلال دراسة أكثر من 100 بويضة طازجة تم التبرع بها، اكتشفنا استراتيجية بسيطة لكنها فعّالة تحافظ على هذه الخلايا في حالة ممتازة لسنوات عديدة".
النساء يولدن بمخزون يتراوح بين مليونين وبضعة ملايين من البويضات غير الناضجة، ويتناقص هذا العدد تدريجيا حتى يصل إلى بضع مئات عند سن انقطاع الطمث، لذلك يجب على كل بويضة أن تبقى سليمة لما قد يصل إلى 50 عامًا قبل أن تشارك في عملية الإخصاب.
- السر في إدارة النفايات الخلوية
إعادة تدوير البروتينات داخل الخلية مهمة أساسية للحفاظ على الصحة الخلوية، حيث تقوم الجسيمات الحالة (Lysosomes) والبروتيازومات (Proteasomes) بتفكيك البروتينات القديمة أو التالفة، إلا أن هذه العملية تستهلك طاقة وتنتج جزيئات مؤكسدة ضارة (ROS) قد تضر بالحمض النووي والأغشية الخلوية.
وترجّح الدراسة أن البويضات تبطئ عملية إعادة التدوير لتقليل إنتاج هذه الجزيئات، مع الاستمرار في القيام بصيانة أساسية تكفي لبقائها حية. هذا الاكتشاف يدعم نتائج سابقة للفريق ذاته عام 2022، والتي أوضحت أن البويضات تتجنب بعض التفاعلات الأيضية للحد من إنتاج ROS.
- تنظيف ربيعي قبل الإباضة
اعتمد الباحثون على تصوير حي للبويضات باستخدام مجسات فلورية، حيث لاحظوا أن البويضات تقوم بطرد الجسيمات الحالة إلى السائل المحيط في الساعات الأخيرة قبل الإباضة، بينما تتحرك الميتوكوندريا والبروتيازومات نحو أطراف الخلية، في عملية شبيهة بـ"التنظيف الربيعي" لضمان جودة البويضة قبل الإخصاب.
- انعكاسات على علاجات الخصوبة
هذه الدراسة هي الأكبر من نوعها على بويضات بشرية سليمة مأخوذة مباشرة من متبرعات، وهو ما يمنحها موثوقية أكبر مقارنة بالأبحاث التي تعتمد على بويضات نضجت صناعيا في المختبر.
ويأمل العلماء أن تسهم هذه النتائج في تطوير استراتيجيات جديدة لتحسين نسب نجاح عمليات التلقيح الصناعي (IVF)، إذ تشير النتائج إلى أن الحفاظ على انخفاض النشاط الأيضي للبويضة قد يكون أكثر فائدة من محاولة تحفيزه بالمكملات الغذائية الشائعة.
ويخطط الفريق حاليًا لدراسة بويضات من متبرعات أكبر سنًا ومن دورات تلقيح صناعي فاشلة، لمعرفة ما إذا كانت هذه الآلية الوقائية تضعف مع التقدم في العمر أو الإصابة بأمراض معينة.


المصدر: مجلة The EMBO Journa