كشفت دراسة علمية حديثة أن دم الشباب، وخاصة المشتق من خلايا نخاع العظام، يمتلك القدرة على إعادة شباب الجلد ومكافحة علامات التقدم في العمر، البحث الذي أجرته شركة Beiersdorf AG المالكة لعلامات شهيرة مثل "نيفيا" و"يوسيرين"، يشير إلى إمكانية تطوير علاجات ومنتجات جديدة تعتمد على بروتينات خاصة مستخلصة من نخاع العظام.
دم الشباب من الأسطورة إلى العلم
لطالما ارتبطت الأساطير بقدرة دم الشباب على منح الحياة والقوة، من قصص مصاصي الدماء إلى المعتقدات القديمة. اليوم، العلم يقدم تفسيرا حديثا: مصل الدم الشاب، عند مروره في بيئة تحتوي على خلايا نخاع العظام، يحفز هذه الخلايا على إفراز بروتينات قادرة على إعادة شباب الجلد.
تقنية "العضو على رقاقة" لبحث الشيخوخة
اعتمد العلماء على نظام فيزيولوجي دقيق (MPS)، المعروف أيضا بتقنية "العضو على رقاقة"، وهو نموذج مخبري ثلاثي الأبعاد يحاكي تفاعلات الأعضاء البشرية.
تضمن النظام:
نموذج ثلاثي الأبعاد لبشرة بشرية كاملة السماكة.
نموذج لنخاع العظام يحتوي على الخلايا الجذعية المكوِّنة للدم.
وبإدخال مصل دم من أشخاص شباب (أقل من 30 عاما) وآخرين كبار في السن (أكثر من 60 عاما) إلى النظام، لاحظ الباحثون أن التأثير المجدد للبشرة ظهر فقط عند وجود خلايا نخاع العظام.
بروتينات التجديد واكتشاف 55 مركبا حيويا
الدراسة حددت 55 بروتينا محتملا للتجديد الخلوي مصدرها خلايا نخاع العظام، منها سبعة بروتينات رئيسية حققت:
زيادة في انقسام الخلايا.
تقليل العمر البيولوجي.
تحسين وظيفة الميتوكوندريا المسؤولة عن إنتاج الطاقة.
من البحث إلى السوق
تشير النتائج إلى إمكانية تطوير جيل جديد من منتجات العناية بالبشرة يحتوي على بروتينات مستخلصة من نخاع العظام الشاب، مما قد يحدث نقلة نوعية في سوق مكافحة الشيخوخة المتوقع أن يصل إلى 381.2 مليار دولار بحلول 2032.
التشابه مع تقنيات البلازما الغنية بالصفائح (PRP)
مثلما تستخدم تقنية PRP دم المريض لتحفيز إنتاج الكولاجين وتجديد الخلايا، فإن بروتينات نخاع العظام الشاب قد تمثل الخطوة التالية في هذا المجال، مع إمكانيات أوسع ونتائج أكثر فعالية.
بينما تحتاج هذه النتائج إلى مزيد من الأبحاث قبل التطبيق العملي على نطاق واسع، إلا أنها تفتح الباب أمام حقبة جديدة في عالم مكافحة الشيخوخة، حيث يمكن للعلم تحويل الأسطورة القديمة عن "دم الشباب" إلى علاج واقعي يعيد للبشرة شبابها وحيويتها.