كشف خبراء في مجال التعليم عن خمس استراتيجيات فعّالة تساعد الآباء والمعلمين على تشجيع الأطفال على الإجابة بإسهاب وتطوير فضولهم الطبيعي نحو التعلم، وفقا لما أورده موقع The Conversation، يؤكد المختصون أن مهارة الحوار وطرح الأسئلة تتشكل منذ الطفولة، ولها تأثير طويل الأمد على حياة الإنسان.
مشكلة الإجابات القصيرة لدى الأطفال وأثرها على التعلم
المشهد مألوف لكثير من الأهالي: بعد عودة الطفل من المدرسة يبدأ الحوار التقليدي — "كيف كان يومك؟" ليأتي الجواب مقتضبا: "جيد". وعند السؤال: "ماذا تعلمت اليوم؟" قد يرد الطفل: "لا شيء". المربون في المدارس يواجهون الموقف نفسه، إذ يميل الأطفال إلى الإجابات المختصرة أو الصمت، حتى عندما يُمنحون وقتا للتفكير. وغالبا ما يتردد الطلاب في طلب التوضيح أو التعبير عن آرائهم أمام زملائهم.
كيف يؤثر الخوف من السؤال على حياة الطفل المستقبلية؟
ويحذر الخبراء من أن عادة تجنب طرح الأسئلة قد ترافق الطفل لسنوات، ما يجعله في مرحلة البلوغ يخشى الاعتراف بجهله في بعض الأمور، ويفضل البقاء في الظل بدل البحث عن إجابات، هذه العادة تحدّ من التطور الشخصي والمهني ، لأن القدرة على طرح الأسئلة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتفكير النقدي واتخاذ القرارات الصائبة.
دور الآباء والمعلمين في تشجيع فضول الطفل
ومع ذلك، يرى الباحثون أن الوضع قابل للتحسين إذا غيّر الآباء والمعلمون أسلوبهم في التواصل مع الأطفال. فالاستماع النشط، وإظهار الاهتمام الحقيقي بما يقوله الطفل، وطرح أسئلة مفتوحة، جميعها وسائل تعزز الثقة وتشجع على الحوار. وينصح الخبراء بتجنب المقاطعة، وتوضيح الفهم من خلال إعادة صياغة ما يقوله الطفل، وتشجيعه على التوسع في إجاباته.
الاستماع النشط كأداة فعّالة لبناء الثقة والحوار
يشدد المختصون على أن الأطفال يولدون بفضول طبيعي ورغبة في المعرفة، لكن هذا الشغف يمكن أن يخبو بفعل اللامبالاة أو الاكتفاء بردود مختصرة على تساؤلاتهم، لذا، فإن دعم فضولهم واحترام مخاوفهم يساعدهم على صقل مهارة جوهرية سترافقهم مدى الحياة — وهي القدرة على طرح الأسئلة والبحث عن الإجابات.