عبد الحميد كناكري خوجة: سيمفونية الوهم: كيف تبرمج العقول لخدمة مشاريع الإنقسام.
مقالات
عبد الحميد كناكري خوجة: سيمفونية الوهم: كيف تبرمج العقول لخدمة مشاريع الإنقسام.


”خطير"

”حين تتحول الملاحظات إلى خنجر يطعن الوحدة"

”الملاحظات القاتلة رصاص دمدم يفتك بالأوطان"

” التغذية الراجعة" مدخل العدو وحراب الخراب"

لشدة أهوال ”التغذية الراجعة" التي يطوعها المحتل ويجعل منها ”هندسة العقول وهندسة لسقوط الأوطان“وسعت نطاق مدادي مسلطا الضوء أكثر على هذا الجانب الحساس لما يشكله من خطورة فائقة تودي بسقوط بلدان وتخريب لبناها التحتية والفوقية وتدمير لمؤسساتها العسكرية تمهيدا لتقسيمها وتفكيكيها والسيطرة على مواردها وفي أكثر الأحيان باالإعتماد على مليشيات التكفير والدم والذبح و القتل والإجرام والتآمر على جيوش الأوطان من حركات إسلامية تلقت دعمها وتمويلها وتدريبها من حكومة عاصمة لاترى الشمس. ومن قبل إستخبارات الشيطان الأكبر ومن خلال إعتراف هيلاري كلينتون بعظمة لسانها وبدعم مالي كبير من بعض من وصفهم الله سبحانه في قرآنه العظيم بالأشد كفرا ونفاقا .

في أزمنة تنسج فيها المؤامرات من خيوط الظلام، وتدار الحروب على العقول قبل الحدود، ينهض صوت الوطن كجرس يوقظ الضمائر الغافلة: فلنحذر ”التغذية الراجعة" حين تتحول من وسيلة تقييم إلى أداة إبادة السيادة. فهي سلاح صامت، أشد وقعا من قذائف المدافع والصواريخ الاستراتيجية، بل هي سلاح فتاك عابر للعقول، مستهدفا فئة الجهل والسطحيين، وما أكثرهم في شارعنا العربي.

يذرع هذا السلاح الخبيث بذور الفتنة، ويهدم حصون اللحمة الوطنية ويغذي ثقافة الكره حتى بين أبناء الدار الواحد، ويقوض صرح السيادة بين يقظة راشدة وغفلة موغلة في الظلال.

لم تعد التغذية الراجعة مجرد أداة تقنية، بل في مختبرات الموساد وأجهزته الصهيونية صارت هندسة ذهنية، سيميولوجيا خفية، تزرع الكراهية في النفوس، وتشيد جدران الفرقة، وتحث على التآمر ضد جيوش الأوطان الوطنية.

فكل استطلاع رأي، وكل تعليق عابر، وكل نقرة إلكترونية، تتحول إلى خامة بيانات توظف في خرائط جينالوجية للإختراق، وتغدوا مدراكا للراديكالية المعادية. ولخطط تفكيك الوطن من الداخل.

” بين التقنية والخديعة...بين البيانات والوصاية "

عبر الظلال المستأجرة، المتلقين أموالهم من بعض الوجوه الخانعة، يطلق خطاب الكراهية، ويختزل النقد البناء إلى فتاوى هدامة. إنها رياح إبليسية تحاك في عتمة الظلام، تهدم الجسور بين المواطن ومؤسساته، وتجعل الوطن غريبا في أعين أبناءه وتزرع رهاب الجيوش الوطنية في قلب المجتمعات.

”الأمن الوطني بين العقول المبرمجة، والحدود المختلفة."

وفي الفضاء السيبراني، تكالبت هجمات متزامنة على إيران لتشل قدراتها الجبارة كدولة يحسب لها ألف حساب. ولتضليل وعي شعبها. لكن أبناء الشعب العظيم لهذا البلد المتحضر الضارب جذوره في التاريخ، بوعيهم العميق وحرصهم على ترابهم، والتفافهم حول قياداتهم. أفشلوا وسيفشلوا كل مشروع خبيث، سحقوا رهانات الأعداء براديكالية فكرية وتنظيمية ليؤكدوا أن الوعي درع، والوحدة سلاح، والسيادة عقيدة لاتقهر.

بالعودة لأهوال ”التغذية الراجعة" فليعلم الجميع” بين مايرى ومايخبأ تتسلل التغذية الراجعة إلى عقولنا كأشباح في الظلام، تبرمج الفكر وتفكك الأوطان. فهل نصحوا ونستفيق ونعي هذه المخططات الإبليسية ببصمات موسادية وغيرها من أجهزة معادية قبل فوات الآوان؟

” نافذة صغيرة لكل عاصفة هوجاء"

الهجوم لايقتصر على المعرفة فحسب بل يمتد إلى أبعاد سايكلوجية ورقمية، حيث تستثمر استطلاعات الرأي في هندسة العقول، وتحول السلوكيات البريئة إلى مسارات مدروسة للتفتيت النفسي والإجتماعي. نافذة واحدة تفتح ببراءة، لكنها تجلب عاصفة غوغاء على أمن التراب الوطني، وتكشف هشاشة من لايعي قيمة تماسكه الوطني.

”بين المعلومة والمأساة...التغذية الراجعة تهدد السيادة"

إنها حرب تعلن من قبل مردة البشر، يستخدم فيها تكنيكات رقمية وسايكولوجية، الهدف منها تحويل ”التغذية الراجعة" من أداة تطوير إلى أداة دمار. والمواجهة لاتنتزع إلا باليقظة الشعبية وإعلاء مؤشر التعلم والمعرفة والبحث وتوعية الشعوب خصيصا منهم الجهل والأميين. فالأمن الفكري" هو درع الوطن الحقيقي.

نعم يجب الإكثار من حملات التوعية لدى الجماهير وممكن الإستعانة بجمعيات المجتمع المدني وحبذا لو أقيمت دروس توعية في المدارس و الجامعات والكليات ولا مانع من مشاركة أئمة دور العبادة الدينية بتوجيه وإشراف الجهات الحكومية المختصة بشؤون الأوقاف حيث أن صون الوطن هو الجزء الأول من العبادة.

فالحرب اليوم كما أشرت في السابق لم تعد حرب مدافع وصواريخ تكتيكية أو إستراتيجية فحسب، بل ماخفي أعظم من أدوات كا ”التغذية الراجعة" وأخواتها.

” وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم“ (الأنفال60)

فلكل مقام مقال، ولكل زمان دولة ورجال، فاليوم الحرب ليست حرب سكين وسيف ورمح وخيل، بل حرب عقول وأدمغة وتطور هائل جدا، حيث الله يأمرنا بمواكبة العلم والمعرفة بكافة فروعها لصون الأوطان.

فمن يحرس وعيه، يحرس وطنه، ومن يسهر على يقظته، يسهر على صون سيادته.

مفكر إعلامي وفنان شامل في الغربة

المصدر: موقع إضاءات الإخباري