من يقرأ ما قاله اليوم البطريرك الراعي لقناة العربية يرى بوضوح حجم الخطأ الاستراتيجي الذي ترتكبه هذه المرجعية الدينية بحق المسيحيين في لبنان ومدى نكران الجميل لمن حمل السلاح وبذل الدم ليدفع عن لبنان بكل طوائفه شرّ التكفيريين وعدوان الإسرائيليين.
إلى السيد البطريرك الراعي نقول:
أنت من ناديت بالحياد الإيجابي تجاه القضية الإنسانية الكبرى المتمثلة بإبادة أهل غزة من المسلمين والمسيحيين في الوقت الذي انتفض العالم كله مستنكراً.
فلم تقف مع المظلوم ولم تستنكر فعل الظالم.
هل أن المسيح عليه السلام لو كان حاضراً يقرّك على فعلك أم يدينك به.
اليوم توافق على استخدام السعودي والأمريكي للمسيحيين من خلال الجيش لضرب الشيعة من أبناء وطنك.
فهل فعلك هذا فعل حماية لرعيتك أم فعل غواية لهم ليُقتل من يُقتل منهم بالفتنة ويُهجّر ويشرّد من تبقّى.
أين بصيرتك ورؤيتك التي يفترض أن تكون بعيدة المدى لتحافظ بها على رعيتك في هذا الشرق.
ألا يفترض أن تعتمد هنا سياسة الحياد بين المحورين المتصارعين في المنطقة.
هل تظن أن قضية السلاح هي قضية محلية.
ألا تعلم أنها قضية إقليمية وأنتم اليوم تلعبون بين الأطراف الإقليمية دون ظهير إقليمي لكم بعد أن تخلت عنكم فرنسا والاتحاد الاوروبي.
فلم يدفعوا عنكم عبء النزوح السوري في بلدكم رغم مناشداتكم العديدة لهم وطلبوا منكم كأقليّة التأقلم مع الواقع.
هل تظن أن السعودي سيعبأ بكم أو الأمريكي إن كنتم عوناً له على تنفيذ أهدافه ضد أبناء بلدكم.
إنهم يستخدمونكم اليوم كأدوات وغداً يرمونكم لمصيركم ولن تكون السعودية أبداً ظهيراً إقليمياً لكم بديلاً عن فرنسا التي تنصّلت من أمومتكم.
لأنكم في عقيدتهم الوهابية التي اشتقت منها العقيدة السلفية التكفيرية الجهادية التي اعنقتها داعش كفاراً لا قيمة لأعراضكم ودمائكم وأموالكم.
فأين تذهبون. وكيف تخططون لمستقبلكم في هذا الشرق.
واحذروا فإن الخطأ الاستراتيجي تداعياته السلبية خطيرة جداً وطويلة المدى.
د. علي حكمت شعيب