المنصات السحابية ودورها في الحرب على غزة
أخبار وتقارير
المنصات السحابية ودورها في الحرب على غزة
د. بدور الديلمي
23 آب 2025 , 15:34 م


 تحقيق استقصائي – الإعلامية اليمنية بدور الديلمي

---

مقدمة

لم تعد الحروب تُخاض بالسلاح وحده؛ فاليوم، تقف التكنولوجيا الرقمية، وعلى رأسها المنصات السحابية، في قلب الصراعات. وفي الحرب على غزة، كشفت تقارير استقصائية ودولية عن دور الشركات السحابية العملاقة في دعم البنية الرقمية للاحتلال الإسرائيلي، وتسهيل استخدام الذكاء الاصطناعي في الاستهداف العسكري، إلى جانب توفير بنية تحتية تؤمّن السيطرة على المعلومات والبيانات.

---

مشروع نيمبوس: عقد بالمليارات لدعم الاحتلال

في عام 2021 وقّعت إسرائيل عقدًا ضخمًا مع شركتي Google وAmazon (AWS) تحت اسم مشروع نيمبوس، بقيمة تقدَّر بمليار ومئتي مليون دولار.

هذا المشروع يوفّر بنية تحتية سحابية متقدمة، تشمل الذكاء الاصطناعي والتحليلات الضخمة، ويُستضاف محليًا في مراكز بيانات داخل تل أبيب.

المخاوف الحقوقية تقول إن هذه البنية قد تُستخدم لدعم الجيش الإسرائيلي في إدارة بياناته، وتطوير منظومات استهدافه، وهو ما اعتبره خبراء "إقحامًا للتكنولوجيا في الإبادة الجماعية".

---

مايكروسوفت Azure: استغلال البيانات الفلسطينية

تزامنًا مع نيمبوس، ظهرت تقارير استقصائية في 2025 تتهم مايكروسوفت Azure بتخزين كمٍّ هائل من مكالمات الفلسطينيين، واستخدامها في المراقبة والاستهداف الأمني.

التحقيقات أثارت احتجاجات داخلية وخارجية، وأجبرت الشركة على فتح مراجعة عاجلة. ورغم نفيها، تبقى الشكوك قائمة حول حدود تورطها في الحرب الرقمية ضد الفلسطينيين.

---

الهجمات السيبرانية على غزة

في الميدان الرقمي، رصدت تقارير شركات متخصصة – أبرزها Cloudflare – أن المواقع الفلسطينية، بما فيها المصارف والإعلام والمنظمات المدنية، تعرّضت منذ 7 أكتوبر 2023 لهجمات DDoS مكثفة عطلت وصول المعلومات والموارد.

هذه الهجمات السيبرانية تُظهر أن الحرب لم تعد على الأرض فقط، بل انتقلت إلى الفضاء الرقمي أيضًا، حيث تُحاصر غزة رقميًا كما تُحاصر ميدانيًا.

---

البعد القانوني والإنساني

يؤكد خبراء الأمم المتحدة أن توظيف الذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية في الحرب على غزة يرقى إلى مستوى "الإبادة الرقمية"، ويدعو إلى محاسبة الشركات العملاقة التي توفر هذه الخدمات.

فالمسؤولية هنا لا تقف عند الحكومات، بل تمتد إلى الشركات التي تمنح أدواتها للتدمير بدل البناء.

---

الخاتمة

إن الحرب على غزة تكشف الوجه الأخطر للتكنولوجيا: منصات كان يفترض أن تبني المستقبل، تتحول إلى سلاح يشرعن القتل ويدعم الإبادة.

إنه اختبار للضمير العالمي، واختبار للشركات التي تدّعي أنها "تبتكر من أجل الإنسان"، لكنها على أرض الواقع تبيع خدماتها لمن يحوّل العلم إلى أداة حرب.

✍️ الإعلامية اليمنية بدور الديلمي

المصدر: موقع إضاءات الإخباري