⚠️‼️لم يتحقق إنتصار فجر الجرود بقوى السلطة التنفيذية وحدها؛ ولكنه تحقق بالتنسيق والتعاون الميداني مع حزب الله والجيش السوري والشعب اللبناني. وسأقتطف المقطع الأخير من أمر اليوم لقائد الجيش العماد جوزاف عون الذي ألقاه بتاريخ 30 آب/أغسطس 2017 والذي يتعلق بالدفاع عن الحدود اللبنانية وعن "كلّ شبرٍ من تراب الوطن" :"أيها العسكريون
إذا كانت الثقة بالوطن أصبحت أكثر جلاءً، والأمل بالانفراج الواسع بات أكثر وضوحًا، فلا تزال أمامكم مصاعب وتحدّيات، تتمثّل بالعدوّ الإسرائيلي الذي لا يزال يتربّص شرًّا بالوطن على الحدود الجنوبية، وبخلايا إرهابية قد تطلّ برأسها كلّما تهيّأت لها الفرص، لذا كونوا دائمًا بالمرصاد لهذه الأخطار، متأهّبين للقيام بكلّ ما يمليه عليكم الواجب العسكري، دفاعًا عن الحدود اللبنانية وعن كلّ شبرٍ من تراب الوطن".
ولكن عندما أصبح قائد الجيش العماد عون رئيسًـا للجمهورية؛ تبدلت القناعات، فأصبحت المواقع الخمسة المحتلة ليست ذات أهمية عسكرية إستراتيجية، وتعهد بنحريرها بالحل سلميًا وعبر الدبلوَماسية‼️‼️‼️
وللتقليل من أهَمية تلك المواقع سماها رئيس الجمهورية النقاط الخمس، والتي أصبحت ثمانية.
ولندرك مدى فعالية الديبلوماسية، علينا أن نحلل نتائج زيارة الرئيس إلى فرنسا ولقائه الرئيس ماكرون، الذي رفض بكل وقاحة ترحيل النازحين السوريين حتى إجراء الإنتخابات في سوريا.
ولا بد من الأشارة بأن رئيس الجمهورية اليوم، ليس بقائد الجيش الذي ألقى أمر اليوم عند إعلان الإنتصار في معركة فجر الجرود : "كونوا دائمًا بالمرصاد لهذه الأخطار، متأهّبين للقيام بكلّ ما يمليه عليكم الواجب العسكري، دفاعًا عن الحدود اللبنانية وعن كلّ شبرٍ من تراب الوطن".
وقد أظهرت الأيام بأن الضغوطات الأمريكية على لبنان كانت خدمة للعدو الصهيوني.
والوعود الأمريكية بتنفيذ خطوة َمقابل خطوة كَانت سرابًا.
فقد نفذ حزب الله القرار 1701، ولكن العدو الصهيوني لم ينفذ أي خطوة لأن حكومة لبنان تخلت عن عنصر قوة لبنان الوحيد، وهو المقاومة، إذعانًا لورقة أهداف الأمريكية. وقد أقرت الحكومة سحب سلاح حزب الله. فماذا حصدت الحكومة؟
قالها الوفد الأمريكي الموسع بكل وقاحة : "لا تسألوا ما ذا فعلت إسرائيل، بل عليكم سحب سلاح حزب الله وبعدها نتكلم".
بتاريخ 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، طلب نتنياهو وقف إطلاق النار، ولكن رئيس حكومة تصريف أعمال الحكومة السيد نجيب ميقاتي، أصرَّ أن تجري السلطة المفاوضات.
ولم يطلب الرئيس ميقاتي الإستفادة َمن خبرة حزب الله في الَمفاوضات.
فماذا كانت النتيجة؟
1- إعطاء العدو مهلة 60 يوم للإنسحاب.
2- الممارسة أثبتت أن العدو لديه حق بإستباحة كل لبنان لا تزال مستمرة حتى اليوم.
3- لم تطلق السلطة أي طلقة نار او تقديم أي شكوى بالرغم من قيام العدو بأكثر من 4500 إعتداء. وهذا يضع الحكومة في موضع التهمة.
وبالرغم من صمت السلطة فإن العدو لم يرحمها بل وضعها في موضع حرجٍ جدًا؛ فأدرعي كان يردد بعد كل عدوان : بأنه "يعمل ضمن التفاهمات مع لبنان بشأن وقف إطلاق النار، وجيش العدو سيزيل كل ما يعتبره تهديدًا "لإمن إسرائيل"". وكررها نتنياهو أواخر الشهر الماضي.
وللأسف لم يصدر أي نفي من السلطة الرئاسية أو التنفيذية كون رئيس حكومة تصريف الأعمال هو من رعى الإتفاق، والرئيس نواف سلام آصدر قرارًا بإستمرار لبنان بالالتزام بوقف إطلاق النار الذي وقعته حكومة تصريف الأعمال.
وقد مددها الَمفاوض اللبناني لمدة 60 يومًا، ثم مددها َترامب حتى 18 شباط؛ ولم يلتزم ترامب بوعوده بإنسحاب إسرائيل بحلول ذلك التاريخ. وتفاجأ اللبنانيون ببقاء الإحتلال في خََمس تلال رئيسية حولها إلى مواقع.
لذا لا بد من رفع الظلم الذي لحق بالمقاوَمة. نتنياهو طلب في العام 2006 من الإدارة الأمريكية وقف إطلاق النار وتولت قطر الوساطة وصدر القرار 1701.
فتم فرض الإنسحاب المذل على العدو في عتمة ليلة واحدة فقط إلى ما وراء الخط الأزرق. وكان أهالي القرى الحدودية أول الواصلين إلى قراهم مع لحظة بدء سريان وقف إطلاق النار. وفرضت المقاومة على العدو الإلتزام بعدم العدوان طيلة 18 عامًا. وحاول العدو التنصل من الاتفاق عدة مرات، ولكن المقاومة كانت تحصي أنفاسه، وتردعه كلنا حاول فرض إتفاق جديد.
لذا فسلاح المقاومة حمى سيادة لبنان وسلامة شعبه وأراضيه طيلة 18 عامًا، بينما السياديون الجدد فرَّطوا بها، ولم يستطيعوا الحفاظ على السيادة اللبنانية وحماية الشعب والأرض َمَع إستباحة العدو لكل لبنان.
وتريد السلطة في لبنان التي طعنت المقاومة في ظهرها بالتخلي عن عنصر القوة الوحيد لديها، فأقرَّت سحب السلاح في ظل وجود الإحتلال؛ وبالرغم من مواقف المبعوث الأمريكي برَّاك، وآخرها إسقاط إتفاقية سايكس بيكو وإعطاء إسرائيل الحرية المطلقة بالإعتداء حيث تشاء ومتى تشاء.
فعلى السلطة أن تصلح خطيئتها حفاظ على السلم الأهلي لأن لبنان وطن نهائي لجميع اللبنانيين دون تَمييز. وموقف آلثنائي الشيعي واضح؛ وإذا إستمرت السلطة اللبنانية في عجزها عن منع الإعتداءات اليومية سيكون للشعب اللبناني موقف آخر فهو مصدر السلطات في العالم أجمع.
آمل التدقيق فيما قاله قائد الجيش بمناسبة تحرير الجرود آخذين بعين الإعتبار أن العقيدة العسكرية يجب أن لا تتغير لصالح أية دولة أجنبية مهما علا شأنها. ‼️⚠️
? عدنان علامه /عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين ?
############
يوم إعلان النصر في معركة «فجر الجرود»
الإنجاز الباهر في مسيرة الجيش طوى مرحلة أليمة من حياتنا الوطنية
30 / 8 /2017، يوم إعلان النصر في معركة «فجر الجرود»، اعتبر قائد الجيش العماد جوزاف عون في «أمر اليوم» «أنّ الإنجاز الباهر في مسيرة الجيش... قد طوى مرحلة أليمة من حياتنا الوطنية».
أيّها العسكريون
اليوم، وبعد أن أنهيتم عملية «فجر الجرود» التي حقّقتم فيها انتصارًا حاسمًا على الإرهاب بطرده من جرود رأس بعلبك والقاع، ورفعتم علم البلاد خفّاقًا فوق قممها وتلالها، تعود هذه المنطقة العزيزة إلى كنف السيادة الوطنية، معمّدةً بدماء رفاقكم الشهداء والجرحى وبعرق جباهكم الشامخة.
إلّا أنّ ما يعزّ علينا في هذا الانتصار، هو النهاية الأليمة لرفاقكم الشهداء المخطوفين، الذين عانوا ما عانوه من وحشية إرهابٍ مجرمٍ حاقد، لا يقيم أيّ وزنٍ للشرائع السماوية والإنسانية والأخلاقية. فباسمكم أتوجّه بأحرّ مشاعر التعزية والتضامن لأفراد عائلاتهم، وأقول لهؤلاء الأبطال:
«لقد كنتم حاضرين في وجداننا وستبقون، لن ننساكم أبدًا».
أيها العسكريون
إنّ هذا الإنجاز الباهر في مسيرة الجيش، الذي صنعتموه بكفاءتكم القتالية وبروح البطولة والشجاعة التي رافقت خطواتكم في الميدان، قد طوى مرحلةً أليمة من حياتنا الوطنية، كان الإرهاب يجثم خلالها في جزءٍ غالٍ من ترابنا الوطني. فتحيّتي المخلصة لكم ضباطًا ورتباءَ وأفرادًا، شاركتم في صنع هذا النصر، وتحيّتي للشعب اللبناني الأبيّ الذي التفّ حولكم بكلّ مكوّناته ومناطقه، ومنحكم ثقته التي لا تقدّر بأي ثمن، وتحيّتي الكبرى لشهداء الجيش وجميع شهداء الوطن، الذين استرخصوا دماءهم وأرواحهم في ساحات الشرف والبطولة، ليشرق فجر الانتصار.
أيها العسكريون
إذا كانت الثقة بالوطن أصبحت أكثر جلاءً، والأمل بالانفراج الواسع بات أكثر وضوحًا، فلا تزال أمامكم مصاعب وتحدّيات، تتمثّل بالعدوّ الإسرائيلي الذي لا يزال يتربّص شرًّا بالوطن على الحدود الجنوبية، وبخلايا إرهابية قد تطلّ برأسها كلّما تهيّأت لها الفرص، لذا كونوا دائمًا بالمرصاد لهذه الأخطار، متأهّبين للقيام بكلّ ما يمليه عليكم الواجب العسكري، دفاعًا عن الحدود اللبنانية وعن كلّ شبرٍ من تراب الوطن.
اليرزة في 30/8/2017
العماد عون قائد الجيش