"قصَّة قصيرة جدّا"
كنت وصديقي نتابع ذلك المؤتمر الصحافي السافر، لذلك المندوب العابر، من أعلى المنابر. أقصد مِنصَّةَ القصرِ الجمهوري ، ولمّا سمعَ وسمعتُ ما تلفظ به ذلك المُتَحَيْوِنُ، واصفاً صحافيي القصر بِالْحَيْوَنَة، دمعت عيناه، واحتقنَ وجهُه، ثم جحظتْ عيناهُ من غضبٍ، وسألني:
-- من هذا الحيوانُ الفالِتَ من عقالِ الدبلوماسيّة؟ ولِمَ لَمْ يَرُدَّ عليه واحدٌ، أو واحدةٌ مِنْهُم؟
-- ما أحوجنا إلى مُنْتَظَرِ الزَّيدي، وما أجمل فَرْدَتَيْ حِذائه، وهما تعلّمانِ "بوشَ" درسًا مهمًّا في احترامِ استقلال الأوطان، وصيانة سيادتها ! وهل تعلم أنّ مُنتظَراً الشريفَ المقاومَ الذي يحترمُ مِهنتَهُ و يصونُ شرفَهُ ويحفظُ حِبْرَهُ اعتذر؟
-- أمعقول ما تقول؟ فإذا كان ينوي الِاعتِذارَ فلِمَ أَقْدَمَ على فِعْلَتِهِ الشهيرةِ تلك؟
--- نعم. لقد اعتذر السيّد منتظر، لأنّه لا يمتلكُ سوى فردتي حذائه؛والموقفَ المُعادِيَ يستلزمُ أحذيةً عديدةً للتعبيرِ المُناسِبِ لِلِّقاءِ المناسب.
سلامٌ على مُنتظَر، وخَسِئَ الإعلاميّونَ الصّامِتونَ المُقيمونَ في القصرِ الجمهوريّ.
وأخيرًا أقول:
إنَّ مَنْ يَصِفُ الإعلاميّينَ بالحيواناتِ يَكُنْ أكبرَها (أجلّكم الله!) وعلى أساتذةِ الجامعةِ الذين يُدَرِّسونَ مادَّةَ " تَقنيّاتِ التعبيرِ"أنْ يعتمِدوا رَمْيَ الأحذيةِ على وجوهِ المُحتلّينَ،درسًاجديدًا في التعبيرِ عنِ صونِ والسيادةِ الاستقلال.
في 26/8/2025