في عالم يضج بالصراعات. ليس العدو الظاهر هو الأخطر، بل الباطن الذي يتخفى في ثياب الولاء ويغرس أنيابه في قلب الوطن. التاريخ والجغرافيا يشهدان: أن الطعنة من الداخل أوجع من ضربات الخارج.
”إحذروا الوجوه المقنعة خطر الداخل قبل الخارج"
العدو الظاهر قد يزرع بالمدافع، أما العدو الباطن فهو أبطأ السكاكين وأشدها سمية. إنهم العملاء وباعة الضمير ومأجورون رضعوا من ثدي الخيانة؛ حصان طروادة يفتح أبواب القلاع من الداخل.
وقد قال الأمام علي بن ابي طالب عليه السلام ورضي الله عنه” ماأخاف على أمة محمد من عدوها بقدر ماأخاف عليها من المنافقين فيها"
” ندائي إلى الشعوب والقيادات وخصيصا المدافعة عن شرف وكرامة وحرمة التراب الوطني المقدس"
أيها الأشراف أيها الأحرار أيها الصامدون في وجه الهيكل الأسود وملحقاته وأخواته، إن الحذر من الداخل ليس خيارا بل واجبا. قال تعالى وهو خير القائلين في كتابه العظيم القرآن ( إن الله لايحب الخائنين) الأنفال:58
فليكن العهد: لايترك الباطن دون فضح، ولا الظاهر دون ردع. من ثبتت خيانته فمصيره الصهر في نار التاريخ ليبقى عبرة للأجيال.
”بيان الحق في وجه الخيانة والعمالة"
إنها معركة وعي ويقظة بقدر ماهي معركة سلاح. والباطن إن ترك دون كشف، سيصير خنجرا مسموما في خاصرة الأمة. فلتتوحد الإرادة، ولتستيقظ البصائر، ولتنهض الشعوب ولتلتف مع جيوشها الشعبية الوطنية ومنها مع مقاومتها، فتشكل سدا منيعا وصوتا واحدا يهدر في وجه الغدر: (الخيانة موت، والوفاء حياة) وليدرك كل عميل خائن أن ساعة الحساب آتية لاريب فيها! ساعة تسحق فيها الرؤوس سحقا، وتذوب الضمائر الخبيثة كما يذوب الرصاص في أتون النار. يومها لن تجديهم الأقنعة ولا الإدعاءات، بل سيطرحون في مزابل التاريخ، جثثا سياسية بلا هوية، وأسماء ملعونة في ذاكرة الأحرار. إنه البيان والتحذير معا: للأشقاء والأصدقاء يقظة، وللأوفياء عزيمة، وللخونة نار تلتهمهم. هذا عهد الله والتاريخ:( ولكم في الحياة قصاصا ياأولي الألباب) ”البقرة 179"
سحق الخيانة واجب، ومناصرة الوفاء شرف، وصون الوطن فريضة.
”” أين المفر““
أين المفر ياسماسرة الغدر في سوق الأوطان!
أين المفر يابائعي الضمائر!
أين المفر ياأوكار الدسائس!
أين المفر يامأجوري الهيكل الأسود!
مفكر حر، محلل سياسي، وإعلامي سابق في الغربة.