حين يطل المحتل الغاصب بوجه مزيف، ولسان الأفعى، ندرك أن مايسمى ”مشاريع استثمار وسلام" ماهي إلا أقنعة للفوضى الخلاقة، وشرعنة الرزائل، وزرع بذور الطائفية والمذهبية في قلب الأمة. قال تعالى في كتابه العزيز القرآن العظيم ( ويريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) التوبة32. تاج بلا وهج، يلمع الخيانة بالذهب والفضة. بعض الكراسي المرصعة المهزوزة، تبذل المال الجزيل والذهب الأصيل لتشتري رضا الذئب المتخفي في هيئة حمل وديع، وتظن أنها تقتني مجدا، بينما هي تلمع قيودها بأساور براقة. أي وهج في تاج مرهون للغاصب،
وموائد مترفة، تسكب عليها كؤوس التطبيع في غفلة الشعوب النازفة، على موائد المترفين تسكب كؤوس الخيانة في آنية مزخرفة، بينما دماء الشهداء تسيل على أرض فلسطين وغزة وصنعاء وبيروت وطهران ودمشق وبغداد.
ياللعار! أيعقل أن تبدل مائدة الكرامة بمائدة نفاق؟!
لقد قال الحكماء: ”من باع ضميره خسر قومه وحاضره ومستقبله.
وسراب القصور يشتري السرور للمحتل الغاصب ويبيع قبور الأحرار وحسرات الثكالى.
إن مايسمى بالتنوير الموعود ليس سوى تمرير مشؤوم لمشروع مظلم خطط له منذ سنوات طويلة في دهاليز وسراديب أنوارها خافتة. يهدف إلى تقويض المنظومات الأخلاقية، منها تكريه الشباب في الحلال واستبدال القيم السماوية بفوضى جنسية وثقافية ميتافيزيقية عابثة. لكن ليعلم الغاصب وأعوانه أن الشمس لاتحجب بغربال، وأن الأمة التي أنجبت مقاومة من لحمها ودمها، ستبقى عصية على الكسر، وستبقى النهاية معروفة: حيث غرق فرعون وجنده، ونجا المستضعفون. فويل للغاصب إن ظن أن تمريره سيعبر أمام زحف الحق العظيم، والليل وإن طال...فلابد لنور الفجر أن يسطع.
مفكر محلل سياسي وإعلامي سابق في الغربة.