يُعتبر الإمساك المزمن من الاضطرابات الشائعة التي يعاني منها الكثيرون حول العالم. وتشير الدكتورة آنا بيلوسوفا، أخصائية أمراض الجهاز الهضمي، إلى أن هذه المشكلة غالباً ما ترتبط باضطرابات وظيفية في حركة الأمعاء، وليس بانسدادات ميكانيكية كما يعتقد البعض.
- أسباب الإمساك المزمن
تعددت العوامل التي تؤدي إلى الإمساك المزمن، ومن أبرزها:
عوامل خلقية مرتبطة بضعف في وظيفة الأمعاء منذ الولادة.
نمط الحياة الخامل وقلة الحركة. زيادة الوزن والسمنة المفرطة.
داء السكري وما يسببه من تغيرات في عمل الجهاز الهضمي.
قصور الغدة الدرقية الذي يبطئ عملية الأيض.
خلل التوازن البكتيري في الأمعاء.
تناول بعض الأدوية التي تؤثر سلباً على حركة الأمعاء.
تحذّر الدكتورة بيلوسوفا من أن تحلل الكتل البرازية في الأمعاء بعد 48 ساعة يؤدي إلى إطلاق السموم في الجسم، مما يزيد من مخاطر التسمم الداخلي.
- خطوات التشخيص والعلاج
في حالات الإمساك المزمن، يجب أولاً استبعاد وجود انسداد معوي، ثم تقييم تأثير الأدوية التي يتناولها المريض، وإذا تعذّر تغيير العلاج الدوائي، يصبح من الضروري تعديل نمط الحياة والنظام الغذائي.
وتؤكد الطبيبة على أن البداية الصحيحة تكمن في الالتزام بشرب الماء بانتظام، ويفضل أن يبدأ الشخص يومه بكوب من الماء البارد لتحفيز حركة الأمعاء.
- نصائح غذائية للوقاية من الإمساك
شرب ما لا يقل عن 2.5 لتر من السوائل يومياً، بما في ذلك:
منتجات الألبان المخمرة.
عصائر الفواكه والخضروات الطبيعية.
المشمش المجفف المنقوع.
الماء الفوّار مع إضافة شرائح الليمون.
إدخال كمية كافية من الألياف الطبيعية عبر تناول الخضروات والفواكه يومياً.
إضافة الأطعمة المخمرة والمنقوعة إلى النظام الغذائي.
الحد من استهلاك الأطعمة التي تسبب الغازات أو تبطئ حركة الأمعاء.
وتوصي الدكتورة بعلاج طبيعي فعّال يتمثل في:
خليط من المشمش المجفف والخوخ والتين بعد نقعها وطحنها، مع إمكانية إضافة الليمون أو المكسرات للحصول على قيمة غذائية إضافية.
- النشاط البدني ودوره في علاج الإمساك
لا يقتصر علاج الإمساك على التغذية فقط، بل إن النشاط البدني يلعب دوراً محورياً. ومن الأنشطة المفيدة:
ممارسة رياضة السباحة.
أداء تمارين تقوية عضلات البطن.
الحرص على المشي والحركة اليومية بانتظام.
الإمساك المزمن مشكلة صحية قد تبدو بسيطة لكنها تحمل مخاطر كبيرة إذا لم تُعالج بالشكل الصحيح. ويكمن الحل في الوقاية اليومية عبر شرب الماء، التغذية الغنية بالألياف، والنشاط البدني المنتظم، مع استشارة الطبيب عند الحاجة لتشخيص الأسباب الكامنة ووضع خطة علاجية مناسبة.