كتب الأستاذ حليم خاتون:
الذين يراهنون على عقلانية نواف سلام داخل حزب الله ليسوا قلة...
هذا نهج لم يبدأ أمس، ولن ينتهي بكل أسف غدا...
الذين راهنوا ويراهنون على دور إيجابي للسعودية في لبنان وفي المنطقة ليسوا فقط من السُنّة أو المسيحيين أو الدروز؛ هناك نسبة لا بأس بها من الشيعة الذين لا يرون على درب جهنم سوى بلاط النوايا الحسنة...
في السعودية اليوم، هُبَل جديد قد ظهر!
بكل أسف أيضا؛ هذه الأوهام ليست إبنة الأمس فقط؛ هذه أوهام تحكمت، ولا تزال تتحكم بمعظم أطراف محور المقاومة، بدءا بإيران، مرورا بالعراق، ولا تنتهي عند قيادات في حزب الله...
بعض المقالات التي تخرج لتحدثنا عن مآثر السعودية التي لم تبدأ بسيارة بئر العبد المفخخة التي قتلت وجرحت عدة مئات من المواطنين اللبنانيين الذين لا تعترف بولا يعقوبيان بحقهم في العيش بكرامة في وطن لم يعرف يوما معنى الكرامة الا على أيدي امثال هؤلاء؛ ولا تنتهي بالعمل ليلا نهارا على نشر الفتنة بين اللبنانيين تحت وهم مال لم يأت يوما من خزائن مملكة الشر الرملية، بل كان يقوم دوما على سياسة من "دهنو قليلو"... بعض هذه المقالات استيقظ متأخرا كما الحال في معظم سياسة محور يريد أن يكون مقاومة في نفس الوقت الذي يؤمن ويصر على الإيمان بإمكانية الحديث مع القتلة من أميركا إلى بريطانيا إلى أصغر مملكة موز أو إمارة خيار أو جمهورية بندورة...
الللبنانيون الموجودون على أرض مملكة الرمال ليسوا سوى نسخة عن مجتمع الاغتراب اللبناني الذي ينتج مالا لقاء عمل وخدمات... تماما كما في كل الدول الأخرى...
المغترب اللبناني في السعودية هو الأقل تمتعا بالحرية وغيرها من قيم الإنسان لأنه معرّض دائما للإذلال من قبل فراعنة الوهابية سواء بشكلها التكفيري العائد للعصور الحجرية أم شكلها المعاصر القائم على ترفيهات تركي الشيخ...
وحده اليمن، يعرف حقيقة النذالة في مملكة الرمال؛ ووحده اليمن، هو من يعول عليه شرفاء هذه الأمة أو من بقي من شرفاء في هذه الأمة التي أعمت بصيرتها وبصرها كل الأوساخ الناتجة عن المال الحرام من أهل الحرام في خليج الموز المهترئ رغم صور الحضارة التي لا تمت إلى الواقع بصلة...
هل سوف يحضر وزراء الثنائي جلسة يوم الجمعة؟
أم تراهم يقاطعون وسط تهديدات لا تُسمن ولا تغني عن جوع...
رسالة ٣١ آب التي تلفظ بها الرئيس بري ليست أكثر من محاولة لاستيعاب النار القوية تحت الرماد...
إهانات برّاك، وتهديدات أورثاغوس، وخطط كوريلا لن تؤدي إلا إلى مزيد من إزالة الرمد عن عيون من لا يزال يعوّل على مجتمع دولي لا يفهم إلا لغة القوة والعنف...
إذا كان هناك من عذر يمكن لحزب الله التستر خلفه، فهو ما يدور في الكواليس بأن هذا الحزب يدير ورشة كبيرة سوف تقلب بالفعل الطاولة على الجميع...
إذا كان هذا صحيحا، نحن بالإنتظار؛ أما إذا كان الحزب لا يزال على نفس نهج التفتيش عن مكان تحت الشمس الأميركية، نقولها للحزب بالفم الملآن:
احترامنا للسيد الشهيد نصرالله ولإرث عماد مغنية ليس شيكا على بياض...
كوريلا الذي وضع خطط تدمير المقاومة ونفذها خلال حرب الإسناد عاد إلى فلسطين المحتلة...
التجهيزات التي جرت على قدم وساق بما في ذلك من قبل العرب الذين لا تقل جرائمهم عن جرائم أميركا وإسرائيل وصلت إلى حد الكمال رغم الشائعات عن نقص هنا، او قلة تدبير هناك...
كلمات ابواق المقاومة التي تتحدث دون خجل عن الالتزام بالقرار ١٧٠١ والشرعية الدولية تثير الشفقة، وتدعو إلى الإحتقار ليس إلا...
إخجلوا وتستروا...
"ما غُزِيَ قوم في عقر دارهم إلا ذُلّوا"...
الإسرائيلي يُذلنا صبحا ومساء...
العملاء في لبنان يذلوننا صبحا ومساء...
السلطة في لبنان تذلنا صبحا ومساء...
غزة اجترعت ملاحم لم يعرفها عصر العرب منذ قرون...
هي أميركا نفسها...
هي إسرائيل نفسها الغارقة في وحول غزة...
لسنا أقل من غزة...
في يدنا ما يكفي من قوة لهزيمة ليس إسرائيل وحسب، بل كل حلف الناتو معها...
امتلاك أميركا للتكنولوجيا المتفوقة لم يسعفها في فيتنام...
المطلوب فقط الالتزام بنهج كربلاء، وعدم الخوف من الخسائر التي سوف تحل، والدمار الذي سوف يعم كل لبنان...
ثمن المقاومة والقتال بشرف يظل دائما أقل بكثير من ثمن الإستسلام...
ننتصر حين ننتصر
وننتصر حين نُستشهد...
ليذهب شارل جبور وانطوان زهرا وبولا الهبلة إلى الجحيم!
نحن لن نقفل الأبواب ونضرم النيران بأنفسنا كما فعل أهل صيدا حين حاصرها ارتحششتا...
نحن بمقدورنا ويجب علينا منذ اليوم البدء بإضرام النار في كل الشرق الأوسط وليذهب النظام الاقتصادي الدولي إلى الجحيم!
الحياة وقفة عز!
نموت واقفين ولا نركع!
هذا ثمن الحرية الذي لا يعرفه كل المطبلين من عملاء مباشرين وعملاء موضوعيين، أناسا بسطاء كانوا، رجال دين، أم متسكعين!