الكشف عن سر العطس عند النظر إلى الشمس
منوعات
الكشف عن سر العطس عند النظر إلى الشمس
5 أيلول 2025 , 15:09 م

يشعر الكثيرون منا أثناء الخروج من مكان مظلم إلى ضوء الشمس الساطع برغبة في العطس ، هذه الظاهرة ليست مرتبطة بالحساسية أو الغبار، بل هي خاصية فسيولوجية في عمل الجهاز العصبي تُعرف باسم منعكس العطس الضوئي، وفق ما ذكرته مجلة Discover Magazine.

يشرح عالم الأعصاب لويس بتاتشيك من جامعة كاليفورنيا أن السبب يعود إلى "تشويش" يحدث في الدماغ، ففي الوضع الطبيعي، يقوم العصب ثلاثي التوائم بتحفيز العطس عند دخول مهيّج ما إلى الأنف، لكن عند التعرض لضوء قوي، يتلقى الدماغ إشارة قوية من العصب البصري ويفسرها خطأً على أنها أمر بالعطس، فينتقل التنبيه إلى الحجاب الحاجز ليحدث الزفير المفاجئ.

 جذور وراثية غامضة

يرى بتاتشيك أن هذه الظاهرة غالباً ما تُنقل وراثياً؛ فإذا كان أحد الوالدين يعطس عند النظر إلى الشمس، فهناك احتمال يصل إلى 50% أن يرث الأبناء نفس الاستجابة، وفي عام 2019، نشرت مجلة Scientific Reports دراسة واسعة شملت أكثر من 3400 شخص، وكشفت عن عدة علامات وراثية مرتبطة بالظاهرة، وإن لم يُحدد بعد جين واحد مسؤول عنها بشكل مباشر، بل يُرجح أن مجموعة من الجينات تتداخل في ظهورها.

 العطس الشمسي

تشير الإحصاءات إلى أن واحداً من كل عشرة أشخاص يعطس عند الخروج إلى ضوء الشمس الساطع، وبرغم أن الظاهرة تبدو غير ضارة، إلا أن العلماء يعتقدون أنها تحمل دلالات مهمة لفهم أمراض أكثر خطورة مثل الصرع والصداع النصفي، حيث تشترك هذه الحالات في كونها أعراضاً تظهر تحت ظروف خارجية معينة.

ففي عام 2020، أظهرت دراسة أن الجين ZEB2 قد يكون هدفاً واعداً لعلاج الصرع، ما يجعل دراسة "منعكس العطس الضوئي" مدخلاً لفهم آليات نوبات مرضية مشابهة.

هل يشكل العطس خطراً؟

عادة لا يمثل العطس عند التعرض للشمس خطراً صحياً، ويُنصح فقط بارتداء النظارات الشمسية للحد من المحفز. لكن بعض المواقف قد تجعله خطيراً، ففي تسعينيات القرن الماضي، أشار أطباء عسكريون في مجلة Military Medicine إلى أن هذا الانعكاس المفاجئ قد يشكل خطراً على الطيارين المقاتلين أثناء التحليق، وكذلك على السائقين عند الخروج من الأنفاق إلى الضوء المباشر.