أكلة عقول البشر, هكذا يُجَنَّد العملاء
مقالات
أكلة عقول البشر, هكذا يُجَنَّد العملاء
حسن علي طه
5 أيلول 2025 , 15:32 م


بقلم: حسن علي طه

توماس إدوارد لورنس، الضابط البريطاني الذي اشتهر إبّان الثورة العربية في بدايات القرن الماضي، أيّام الشريف حسين، كان أداةً من أدوات الاستعمار داخل الثورة. فلبس لبوس العرب، وحارب إلى جانبهم ضدّ العثمانيين، حتى عُرف باسم لورنس العرب.

كل ذلك كان في زمن الأحصنة.

فماذا عن أيامنا التي أصبح فيها الخيال العلمي حقيقة، وأصبح العالم بين يديك، فكم من "لورانس" بيننا، يُنسب زورًا إلى أصولٍ عرب اقحاح ؟

فلكم أسهل طرق الاختراق

إذ يكفي العدوّ منصة إعلامية زهيدة الكلفة:

مذيعة، وضيفٌ كومبارس، وأنت يا لورانس ثالثهما.

بعدها دقيقة ونصف من العياط المشحون بشعارات وطنية من عيار: «سد بوزك»، «فشرت ولك»، «ديربالك»...، ثم يُعاد تدوير هذه المواقف على مواقع التواصل "اللا" اجتماعي.

ومرة بعد مرة، تصبح "نجمًا":

تُستقبل في الصالونات، وتُقدَّم في الأماكن العامة، وتُعامل كأنك مغوار بطلٍ أحاطت به محبة الناس.

بعدين رشلك شوية هدايا على كم قفل ومفتاح

ولو ما النبي قبل الهدية معقول هني يرفضوا ؟!!!

هيك بتكسر عيون وتُعمل منهم عزوتك.

لا بل قد تُكتب فيك قصائد المدح وملاحم البطولة. ولا بٱس أن تكون هداياك –هاتفًا أو ساعة– أدواتٍ للتجسس.

وهيك بتكون حجزت موقع الك في الصفوف الأمامية.

فما بالك بعوام الناس البسطاء،الذين يسحرهم من يأكل عقولهم ببطولاتٍ وهمية على الشاشات.

وخود على سلفة وخبار من صغارهم وكتمة سرارهم وشوية وقت بتصير الناطق الرسمي والشارح الفوري والملم بكل شاردة ومستودع أسرار الكبار

احذروا "لورانسات" هذا الزمان؛ فعدّة شغلهم متواضعة:

بطولات على الشاشات "لتلتة"

مسؤولٌ شاطة ريالتو،

وشعبٌ بسيط عاطفة بتاكل عقله.

وخود "لورانسات" قد ما بدك وساعتها ما تسأل ليش صار هيك

والسلام.